بولا مراد-الديار
نواب ينصحون مقربين منهم بـ «التموين» والاستعداد للأصعب
انه زمن التموين وتجميع ما تيسر من عملات صعبة استعدادا للمرحلة المقبلة المرحلة الاصعب المتوقعة بعد عيد الفطر وبالتحديد نهاية شهر ايار الحالي ومطلع شهر حزيران، بدأ مصرف لبنان بالتمهيد لها من خلال تأخير فتح الاعتمادات للقطاعات المدعومة على ان يستمر بذلك في الايام والاسابيع القليلة المقبلة قبل الخروج لاعلان رفع الدعم عن معظم السلع، ظنا انه بذلك يخفف من وطأة هذا القرار على اللبنانيين الموعودين ببطاقات تمويلية الارجح لن يروا منها شيئا لغياب مصدر تمويلها.
ويصر احد نواب «التيار الوطني الحر» على اقناع محازبين خلال اجتماعات ضيقة على انه لن يكون هناك رفع كلي للدعم وبخاصة عن المحروقات طالما لم يتم توزيع البطاقات التمويلية على نحو 80% من الشعب اللبناني، متكئا على موقف رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب في هذا الاطار، علما ان الاخير لم يتمكن من اقناع القطريين في زيارته الى الدوحة بتأمين التمويل، كما لم يقنع حاكم مصرف لبنان الذي يؤكد قريبون منه انه وصلنا الى الخط الاحمر بموضوع الاحتياطي الاجنبي. بالمقابل، يبدو احد نواب «المستقبل» اكثر واقعية في التعامل مع الازمة ومع المرحلة، وهو ابلغ مقربين منه بوجوب التموين بشكل اكبر من ذي قبل وبوجوب الاستعداد للاسوأ والاصعب.
وبحسب المعلومات من المفترض ان يحسم رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بعد عيد الفطر مسألة اعتذاره عن التشكيل، وان كان هذا الخيار لا يزال متقدما على سواه من الخيارات. وتقول مصادر مطلعة ان «رئيس «المستقبل» ينتظر ما اذا كان سيكون هناك من تحرك ما لرئيس المجلس النيابي نبيه بري لاعادة بعض النبض لعملية التأليف من خلال «أرنب ما» يخرجه من قبعته، عندها يسحب ورقة الاعتذار من التداول ويعود لخوض مفاوضات يفترض ان تكون نهائية قبل انجاز عملية التشكيل». ويبدو هذا السيناريو «ورديا» في المرحلة الحالية. فمن اين سيأتي بري بهكذا ارنب قادر على انجاز المستحيل وبخاصة اعادة بعض الحرارة للعلاقة المتردية تماما على خط بعبدا-بيت الوسط؟!
ولعل ما يجعل المروجين لهذا السيناريو مقتنعين به، هو بناؤهم على التطورات الاخيرة وبخاصة تهديدات وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان على اعتبار انها ستشكل عنصرا ضاغطا على القوى الحاكمة والمعنية بعملية التشكيل لتقديم التنازلات المطلوبة خوفا من طلاق كلي مع المجتمع الدولي يتوجب تفاديه.
وهنا تقول المصادر: «في وقت لا يزال بري متمسكا بشخص الحريري، يبدو ان حزب الله بات اقرب من اي وقت مضى للعهد لجهة عدم الحماسة لرئيس المستقبل، وان كان يختلف مع عون – باسيل على دفع الاخيرين باتجاه رئيس حكومة محسوب على محورهما كفؤاد مخزومي او شخصية تكنوقراط كحسان دياب، باعتبار ان الحزب يفضل ان يسمي الحريري رئيسا للحكومة ما يجعله مطمئنا لعلاقة الشارعين السني والشيعي التي لطالما شكلت عنصر أرق بالنسبة اليه».
وبمقابل سيناريو الحلحلة الداخلية بـ «التي هي احسن» لتفادي مزيد من النقمة الخارجية، يلوح سيناريو اعتذار الحريري ورفضه تسمية من يمثله وبالتالي قراره الدخول بمواجهة مفتوحة مع العهد والقوى الاخرى وصولا لتقديم نوابه استقالاتهم… ويعول رئيس «المستقبل» من خلال هذا السيناريو على تعاطف شعبي يمهد للانتخابات النيابية المقبلة بعدما فقد الجزء الاكبر من شعبيته بعد ١٧ تشرين الاول ٢٠١٩ كما معظم القوى السياسية.
اذا هو سباق بين الحلحلة المؤقتة حتى نضوج المشهد العام في المنطقة وبين انفجار سياسي – اجتماعي كبير يجبر اللاعبين الاقليميين والدوليين على وضع لبنان بندا رئيسيا في مفاوضاتهم ومداولاتهم.. ويبقى انقضاء عيد الفطر لاعلان انطلاق «الآكشن».