اتفق الاتحاد الأوروبي والهند على استئناف المفاوضات حول اتفاقية التجارة الحرة الثنائية بعد 8 سنوات من فشل محاولتهما الأولى، في مسعى من الجانبين لمواجهة الصين.
وتحدث رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إلى قادة الاتحاد الأوروبي الذين حضروا قمة في البرتغال عبر الفيديو.
وأعلن الجانبان عن “لحظة محورية” في علاقاتهما من خلال الاتفاق على استئناف المحادثات التي تخليا عنها في 2013 والتعاون بشأن مجموعة واسعة من القضايا الأخرى.
وخلال حديثهم في المؤتمر الصحفي عقب المحادثات المغلقة، أعرب كبار مسؤولي الاتحاد الأوروبي عن سعادتهم باحتمال توثيق العلاقات مع الهند.
ووصفت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين المحادثات بأنها “رائعة ومثلت لحظة تاريخية”.
وقال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل إن اتفاق السبت يمثل “فصلا جديدا ومهما في العلاقات الثنائية”.
وفشلت خطط عقد قمة مباشرة بين الاتحاد الأوروبي والهند في بورتو شمال البرتغال، بعد أن ألغى مودي رحلته بسبب تفشي الوباء المدمر في بلاده.
وكان ظهوره عن بعد هو المرة الأولى التي يشارك فيها زعيم هندي في اجتماع مع قادة الاتحاد الأوروبي.
وقالت فون دير لاين إن 17 دولة في الاتحاد الأوروبي قدمت أكثر من 100 مليون يورو (122 مليون دولار) من المساعدات لمكافحة الوباء للهند، بما في ذلك مولدات الأكسجين والأدوية وأجهزة التنفس الصناعي، وتستعد لإرسال المزيد.
وأكد مسؤول أوروبي لوكالة فرانس برس أن الإبقاء على القمة على مستوى القادة السبعة والعشرين يشكل “إشارة سياسية قوية موجهة للهند”.
كما أكد دبلوماسي أوروبي أن “ثمة دينامية بسبب وجود تقارب في المصالح”.
وأوضح أن “الاتحاد الأوروبي يريد تقوية علاقاته مع لاعب رئيسي في إطار استراتيجيته في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، مضيفا أن الهند قد شهدت من جانبها إعادة خلط الأوراق في منطقتها إثر إبرام الصين اتفاقيات لم تكن طرفا فيها، وهي بحاجة إلى شراكات مع أطراف أخرى.
وتابع قائلا: “يجب اقتناص هذه الفرصة”.
وأشار دبلوماسي آخر إلى أن الصين ستكون “الموضوع البارز الذي لا يريد أحد التطرق إليه”.
ويأتي الإعلان عن استئناف المفاوضات مع الهند فيما تم تعليق الاتفاق حول الاستثمارات المبرم مع بكين في نهاية العام 2020 بسبب التوترات بشأن حقوق الإنسان.
وقال وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن الهند اختارت “الاستثمار أكثر في علاقتها مع الاتحاد الأوروبي بسبب الصين وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والذي أرغم نيودلهي على عدم اعتبار لندن بعد الآن مدخلها الوحيد إلى الاتحاد الأوروبي”.
المصدر: وكالات