ترجمة فاطمة معطي-لبنان24
في تعليق على مفاوضات ترسيم الحدود غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل التي استؤنفت الثلاثاء الفائت وأُجلت جولتها السادسة إلى موعد لم يُحدد بعد، يقول الجانب الأميركي إنّ الكرة باتت في ملعب لبنان وإنّ واشنطن ستظل متحلية بالصبر.
التصريحات الأميركية الرسمية هذه تأتي بعد سلسلة مواقف أطلقها مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق ديفيد شنكر وخطاب الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله الذي تناول ملف الترسيم.
ففي حديث مع “الحرة”، قال شنكر: “الموقف الذي قدمه لبنان بشأن ترسيم الحدود لم يأتِ بحل، والإسرائيليون يستخرجون الآن الغاز، وعلى غير استعداد للتوصل الى اتفاق مع لبنان”، مضيفاً: “نصرالله قال أمس أن المقاومة في وضع ممتاز”. وتابع شنكر: “سوريا تنتهك سيادة لبنان في الشمال وتبرم العقود مع شركات روسية للتنقيب واستخراج الغاز في المياه التابعة للبنان ولبنان لا يهتم بانتهاك سيادته من قبل سوريا، فأعتقد أن هذه المفاوضات سخيفة ولن تنجحومأسوف عليها”.
بالتزامن مع التسلم والتسليم بين الرئيسيْن جو بايدن ودونالد ترامب، توقفت مفاوضات ترسيم الحدود غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل. وما إنّ بعثت إدارة بايدن السفير الأميركي جون ديروشيه لمواصلة قيادة جهود الوساطة بناء على دعوة بيروت وتل أبيب، استكملت المفاوضات بين الجانبيْن، بحسب تقرير لقناة “العربية”.
يقول تقرير “العربية” إنّ الديبلوماسي الأميركي لم يكن يتوقّع انعقاد جولة واحدة فقط من المفاوضات عندما توجه إلى بيروت الأسبوع الفائت، مشيراً إلى أنّ الرئيس ميشال عون أعطى توجيهاته للوفد اللبناني بتعليق مشاركته في المحادثات بعد اجتماع دام نحو 6 ساعات بين المسؤولين اللبنانيين والإسرائيليين والأميركيين وآخرين أمميين في 4 أيار الفائت.
ووفق بيان لرئاسة الجمهورية، طلب الوسيط الأميركي أن”يكون التفاوض محصوراً فقط بين الخط الإسرائيلي والخط اللبناني المودَعين لدى الأمم المتحدة، وذلك خلافاً للطرح اللبناني ولمبدأ التفاوض بدون شروط مسبقة”. وأعلنت رئاسة الجمهورية آنذاك أن عون شدد على “ألّا تكون متابعة التفاوض مرتبطة بشروط مسبقة، بل اعتماد القانون الدولي الذي يبقى الأساس لضمان استمرار المفاوضات للوصول إلى حل عادل ومنصف يريده لبنان حفاظاً على المصلحة الوطنية العليا والاستقرار، وعلى حقوق اللبنانيين في استثمار ثرواتهم”.
الرئيس عون التقى الوفد اللبناني المفاوض لترسيم الحدود البحرية واطلع على وقائع اجتماع اليوم ومشاركة الوفد الأميركي الذي طلب رئيسه ان يكون التفاوض محصورا فقط بين الخط الإسرائيلي والخط اللبناني المودعين لدى الأمم المتحدة، وذلك خلافاً للطرح اللبناني ولمبدأ التفاوض بدون شروط مسبقة
الرئيس عون التقى الوفد اللبناني المفاوض لترسيم الحدود البحرية واطلع على وقائع اجتماع اليوم ومشاركة الوفد الأميركي الذي طلب رئيسه ان يكون التفاوض محصورا فقط بين الخط الإسرائيلي والخط اللبناني المودعين لدى الأمم المتحدة، وذلك خلافاً للطرح اللبناني ولمبدأ التفاوض بدون شروط مسبقة
— Lebanese Presidency (@LBpresidency) May 4, 2021
الرئيس عون اعطى توجيهاته للوفد المفاوض وشدد على ألا تكون متابعة التفاوض مرتبطة بشروط مسبقة بل اعتماد القانون الدولي الذي يبقى الأساس لضمان استمرار المفاوضات للوصول الى حل عادل ومنصف يريده لبنان حفاظا على المصلحة الوطنية العليا والاستقرار، وعلى حقوق اللبنانيين في استثمار ثرواتهم
الرئيس عون اعطى توجيهاته للوفد المفاوض وشدد على ألا تكون متابعة التفاوض مرتبطة بشروط مسبقة بل اعتماد القانون الدولي الذي يبقى الأساس لضمان استمرار المفاوضات للوصول الى حل عادل ومنصف يريده لبنان حفاظا على المصلحة الوطنية العليا والاستقرار، وعلى حقوق اللبنانيين في استثمار ثرواتهم
— Lebanese Presidency (@LBpresidency) May 4, 2021
في حديث مع “العربية”، رفض مسؤولون أميركيون (طلبوا عدم الكشف عن هويتهم) ما جاء على لسان عون لجهة فرض الجانب الأميركي شروطاً مسبقة، متحدثين عن رفع لبنان سقف مطالبه من مساحة تبلغ 860 كيلومتراً مربعاً الى نحو 2290 كيلومتراً مربعاً في المياه التي تعتبرها اسرائيل منطقتها الاقتصادية الخالصة؛ تشمل هذه المساحة أجزاء من حقل كاريش الذي تعمل فيه شركة يونانية لصالح إسرائيل.
ويقول التقرير: “لا يزال موعد إمكانية استئناف المحادثات غير واضح بالنسبة إلى المسؤولين الأميركيين”، إذ ينقل عن مسؤول أميركي قوله: “لن نقطع كل هذه المسافة (سدى)” لدينا كامل حسن النية في محاولتنا تقديم المساعدة”.
وبعد تسجيل هذا “المطب” في النزاع الحدود، يضيف المسؤول: “باتت الكرة في ملعب لبنان”.
وفي ردّ عما إذا كانت الولايات المتحدة تشعر بخيبة أمل بعد قرار عون، يؤكد المسؤول الأميركي أنّ ديروشيه “ما زال ملتزماً”. ويضيف: “لا بد من أن نتحلى بالصبر لنتخطى هذه الأمور”. ويوضح المسؤول: “في السابق، كنا نتتظر خرقاً لحصول محادثات حول المحادثات (الترسيم). أمّا اليوم، فبتنا ننتظر خرقاً لحصول المحادثات نفسها”، وذلك في إشارة إلى الفترة التي سبقت إعلان الرئيس نبيه بري التوصل إلى إطار للتفاوض.
بدوره، يؤكد مسؤول في الخارجية الأميركية أنّ قرار عقد جلسة محادثات جديدة يتوقف بالكامل على بيروت وتل أبيب، إذ يقول: “نحن موجودون هنا للوساطة فحسب، وذلك بناء على دعوة من الحكومتيْن، أمّا الأمم المتحدة فتستضيف المحادثات. نحن لا نعلّق ولا نستأنف المفاوضات- اتخاذ هذا القرار يعود إليهما (لبنان وإسرائيل)”.