الحدث

مؤشرات تفضح إدعاء أمريكا وجود التفاف دولي حولها في اليمن

على الرغم من محاولة الولايات المتحدة ايهام العالم بوجود التفاف دولي حول مساعيها الجديدة في اليمن، كما أدعت وزارة الخارجية في وقت سابق، إلا أن ثمة فجوات عدة تكشف زيف هذا الادعاء وتشير إلى أن المبادرات الامريكية في طريقها للفشل مجددا .

خلال الساعات الأخيرة، أجرى المبعوث الأمريكي إلى اليمن، تيم ليندركينغ، اتصالات مكثفة بسفراء الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، وطرق السفير الروسي والبريطاني والفرنسي والألماني وحتى الاتحاد الأوروبي، ومن بين المجموعة استبعد الصين لسبب لم تحدده الخارجية الامريكية في تصريح متحدثها، نيد برايس.

بالطبع تجاهل السفير الصيني لدى اليمن وتوثيق ذلك في بيان الخارجية الأمريكية يشير إلى أنه  تم عن قصد، لكن هذا لن يشكل نهاية القصة بل يعمق الانقسام الدولي وقد يعترض طريق واشنطن التي تسعى لإيجاد التفاف داخل مجلس الامن الدولي بغية استصدار قرار يوقف القتال في اليمن بالقوة.

بالنسبة للصين فإن اليمن الذي يقع على جزء هام من خارطة طريقها الجديد للسيطرة على التجارة البحرية حول العالم لا يمكن التفريط فيها وقد تنامى نفوذها مؤخرا مع تعزيزها الانتشار ِالعسكري في خليج عدن وطرق أبواب دول الحرب بغية وجود في الموانئ، وأن استدعى ذلك معركة مع الولايات المتحدة التي تعمل بكل قوة لمواجهة الخطر الصيني للتربع على عرش القوة العالمية اقتصاديا.

وليس بعيد عن الصين، لا يبدو أن روسيا التي عززت هي الأخرى علاقتها بالأطراف اليمنية قد تقبل بدور هامشي في ملعب واشنطن، وهي كما تقول التقارير تتحيز الفرصة المناسبة لخوض دور رئيسي بعرض مبادرة للسلام قد تجد صداها بحكم موقعها المحايد من الحرب رغم الميلان للسعودية في معظم الأوقات ولو بصفقات تسليح. أضف إلى ذلك بريطانيا التي تملك اجندة توسعية جديدة بعد مغادرتها الاتحاد الأوروبي رسميا وتعمل على تحقيقها بواسطة المبعوث الأممي مارتن غريفيث والذي يتعرض لعمليات اقصاء أمريكية ممنهجة، ناهيك عن فرنسا التي بدأت العزوف عن الرقص على إيقاع راب السياسية الأمريكي في المنطقة وتحاول الحصول على موطئ قدم في صراع الصفقات..

هذه العوامل تضاف إلى سلسلة طويلة من التعقيدات تعترض طريق الولايات المتحدة التي تسعى لتجميد الحرب في اليمن عبر ابرام اتفاق غير ناضج يبقي نيران الحرب مشتعلة مع إطفاء لهبها إعلاميا بمبادرات تحاول تسويق نجاح إدارة بايدن في وقف الحرب التي أعلنت بينما كان بايدن نائب للرئيس من واشنطن تارة، وجرها نحو تعزيز أوراق واشنطن في التفاوض مع ايران تارة أخرى، وجميعها مؤشرات على أن المساعي الامريكية لتسيد المشهد الدولي من بوابة اليمن تبدو فرصها ضئيلة في ظل تضارب الاجندة إقليميا ودوليا.

المصدر: متابعات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى