ليس هكذا يا شيخ
زياد دندن -اللواء
بالأمس فقط لاحظت أنّ محطة ال MTV تعرض يومياً في رمضان برنامج من إنتاج «صوت بيروت إنترناشيونال» يقدّمه الممثل وسام صباغ وبشخصيّة مواطن بيروتي يدعى «أبو شفيق»، يستضيف فناناً مشهوراً ويتلقيان إتصالات هاتفية من المواطنين من مختلف المناطق اللبنانية، يطرحون سؤالاً على كل متصل، المفترض أنه سهل وبسيط كي يربح مليون ليرة لبنانية، وإن لم يعرف الإجابة تلقن له بالمزح واللعب كي يستحق المبلغ الذي هو بمثابة مساعدة مادية في الظروف الصعبة التي يمرّ بها الناس، نتيجة سرقة الطبقة الحاكمة لمقدراتهم ومدخراتهم ولموارد البلد واقتصاده.. والتي أوصلتنا لحد الإنهيار وإثارة الشفقة.
لحد هون كتير منيح، فالمساعدة الناس أحق بها.. بس اللي ما فهمته.. يا أيها القيّم على صوت بيروت SBI وهو رجل الأعمال الشيخ بهاء الدين الحريري الذي أحترم وأحبّ، وكان لي سابق معرفة شخصيّة به وتعاون على صعيد عملٍ عام قبل استشهاد الرئيس الشهيد رفيق الحريري رحمه الله تعالى، الذي لم أفهمه، لماذا الشخصية البيروتيّة كما يدّعي المنتج المنفذ أو المخرج للبرنامج، ما الفكرة منها؟ ومن قال لكم إن المتحدث لما يجلق حَنَكَه يكون بيروتيّاً؟ ولما يلبس طاقية بيضة يكون بيروتيّاً، ماذا تريد أن تقول؟ افرحوا يا بيارتة الشخصيّة والهويّة والكيان البيروتي حاضر وبقوة في رمضان؟ وها هو يغدق بالمساعدات الماديّة على النّاس كلّ النّاس ومن دون تفرقة… يا أخي جزاك الله خيراً…
ولكن إن لم توفق بالإنتخابات النيابيّة المقبلة، أرجوك لا تتهم أهل بيروت بقلة الوفاء والجحود… البيروتي الكريم والأصيل لا يمثله فنان يلوق تمه كي يوهم النّاس أنه يتحدّث باللهجة البيروتية.. فنفرح ونصفق ونهلل… لسنا سذّج يا شيخ بهاء، ولسنا كما يصوّر لك بعض مستشاريك أنّ ولاءنا يشترى بالمال، فعدد قليل من عامة النّاس وضعفائهم وقليلي الحيلة منهم، لا يمثلون البيارتة الأصلاء الكرماء الذين من وفائهم لنهج الرئيس الشهيد رحمه الله أعطوا الفرصة تلو الفرصة تلو الفرصة للخط السياسي الذي ورثه من بعده دولة الرئيس الشيخ سعد الدين، لا تكرر أخطاء كانت تؤلمنا ولا زالت، لا تعتمد نهجاً أودى ببيروت وأهلها إلى ضياع ماضيها وحاضرها ومستقبل أبنائها.. تريد خدمة بيروت، سل أهلها الأصلاء، توجّه لرجالاتها وعلمائها ومفكريها، لا يوهمك كم هو برجي من هنا وهناك.. بأن برنامجاً أو إعلاماً شعبيّاً يؤسس لك زعامة على بيروت وأهلها..
إسمع نصيحة من أخ أكبر، ومن القلب، عندما تستطيع أن تحمي بيروت وبالقانون والمؤسسات من غزوة كغزوة السابع من أيار ٢٠٠٨ أو القمصان السود أو أي غزوة موتسيكلات وشبيحة، وعندما تمتلك الجرأة وبالقانون والمؤسسات على استرداد كامل صلاحيات رئيس الحكومة كما نص عليها الدستور وعندما يكون لديك الثقة بأنك لا تلين أمام تهديد أو وعيد، وأنك تمتلك القدرة على أن تجمع حولك خيرة النّاس من الخبراء والحكماء وأصحاب الفكر والرأي وتشعر أنك تكبر بهم وتسمع لآرائهم وتناقشها، وتنحي عنك السخفاء والوصوليين، عندها حاول أن تتزعّم بيروت والبيارتة، فلا يلدغ المؤمن من جحر مرتين..
لأ مش هيك يا شيخ بهاء… مش البيروتي اللي عم يطلع عالشاشة رح يخليك تتربع على عرش بيروت وكذلك ليس فشل دولة الرئيس سعد سيعيده زعيماً كما زعامة الرئيس الشهيد رحمه الله.. تلك مرحلة ولّت وإلى غير رجعة.. عليك بالعمل والعمل الصح وبمحله.