تراجع الرئيس سعد الحريري عن فكرة اعتذاره عن عدم تشكيل الحكومة، وسعى مسؤولو ونواب تيار المستقبل الى التسويق للفكرة عبر وسائل الاعلام معتبرين ان اي حديث عن الاعتذار لم يعد واقعيا في المرحلة الحالية، لكن السؤال المطروح، اذا لم يحصل الاعتذار، ما هي الخيارات المتاحة؟
وتلفت مصادر متابعة الى ان سحب ورقة الاعتذار ليس سوى تعبير عن كونها مجرد مناورة سياسية وهمية وغير واقعية، فالحريري لم يفكر جديا بالاعتذار بل حاول الضغط على وزير الخارجية الفرنسي قبيل زيارته الى لبنان للحصول منه على بعض الدعم في معركته مع العهد.
وتشير المصادر الى ان الرهان اليوم عاد مجددا على المبادرات السياسية والحكومية من اجل الوصول الى حلول وسط بشأن شكل الحكومة وحجمها، اذ تنشط عدة مبادرات منها مبادرة بكركي والمبادرة الروسية ومبادرة الرئيس نبيه بري.
وتلفت المصادر الى ان جميع المبادرات المذكورة ليست مبادرات متكاملة، بل هي مجموعة افكار ووساطات تقوم بها الجهات المهتمة او المعنية بالساحة اللبنانية، ولعل اكثر هذه المبادرات نضوجاً هي مبادرة بكركي، لكنها تعاني من عدم حماسة قصر بعبدا لها..
كذلك تعتقد المصادر ان الرهان على الحراك الروسي ليس منطقيا ، اذ ان الروس ليسوا في وارد تقديم مقترح سياسي كامل يدخل بالتفاصيل الحكومية، لذلك من الصعب الاعتماد عليهم في القضية الحكومية في حال لم يكن هناك توافق داخلي على دورهم.
وترى المصادر ان حراك الرئيس نبيه بري الذي يحرص على تركه بعيدا عن الاعلام، لا يزال في مراحله الاولى، وهو يسير ببطء، اذ يحاول بري ابعاده عن الفشل، كل ذلك يخلق جواً سياسياً مطالبا بإعادة تفعيل حكومة حسان دياب وهذا ما يسعى اليه “حزب الله” بشكل جدي.
وتعتبر المصادر ان المبادرات الداخلية اليوم لن ترتقي الى جدية المبادرة الفرنسية، ومع ذلك فشلت، لذلك فإن ما يحصل هو مجرد مضيعة للوقت ومحاولة لاشغال الرأي العام وإلهائه عن الازمة المعيشية التي يمر فيها.