ناصر ناصر
تعتبر القدس ودرة تاجها المسجد الأقصى مصدرا رئيسياً للشرعية الفلسطينية ، خاصة إن غيّب الاحتلال وأعوانه من المستبدين فرصة المقدسيين في التعبير عن رأيهم من خلال صناديق الاقتراع ، فحينها تصبح التظاهرات والشعارات مؤشرا مركزياً لتوجهات الفلسطينيين ومواقفهم السياسية ، وهذا ما يحدث اليوم في ساحات المسجد الأقصى كما لا يمكن لأحد أن يتجاهل تلك الأصوات الهادرة الصادرة عن آلاف المقدسيين في باحات المسجد الأقصى المبارك في يوم الجمعة الأخير من رمضان ،والتي تؤيد المقاومة الفلسطينية وأحد أبرز رموزها محمد الضيف ، وترفض مواقف الرئيس المعطل للانتخابات محمود عباس ابو مازن.
على أرض الواقع قال المقدسيون كلمتهم الفاصلة ، والتي تتلخص بوضوح نحن ضد مواقف الرئيس عباس ومع الانتخابات ومع المقاومة بعد ان أعرب سائر الشعب الفلسطيني عن مواقفهم من خلال توجه أكثر من 90% للتسجيل للانتخابات إضافة لتقدم 36 قائمة لها .
هكذا عزل الفلسطينيون وعلى رأسهم المقدسيون قيادتهم السياسية الرسمية بعد أن تجرأت على ارتكاب معصية إلغاء حقهم في التصويت والانتخاب . حي الشيخ جراح إضافة الى ساحات المسجد الأقصى المبارك على موعد مع فجرٍ فلسطينيٍ جديد تقود فيه الجماهير الواعية والمصممة على استرداد حقوقها تقود نفسها بنفسها بعد أن ألقى بها بعض قادتها في صحراء الفساد والتعاون الأمني ، وفي نفس الوقت تعلن أن أملها بعد الله سبحانه وتعالى هو بالمقاومة الفلسطينية وتحديداً في قطاع غزة .
في أعراف الوطن والوطنيين والأخلاق والأخلاقيين والديموقراطية والديموقراطيين كان هذا الأمر كافياً لتتقدم القيادة الرسمية الفلسطينية باستقالتها أمام جماهير باب العامود ، أو متظاهري الشيخ جراح ، ولكننا في زمن الثورة المضادة التي يقودها المستبدون من كل حدب وصوب ، ولن يستمر الأمر طويلا وساحات الأقصى خير دليلٍ على ذلك .