المصدر :المركزية
ففي وقت رمت وزارة الصحة، ومن ورائها منصة “كوفاكس” المخصصة للتلقيح إلى الاستجابة لنداءات أركان القطاعات الاقتصادية والعملية، لجهة ضرورة معاودة النشاط على رغم الظروف الانهيارية التي تعيشها البلاد، فجر رئيس اللجنة العلمية عبد الرحمن البزري قنبلة طبية، بدعوته الاعلاميين والصحافيين والاساتذة الذين تلقوا الاثنين الفائت رسائل نصية تدعوهم إلى تلقي لقاح أسترازينيكا إلى عدم الاقدام على هذه الخطوة. في المقابل ، كان رئيس لجنة الصحة النيابية النائب عاصم عراجي يطمئن إلى أن نسبة متدنية جدا من الأشخاص الذين تلقوا لقاح أسترازينيكا أصيبوا بجلطات ناتجة عنه. فما العمل؟
في معرض الاجابة على هذا التساؤل، أشارت مصادر مطلعة على الملف لـ “المركزية” إلى أن أحدا لا يمكن أن ينزع عن اللقاح الطابع الاختياري، أي أن تلقي الجرعات أو عدمه يبقى رهن قرار الأشخاص المعنيين والمستهدفين بغض النظر عن أعمارهم، أو عن أنواع اللقاحات المخصصة لهم.
ولفتت المصادر إلى أن منطق الأمور يفترض أن تكون منصة “كوفاكس” وسيلة لحفظ حقوق الناس في تلقي اللقاحات التي يريدون، مشيرا إلى أن على المستوى العملي، لا يعني إلغاء موعد تلقي جرعة من اللقاح شطب اسم المريض نهائيا عن المنصة، بل إن دوره يبقى محفوظا، إلى أن يأخذ لقاحا من نوع آخر. أي أن الأسماء لا تشطب عن المنصة إلا عندما ينهي أصحابها رحلة التلقيح.
غير أن هذه الايجابية تتبدد سريعا بكلام المصادر عن أن غموضا لا يزال يلف موعد وصول الأنواع الجديدة من اللقاحات، مع العلم أن وزارة الصحة أعلنت في الأيام الماضية وصول شحنة جديدة من لقاحات فايزر إلى بيروت. غير أن تأخيرا يعتري شحنات سبوتنيك الروسية التي يعتمد عليها الكثير من مؤسسات القطاع الخاص لتلقيح موظفيها. وفي الانتظار، تملأ السجالات الوقت الضائع، بحيث أن البزري لا يزال على موقفه من حيث عدم تلقيح من هم دون الثلاثين عاما بواسطة أسترازينيكا الذي علقت دول أوربية كثيرة العمل به، ولجنة الصحة النيابية ووزارة الصحة التي تؤكد أن هذا اللقاح صالح لمن هم فوق الـ 18 عاما. وما بين الموقفين، لا تخفي المصادر خشيتها من ألا يمر هذا الكباش على خير بين البزري والطرف الآخر، في استعادة للغضب الذي أصاب البزري إبان فضيحة تلقيح النواب في شباط الفائت، والتي كادت تدفعه إلى الاستقالة لولا تدخلات اللحظات الأخيرة، من دون أن تفوتها الاشارة إلى احتمال أن تحل القضية في الأيام القليلة المقبلة. ذلك أن الهدف يبقى في بلوغ المناعة المجتمعية في اسرع وقت ممكن.