خبير إسرائيلي: المواجهة والإصابات لا تخيف الشبان الفلسطينيين
وأضاف أوهاد حمو، خبير الشؤون الفلسطينية، في مقال على القناة 12، ترجمته “عربي21″، أن “مقاطع الفيديو من الاشتباكات في الحرم القدسي تتدفق بسرعة عبر مواقع الإنترنت، وسرعان ما أصبحت هذه الصور تؤكد على الحرب الدينية بين الجانبين، على خلفية اقتحام المسجد الأقصى، ورغم هذه الجوانب الدينية في الصراع الذي تشهده القدس، فإنه كان هناك شيء آخر”.
وأوضح أن “معطيات القدس والأقصى والشيخ جراح لفتت الأنظار إلى ملاحظة سادت في الأسابيع الأخيرة، وهي أن الردع الإسرائيلي قد تآكل إلى حد غير مسبوق، وتصدع حاجز الخوف أمام الفلسطينيين، ولم يعودوا يخشون الاقتراب من رجال الشرطة الإسرائيلية المسلحين من الرأس إلى أخمص القدمين، وبات إلقاء الحجارة من مسافة الصفر هو الحدث الأبرز، رغم وجود تهديد من أفراد الشرطة وحرس الحدود والمخابرات”.
وأكد “أننا أمام شبان فلسطينيين صداميين، ولديهم استعداد لإيذاء أنفسهم، وعند السؤال عن سبب التصعيد الحالي فإنه يجب على الإسرائيليين أن يعودوا لبعض النقاط الحرجة، صحيح أنه حل أزمة باب العامود، لكنها ذكّرت المقدسيين بأنه من خلال “الاحتجاج الشعبي” في قاموس المصطلحات الفلسطيني، يمكنهم تحقيق ذلك، حيث تصدّر تصاعد الصراع في الشيخ جراح عناوين الصحف في العالم العربي في الأسابيع الأخيرة”.
وأشار إلى أن “هذه الأحداث وما تبعها من قرارات قضائية لطرد الفلسطينيين من منازلهم التي عاشوا فيها على مدار العقود الماضية، والشعور السائد في شرق القدس بأن إسرائيل ستفعل كل شيء لتهويد القدس، وفي هذه المرحلة فإننا أمام أحداث ما زالت تنتظرنا مثل مسيرة اليهود في يوم القدس العبري، في تعبير جديد عن السيادة الإسرائيلية هناك”.
وقال إن “هناك عاملا مهما آخر وهو قطاع غزة، حيث يمتد الخيط الرابط بين القدس وغزة، فالأخيرة متحمسة، وتشجع وتدفع المقدسيين، وتمنحهم الدعم المعنوي، وفعلت هذا الأسبوع من بين أمور أخرى من خلال عودة محمد الضيف، الفلسطيني الكبير المطلوب منذ عقود طويلة، القائد الأعلى لكتائب القسام، والرجل الذي أصبح أسطورة لا مثيل لها، وخاطب الجمهورين الإسرائيلي والفلسطيني، وكذلك هدد إسرائيل”.
وأوضح أن “تهديد الضيف يعني أن حماس قررت إخراج أثقل مدافعها للتضامن مع القدس، ولسان حالها: نحن معكم، وندعمكم، ونتخذ إجراءات ضد إسرائيل عند الضرورة، وفي نفس المناسبة ترسل حماس رسالة للجمهور الفلسطيني، مفادها أنها بعكس أبي مازن المتعاون مع إسرائيل، فإنها تقف مرة أخرى بجانب الجمهور الفلسطيني المسلم حول القضية الأكثر توافقاً، وهي المسجد الأقصى”.
وختم بالقول إنه “بالنسبة للعديد من الفلسطينيين، تظهر فتح، الحزب الحاكم مرة أخرى، كحركة بلا اتجاه ومسار، وتفشل في حماية الأقصى أو القدس، بل إنها تتعاون مع إسرائيل، وهذه أخبار سيئة للغاية للحركة وقيادتها”.