الكاتب :ريتا مقدسي
الترقب لزيارة وزير خارجية فرنسا جان إيف لودريان إلى بيروت سيد الموقف. فخبر الزيارة وفرض العقوبات والرسالة التحذيرية التي يحملها الأخير باتت حديث الساعة.
فما توقعات نتائج هذه الزيارة وهل ستخرج لبنان من النفق المظلم للأزمة الحكومية وتشكل خشبة خلاص له؟ وما هي تداعيات العقوبات الفرنسية والتي تفرض اتخاذ اجراءات بحق المسؤولين اللبنانيين المعرقلين لمسار الحل السياسي والمتورطين بالفساد؟
مصادر في التيار الوطني الحر علّقت على مسألة العقوبات في اتصال مع موقع “إينوما” واصفة إياها “بالتنظير والشعبوية”، معتبرة أن ” الأوروبيون يقومون بالتلويح بهذه العقوبات منذ حوالي الشهرين وحتى الان لم تحصل بعد لأن هناك انقسام داخل قصر الإليزيه حيال هذا الموضوع”.
وترى مصادر التيار الوطني الحر في حديثها مع موقع “إينوما” أن “العقوبات في الاتحاد الاوروبي بحاجة إلى اجماع دولي وبالتالي لم يحصل هذا الاجماع”.
تتابع المصادر: “نحن أبدينا موقفنا بهذا الشأن وذكرنا أن فرض العقوبات بهذه الطريقة لا تجدي نفعاً ولن تؤدي إلى نتيجة”.
واعتبرت المصادر أننا “بحاجة إلى مساعدة الاتحاد الاوروبي لمتابعة مسألة تهريب الاموال التي حوّلت نحو مصارف أوروبية ومعرفة من هو الفاسد ومن قام بتهريب هذه الأموال إلى الخارج”.
وشددت المصادر في حديثها مع موقع “إينوما” على أنه “لا يجوز وضع عقوبات لا تستند إلى مسوغ أو دليل قانوني”، مشيرة إلى أن “مثل هذا العمل لا يليق بسياسة الاتحاد الأوروبي وبحقوق الإنسان لديها وبالتالي هذا الموضوع لم يحصل بعد ولكن سنبدي رأينا به في حال حصوله”.
أما عن نتائج زيارة وزير خارجية فرنسا جان إيف لودريان إلى بيروت تجيب المصادر لموقعنا: “الأخير سيقوم بزيارة كل من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ونحن نرحب بكل مبادرة وكل مسعى ممكن أن يؤدي لحل وخرق الأزمة الحكومية في لبنان شرط أن لا يكون هذا المسعى منحاز لطرف إنما أن يكون على مسافة واحدة من جميع الاطراف الداخلية وأن يحترم الارادة الداخلية اللبنانية وشروط تأليف الحكومة عبر الميثاقية وشراكة رئيس الجمهورية”.
وتضيف المصادر: “متمسكون بالمبادرة الفرنسية التي تقوم على الاصلاحات وكتيار وطني حر أبدينا رأينا بالحكومة وقلنا لا نرغب بالمشاركة للتسهيل ولا للعرقلة ويهمنا أن تكون هذه الحكومة إصلاحية بامتياز برئيسها وأعضائها”.
أما عن زيارة رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل إلى موسكو، فتصف المصادر الزيارة بالـ “الناجحة” حيث تم التداول بكل المواقف بدءا من ملف النازحين وغيرها وصولاً إلى ماذا تنتظر روسيا من لبنان في ما يتعلق بالشأن الحكومي وعن توظيف استثماراتها في لبنان، كما عرض باسيل الية تشكيل الحكومة وموقف التيار منها إلى جانب البحث بملفات أخرى كبيرة”.
هل من بوادر حكومية؟
تختم المصادر: “الجواب عند الرئيس المكلف سعد الحريري إذ عليه أن يتحّمل المسؤولية ويبادر لزيارة الرئيس عون في بعبدا لأنه ليس لدينا ترف الوقت وملف التشكيل بيد الرئيسين.
بدوره، رأى النائب محمد الحجار في اتصال أيضاً مع موقع “إينوما” أن ” لا شك بأن زيارة لودريان إلى بيروت تدل على مدى الاهتمام الفرنسي بلبنان وإصرار فرنسا على إنجاح المبادرة الفرنسية الذي أطلقها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تجاه لبنان ولإخراج البلد من هذه الأزمة لتحسين الأوضاع العامة.
وقال الحجار في حديثه لموقع “إينوما”: “الجميع يعلم أن هذه المبادرة اصطدمت بعراقيل داخلية وخارجية والفرنسيون على دراية تامة ان هناك ارادة ايرانية يترجمها حزب الله في لبنان لتأخير تأليف الحكومة إلى حين الانتهاء من المفاوضات الاميركية الايرانية الاوروبية في فيينا وغيرها”.
ويتابع الحجار”: “إلى جانب الارادة الخارجية الإيرانية هناك ارادة داخلية يترجمها فريق باسيل-عون الذي يريد الثلث المعطل للسيطرة على قرار الحكومة”.
ويضيف لموقعنا: ” نأمل أن تتكلل زيارة لودريان بالنجاح وان تكون مثمرة”.
أما عن العقوبات، فلفت الحجار إلى أنها خاصة بفرنسا مثل العقوبات الأميركية وغيرها، تُفرض على مسؤولين لبنانيين المعرقلين لمسار تشكيل الحكومة والمتورطين بتهم الفساد وغيرها من الاتهامات.
وختم الحجار قائلاً: “نتمنى أن تبصر الحكومة النور قريبا ولكن هذا الأمر صعب ونأمل أن تثمر الضغوطات الخارجية بهذا الشأن”.