ابتسام شديد-الديار
لم تكن نتائج زيارة وزير خارجية فرنسا جان ايف لودريان «صادمة» او خارج دائرة التوقعات فالوزير الفرنسي نفسه استبق زيارته الأخيرة الى لبنان بتغريدات «اعلان حرب على السياسيين» عبرت عن خيبة الأمل الفرنسية والاستياء الكبير من المنحى الذي تسلكه الأمور داخليا والتأزم السياسي في ملف التأليف والأزمات.
في الشكل ايضا حملت الزيارة دلالات معينة بعد ان اختصر لودريان لقاءاته الرسمية برئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ولقاء خليط يجمع بين «المسايرة والاستدعاء» للرئيس المكلف سعد الحريري الى قصر الصنوبر حيث ان الوقت الذي خصص للسياسيين استمر ساعة ونصف الساعة فيما أعطى الدبلوماسي الفرنسي هامشا واسعا للقاءاته بمجموعات الحراك الشعبي المعارض والنواب المستقيلين.
لقاء قصر الصنوبر مع المجموعات التغييرية لا يزال يتصدر الاهتمام والمتابعة لتفاصيل ما سمعه وما نقل عن الدبلوماسي الفرنسي الذي تراوحت مداخلاته بين الاستماع والتأنيب وحث المجموعات التغييرية على العمل، حيث تختصر مصادر مشاركة في اللقاء العناوين والمشهد الذي دار بين لودريان والحاضرين بأنه لقاء مصارحة ومكاشفة بالوقائع من أجل تحفيز المجموعات على انتاج مشروع سياسي، فالوزير الفرنسي كما تقول المصادر عبر الى حد ما عن عدم رضاه على تشرذم المعارضة السياسية وعدم توصلها الى اطار عمل شاكيا من سيطرة التناقضات على المجموعات وانطلاق كل مجموعة من أهداف ومبادىء تختلف عن الأخرى، حيث يمكن القول ان لودريان كشف عورات المجموعات المشرذمة وغير المتفقة على خطة عمل واحدة.
صحيح ان العنوان الكبير للقاء لودريان هو الاعلان ان المجموعات التغييرية هي البديل عن المنظومة السياسية الا انه «أنب» المعارضين وسألهم عن أسباب الانكفاء من الشارع واختفاء التظاهرات محذرا من ان فشل القوى التغييرية في مواجهة المنظومة سيؤدي الى تقوية الحكام وارباك المعارضة في المدى القريب.
خلاصات كثيرة للقاءات الوزير الفرنسي، عنوانها لم شمل المعارضات واعلان واضح لانتهاء المبادرة الفرنسية واطلاق مسار جديد للعقوبات، فالسياسيين كما نقل عن لودريان أضاعوا الفرصة بالتجاذبات حول الثلث المعطل وهرطقات التأليف.
الاستياء الفرنسي شامل لجميع السياسيين، فالمنظومة الحالية أجهضت المبادرة الفرنسية ولم تقم بالاصلاحات، الرسالة الأقسى للرئيس المكلف سعد الحريري الذي لم يظهر مرونة في التأليف ويستمر بفرض الشروط ورفع سقف التفاوض وتسعير الخلاف مع بعبدا طمعا بالشعبوية السنية.