هآرتس: هناك عوامل عديدة أدّت الى تفاقم الاوضاع بالقدس.. الشرطة الاسرائيلية صبت الزيت على النار
اتهم نير حسون الصحفي الإسرائيلي في صحيفة “هآرتس” العبرية، اليوم السبت، الشرطة الإسرائيلية بمحاولة صب الزيت على النار بدلًا من إخمادها، بعد الأحداث التي شهدها المسجد الأقصى الليلة الماضية.
وأشار حسون في مقال نشره موقع “هآرتس”، إلى أن الشرطة الإسرائيلية اتخذت قرارات خاطئة بخصوص القدس، وسط حالة من اللامبالاة الصارخة في إقامتها للحواجز، وتشجيع المستوى السياسي للمنظمات الاستيطانية التي تهود حي الشيخ جراح.
وأكد على ضرورة أن تعمل الشرطة والسلطات الإسرائيلية، من أجل تهدئة الرياح، وأن مزيدًا من التوتر سيعني أنه لن يستطيع أحد “إخماد هذا الحريق”.
ولفت إلى أن التوتر أمس، بدأ بعد فترة الظهر خلال تظاهرة أسبوعية في الشيخ جراح، مشيرًا إلى أن الشرطة الإسرائيلية قبل بدء التظاهرة، اعتقلت ناشطين وحاولت منعها، ثم انتقل التوتر للأقصى قبل دقائق من إفطار صيام أمس بمواجهات في البلدة قرب أحد أبواب المسجد ،بعد أن أظهر مقطع فيديو ،شرطي إسرائيلي يقترب من حشد فلسطيني ويلوح بقنبلة صوتية مهددًا بإلقائها، قبل أن يلقيها فعلًا في وسط الجموع الفلسطينية بدون أي مبالاة بوجود الأطفال، حيث شوهدت طفلة مذعورة تهرع خوفًا وهي تبكي.
وأشار إلى أن الأحداث انتقلت لداخل ساحات المسجد الأقصى بعد صلاة المغرب مباشرة، وتطورت المواجهة داخله لإلقاء حجارة، فيما أطلقت الشرطة قنابل الصوت داخل المسجد الذي كان يتواجد فيه الآلاف من الفلسطينيين، واقتحمت عيادة طبية وألقت داخلها قنابل صوتية.
واعتبر نير حسون، أن هناك شيئان برزا خلال هذه الأحداث، الأول: خوف الأطفال من قنابل الصوت، ومشاهدة ضباط الشرطة وهم يلقونها مرارًا وتكرارًا وسط صراخ الأطفال الذين كانوا يهربون في حالة من الذعر، والثاني: عدم خوف الشباب الفلسطيني واستعدادهم لمواجهة الشرطة.
ورأى حسون أن هناك العديد من العوامل مسؤولة عما جرى من أحداث هي الأعنف التي عرفتها القدس في السنوات الأخيرة، مشيرًا إلى أن هناك العديد من الأحداث التي جرت مؤخرًا من وضع للحواجز في ساحة باب العامود، وإصدار أوامر إخلاء العائلات من الشيخ جراح، وما سبقها من أزمة كورونا والتي تسببت بارتفاع حالات البطالة بين الشباب الفلسطيني بالقدس، وقرار تأجيل الانتخابات تزامنًا مع قرار بتصعيد الأوضاع.
وأكد الصحفي الإسرائيلي، على ضرورة أن تدرك الشرطة والمستوى السياسي في إسرائيل، بأن القدس ستبقى مكانًا غير مستقر، وستبقى تشهد ما بين الفينة والأخرى موجات من الأحداث المماثلة على غرار هذه الأيام، موضحًا أن 40 بالمئة من سكان المدينة “ليسوا مواطنين في الدولة ويعتبرونها حكومة أجنبية وقمعية”، لذلك يجب أن تعمل تلك الجهات على تهدئة الأوضاع.
وحذر حسون من أن الأيام القليلة المقبلة ستكون متوترة للغاية خاصةً مع ليلة القدر ووصول نحو 200 ألف مصلٍ للأقصى، تزامنًا مع احتفالات المستوطنين بما يسمى “يوم توحيد القدس”، وهذه أحداث قد تشعل فتيل الوضع مجددًا.
المصدر: هآرتس