سلّط تقرير جديد لصحيفة “إندبندنت” البريطانية، الضوء على فرقة اغتيالات روسية متورطة في استهداف القوات الأميركية في افغانستان، مشيراً إلى أن “هذه الفرقة مقربة من الكرملين”.
ووفقاً للصحيفة، فإنّ ما كشفته الولايات المتحدة بشأن تقديم روسيا مكافآت لاستهداف جنود أميركيين في أفغانستان، مرتبطٌ بفرقة اغتيالات استخباراتية مدعومة من الكرملين، تُعرف باسم “الوحدة 29155”.
وكانت الإدارة الأميركية وجّهت اتهامات لروسيا، الشهر الماضي، بالتورط في قتل جنود أمريكيين في أفغانستان. وحينها، وتحديداً يوم 15 نيسان الماضي، قالت جين ساكي، المتحدثة باسم البيت الأبيض إنّ “تقاريرنا الاستخباراتية تؤكد تقديم روسيا مكافآت لقتل عدد من جنودنا في أفغانستان”.
وفعلياً، فإن هذه التصريحات جاءت لتؤكد بشكل قاطع ما كشفته صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية خلال العام الماضي، بأن إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عقدت اجتماعاً بخصوص المعلومات الاستخباراتية عن وحدة روسية غير رسمية منحت أموالاً لمتشددين أفغان لقتل جنود أمريكيين في أفغانستان.
وبحسب “إندبندنت”، فإن أجهزة الاستخبارات أصدرت وثائق رُفعت عنها السرية مؤخراً لتقييمها، وذلك لصالح صحيفة “نيويورك تايمز”، بعد أن قالت مراجعة إدارة بايدن إن لديها ثقةً “منخفضة إلى متوسطة” بالمعلومات الاستخباراتية.
وكان بايدن استفاد من المزاعم القائلة بأنّ ترامب لم يفعل شيئاً بشأن المكافآت الروسية ضد القوات الأميركية في أفغانستان، باعتبارها قضيةً انتخابية رئيسية خلال الحملة الرئاسية، ورُبطت باتهامات بأن ترامب الجمهوري أظهر باستمرار موقفاً يحترم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
في المقابل، قال المعلقون المحافظون إن التقييم “المنخفض إلى المتوسط” الوحيد، يعني أن إدارة بايدن تراجعت بشكلٍ مؤكد عن مزاعم المكافآت.
ووفقاً لـ”إندبندنت”، فإنّ التقارير التي نشرتها “نيويورك تايمز” تشير إلى أن حُكم وكالة الاستخبارات المركزية قد جرى تعزيزه من خلال آثار الأدلة التي خلفتها وحدة من الاستخبارات العسكرية الروسية معروفة بعمليات الاغتيال.
وقال مجلس الأمن القومي في بيان تم ارساله إلى “نيويورك تايمز” إن “مشاركة هذه الوحدة من الاستخبارات العسكرية الروسية تتماشى مع تشجيع روسيا لشن هجمات على الجنود الأميركيين وقوات التحالف في أفغانستان، وذلك نظراً إلى دورها الرائد في مثل هذه العمليات الفتاكة والمزعزعة للاستقرار خارج حدودها”.
وحدّدت “نيويورك تايمز” فرقة اغتيالات بأنها هي “الوحدة 29155” التي اتهمت بالتورط في تفجيرات بمستودعات الذخيرة في جمهورية التشيك، ومحاولة اغتيال صانع أسلحة بلغاري.
كذلك، جرى اتهام تلك الفرقة الروسية بمحاولة اغتيال العميل الروسي المزدوج السابق سيرجي سكريبال وابنته يوليا في مدينة سالسبوري الإنجليزية عام 2018.