الحدث

فيينا ٤: لاتفاق جديد قبل انتخابات الرئاسة الإيرانية الرياض تؤكّد المحادثات مع طهران: نريد أفعالاً يُمكن التحقق منها

نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي عند مغادرته فندق «غراند فيينا»
قال الرئيس الأميركي جو بايدن أمس بأنه يلمس جدية لدى إيران في محادثات فيينا لكن لا يعرف مداها في الوقت الذي كشف فيه مسؤولون عن احراز  بعض التقدم في المحادثات النووية الجارية مع إيران في فيينا.
كلام بايدن جاء رداً على سؤال لمراسلة قناتي العربية والحدث خلال حديثه مع الصحفيين من البيت الأبيض أمس.
واستأنف دبلوماسيون يمثلون الدول الكبرى في فيينا أمس مباحثاتهم حول البرنامج النووي الإيراني سعيا الى إنجازها بحلول نهاية أيار الجاري لانقاذ الاتفاق بعد تصعيد كبير بين الولايات المتحدة وإيران مدة ثلاث سنوات.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جين بساكي: «لقد أحرزنا بعض التقدم في المحادثات النووية مع إيران في فيينا عبر القنوات غير المباشرة».
ولا يزال الوفد الإيراني يرفض اللقاء المباشر مع الأميركيين حتى الآن.
ويريد أطراف التفاوض في الجولة الرابعة الانتهاء من جميع نقاط الخلاف وإعلان الاتفاق قبل الـ20 من الشهر الحالي وقبل الانتخابات الرئاسية المقبلة في إيران.
وأفادت مصادر مطلعة في فيينا أن المفاوضين لن يغادروا قبل التوصل لاتفاق بشأن نووي إيران، وأن جولة التفاوض قد تتوج باجتماع على مستوى وزراء الخارجية، مشيرة إلى أن الجولة الحالية قد تمتد لأسبوعين وليس 6 أيام كالعادة.
واعتبر مسؤول أميركي رفيع المستوى عشيّة الجولة أنّ إنقاذ الاتفاق النووي الإيراني «ممكن» في الأسابيع المقبلة قبل الانتخابات الرئاسية المقرّرة في إيران في حزيران، شرط أن تكون طهران راغبة في ذلك.
وردا على ذلك جدد نائب رئيس الوزراء الإيراني رئيس وفد بلاده إلى فيينا عباس عراقجي عزم بلاده «العودة إلى احترام التزاماتها» مهما كانت نتيجة الانتخابات الإيرانية.
وأكد في تصريح تلفزيوني أن الانتخابات «لا علاقة لها بتاتا» بالملف النووي.
وفي حين لم يحدد أي موعد رسمي لتحقيق الهدف أكد دبلوماسيون لوكالة فرانس برس هذا الاحتمال.
وقال أحدهم «لا شيء مضمونا لكننا على السكة السليمة. ربما سيتعلق الأمر هذه المرة بجولة كبرى نهائية من المفاوضات».
وقال مسؤول في الاتحاد الأوروبي «ننطلق بجولة مهمة جدا ستكون على الأرجح أطول من الجولات الثلاث السابقات. الآن الجميع كوّن فكرة حول شكل الاتفاق ويبقى تدوين ذلك على الورق».
وبشأن العقوبات قال عراقجي «حتى الآن أعربت الولايات المتحدة عن استعدادها لرفع جزء من الإجراءات وهو أمر غير كاف. سنواصل إذاً المفاوضات حتى نتوصل إلى نتيجة ترضينا بالكامل».
لكن الخارجية الأميركية نفت في تغريدة لها على موقع تويتر التقارير التي تحدثت عن الإفراج عن أي أموال إيرانية كبادرة أحادية الجانب تجاه طهران.
وأوضحت الخارجية في تغريدتها أن أي تحرك جوهري من قبل واشنطن لابد أن يكون جزءا من عملية يتخذ فيها الجانبان إجراءات.
على صعيد آخر، قال مسؤول بوزارة الخارجية السعودية أمس إن المحادثات بين السعودية وإيران تهدف إلى خفض التوتر في المنطقة لكن من السابق لأوانه الحكم على النتيجة، مضيفا أن الرياض تريد أن ترى «أفعالا يمكن التحقق منها».
وتمثل تصريحات السفير رائد قرملي، مدير إدارة تخطيط السياسات بوزارة الخارجية السعودية، أول تأكيد علني من جانب الرياض لإجراء محادثات مباشرة مع طهران. وقطع البلدان العلاقات في 2016.
وقال قرملي لرويترز «فيما يتعلق بالمحادثات السعودية الإيرانية الحالية، فإنها تهدف إلى استكشاف سبل للحد من التوترات في المنطقة».
وأضاف «نأمل في نجاح المحادثات لكن من السابق لأوانه التوصل إلى أي استنتاجات محددة. تقييمنا سيستند على أفعال يمكن التحقق منها وليس تصريحات».
وامتنع المسؤول السعودي عن الإدلاء بتفاصيل بشأن المحادثات، لكن مسؤولين إقليميين ومصادر أبلغوا رويترز أن المباحثات تركزت على اليمن والاتفاق النووي لعام 2015 بين القوى العالمية وإيران، والذي تعارضه الرياض.
وقال الرئيس العراقي الأربعاء إن بغداد استضافت أكثر من جولة من المحادثات بين السعودية وإيران، اللتين تخوضان منافسة تحولت إلى صراعات بالوكالة عبر المنطقة بما في ذلك في اليمن.
وقال قرملي إن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان شرح السياسة السعودية «بوضوح شديد».
وقال الأمير محمد الشهر الماضي إنه رغم أن المملكة لديها مشكلة مع «السلوك السلبي» لطهران، فإنها تريد علاقات طيبة مع إيران.
من جهة ثانية، قال قرملي إن التقارير الإعلامية الأخيرة التي تفيد بأن رئيس الاستخبارات السعودية أجرى محادثات في دمشق غير دقيقة.
وقال إن السياسة السعودية تجاه سوريا لا تزال قائمة على دعم الشعب السوري وحل سياسي تحت مظلة الأمم المتحدة ووفق قرارات مجلس الأمن ومن أجل وحدة سوريا وهويتها العربية.
إلى ذلك، قال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أمس الاول إن دول الخليج العربية وإيران في حاجة للاتفاق على صيغة لتبديد بواعث القلق وتخفيف حدة التوتر في المنطقة.
وقال الشيخ محمد لرويترز «المنطقة في حاجة للشعور ببعض الاستقرار وفي حاجة إلى أن يسعى كل اللاعبين في المنطقة من أجل حوار لتخفيف حدة كل هذه التوترات».
(الوكالات)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى