خبير إسرائيلي: سلوكنا في القدس ضعيف ومنح الفلسطينيين انتصارا

بن يشاي قال إن الأسوأ لم يأت بعد حيث يتوقع المزيد من الاضطرابات على نطاق واسع في القدس- جيتي

عربي21- عدنان أبو عامر

قال خبير عسكري إسرائيلي إن “سلوك الشرطة الإسرائيلية تجاه المتظاهرين الفلسطينيين في الحرم القدسي، أعطى سمة واضحة عن حالة الخضوع الإسرائيلي التي شهدها باب العامود مما ألهب العاصفة”.

وأضاف رون بن يشاي في مقاله بصحيفة يديعوت أحرونوت، ترجمته “عربي21”  أن على “الحكومة الإسرائيلية أن تفكر مرتين، حتى لا تضطر الشرطة وقوات الأمن للانسحاب مرة أخرى، خاصة حين هددت حماس بالتصعيد، تمهيدا لإشعال النار”.

ورأى أن “الأسوأ لم يأت بعد، حيث يتوقع الإسرائيليون المزيد من الاضطرابات على نطاق واسع، خاصة عندما تكون الحماسة الدينية لشهر رمضان في ذروتها، وقد تكون أكثر حدة، ولذلك ستخوض الشرطة الإسرائيلية اختبارًا آخر حتى مساء الاثنين، حيث سيشهد اليوم الأحد أحداث يوم القدس، وستهب الرياح في هذا الحي الإسلامي”.

وأشار إلى أن “السبب الرئيسي لما يجري بالقدس خلال رمضان هذا العام هو قيام الشرطة الإسرائيلية بفرض القيود على سكان شرقي القدس، وآخرها عند باب العامود خلال شهر رمضان، وهذه القيود، ربما لم تكن ضرورية حقًا على أي حال، لأنه لم يتم موازنتها بشكل كافٍ مع الفلسطينيين، المعارضين لأي تغيير في الوضع الراهن بالحرم القدسي والبلدة القديمة”.

وأكد أن “هذا الاتجاه أوجد صدى بين الدول العربية والخليج الراغب بتطبيع علاقاته مع إسرائيل، لكن قضية القدس قد تفجر التطبيع، ويجب النظر لنقاط التفتيش على باب العامود وحي الشيخ جراح من وجهة نظر استراتيجية، وليس فقط من الناحية القانونية أو التكتيكية الأمنية، مثل منع الازدحام المروري نحو الحرم القدسي، لأن جميع الأطراف الفلسطينية هرعت لركوب الموجة، والاستفادة منها لإذلال إسرائيل، وكسب إنجاز سياسي”.

وأشار إلى أن “هذه الظاهرة مألوفة، فكل إنجاز سجله الشباب الفلسطيني على الأرض لا يطفئ النار، بل يشعل النيران، وهو بالضبط ما حدث في الأيام السابقة، وسيحدث الليالي المقبلة، وهذا ليس مفاجئًا، فقد حدث في 2017 عندما قامت الشرطة بأمر من الحكومة بتركيب البوابات الإلكترونية على أبواب الحرم القدسي، وفي هذا السياق، تناست إسرائيل أن انتهاك الوضع الراهن في المقدسات يسبب انفجارا عاطفيا ودينيا”.

وأوضح أن “إسرائيل بحاجة إلى توخي الحذر والتفكير مرتين حتى لا تضطر للانصياع أمام الفلسطينيين في القدس، لأن ما حصل في الأيام الأخيرة ليس مؤشرا على طي صفحة التوترات، بل علامة ضعف واضحة، مع أن سببا آخر لاشتداد أعمال الاضطرابات هو تحريض حماس التي تريد حشد الجماهير في الضفة الغربية، والسيطرة على منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية”.

وأكد أن “حماس سمحت لشباب غزة بتفجير بالونات حارقة ومتفجرة، وقد سمعنا عن دوي الصراخ من خلال مكبرات الصوت لما يسمى بوحدات الإرباك الليلي، ويحتمل أن يظل الأمر كذلك طالما لم تقع إصابات في الحرم القدسي وحي الشيخ جراح، لكن الجيش الإسرائيلي مستعد بمزيد من القوات في معظم نقاط الاحتكاك لمثل هذا الاحتمال، وربما لو نجح هجوم معبر سالم شمال الضفة الغربية، فربما ألهب الأوضاع فيها”.

وختم بالقول أن “أي تراجع للشرطة أمام الفلسطينيين سوف يسجل انتصاراً لهم، رغم أن ذلك قد يقلل فرص الاحتكاك بين اليهود والعرب فيه، أما قضية الشيخ جراح في المحكمة فيجوز تعليق إصدار قرار بإخلاء السكان حتى تهدأ الرياح، ومن الأفضل انتظار تشكيل الحكومة المقبلة لتصميم استراتيجية واضحة، وكل ذلك بهدف منع الاحتكاك، والسماح بأقصى قدر من حرية التصرف قبل اتخاذ الإجراءات، والانسحاب منها لاحقًا”.

Exit mobile version