ترأس رئيس الأركان الجيش الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي، صباح السبت، اجتماعا لتقييم الوضع بمشاركة كبار قادة الجيش ومندوبين عن الشرطة والشاباك.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن رئيس الأركان أوعز، خلال الاجتماع، بتعزيزات إضافية للقوات والوسائل بالإضافة إلى الاستعداد للتصعيد وسلسلة خطوات أخرى في القدس والضفة الغربية وحدود قطاع غزة.
وكانت الشرطة الإسرائيلية أطلقت رصاصا مطاطيا وقنابل صوت على شبان فلسطينيين يرشقونها بالحجارة عند المسجد الأقصى، مساء الجمعة، وسط غضب متزايد إزاء احتمال طرد عائلات فلسطينية من منطقة في القدس الشرقية، يدعي مستوطنون يهود ملكيتهم لها.
وقال مسعفون فلسطينيون والشرطة الإسرائيلية إن ما لا يقل عن 205 فلسطينيين و17 ضابطا أصيبوا في الاشتباكات التي وقعت ليلا عند المسجد الأقصى خلال مواجهة بين آلاف الفلسطينيين وبضع مئات من الشرطة الإسرائيلية.
وازداد التوتر بالقدس خلال شهر رمضان، حيث وقعت اشتباكات خلال الليل في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية الذي يواجه فيه العديد من الأسر احتمال الطرد من ديارهم.
ودعت الولايات المتحدة والأمم المتحدة، الجمعة، إلى الهدوء وضبط النفس بينما نددت دول أخرى بإجراءات الطرد المحتملة.
“التزموا الهدوء”
وخلال المواجهات، ناشد مسؤول بالمسجد الأقصى الحضور التزام الهدوء عبر مكبرات الصوت وقال إنه ينبغي للشرطة أن تتوقف على الفور عن إطلاق قنابل الصوت كما دعا الشباب إلى التزام الهدوء.
وتشهد المحكمة العليا الإسرائيلية جلسة بشأن قضية حي الشيخ جراح يوم الاثنين، وذلك في نفس اليوم الذي يوافق يوم القدس في إسرائيل، وهو احتفال إسرائيلي سنوي بالسيطرة على القدس الشرقية في حرب عام 1967.
وذكر الهلال الأحمر الفلسطيني أن 108 من المصابين الفلسطينيين في احتجاجات المسجد الأقصى نقلوا إلى المستشفيات، مشيرا إلى أن كثيرا منهم أصيبوا بجروح نتيجة الرصاص المطاطي.
وأضاف أن أحد المصابين فقد عينه، وأن هناك إصابتين بحالة خطيرة في الرأس، وإصابتين بكسر في الفك، ومعظم باقي الإصابات طفيفة.
وقالت متحدثة باسم الشرطة إن الفلسطينيين رشقوا الشرطة بالحجارة والألعاب النارية وأشياء أخرى، مضيفة أن نحو نصف المصابين السبعة عشر من الشرطة احتاجوا إلى العلاج بالمستشفى.
وذكرت: “سنرد بيد من حديد على أي اضطرابات عنيفة أو شغب أو إيذاء بحق ضباطنا، وسنعمل لضبط المسؤولين وتقديمهم للعدالة”.
وحمل الرئيس الفلسطيني محمود عباس “إسرائيل المسؤولية الكاملة عما يجري في المدينة المقدسة من تطورات خطيرة واعتداءات آثمة وما يترتب على ذلك من تداعيات”، ودعا إلى عقد جلسة عاجلة لمجلس الأمن الدولي بشأن القضية.
“انتهاك الالتزامات الإسرائيلية”
الأغلبية الساحقة من سكان الشيخ جراح فلسطينيون لكن الحي يحتوي على موقع يقدسه اليهود باعتباره قبر الحاخام سمعان العادل.
وقال روبرت كولفيل، المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان: “أوامر عمليات الإجلاء، إذا صدرت وتم تنفيذها، فستنتهك التزامات إسرائيل بموجب القانون الدولي”، بشأن القدس الشرقية التي سيطرت عليها واحتلتها في حرب عام 1967.
وأضاف: “ندعو إسرائيل إلى وقف كل عمليات الإخلاء القسري فورا بما في ذلك الشيخ جراح والكف عن أي نشاط يسهم في زيادة المناخ القسري”.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جالينا بورتر إن واشنطن “تشعر بقلق عميق إزاء التوتر المتزايد في القدس… بما أننا نتجه إلى فترة حساسة سيكون من الضروري على كل الأطراف ضمان الهدوء والتصرف بمسؤولية لخفض تصعيد التوتر وتجنب المواجهات المشوبة بالعنف”.
وعبر الاتحاد الأوروبي والأردن ومجلس التعاون الخليجي عن الانزعاج إزاء عمليات الطرد المحتملة