مفاجأتان اطلقهما وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان في خلال 24 ساعة من شأنهما ان تحركا الجمود السياسي الخانق في لبنان والمترافق مع نزف اقتصادي ومعيشي مخيف .
المفاجأة الاولى هي اعلانه عن “البدء في اتخاذ إجراءات تقيد دخول أشخاص يعرقلون العملية السياسية إلى الأراضي الفرنسية، على أن تتخذ بالتوازي إجراءات مماثلة بحق المتورطين في الفساد في لبنان”.
اما المفاجأة الثانية فهي الإعلان عن زيارة سيقوم بها إلى لبنان، الأربعاء والخميس المقبلين في اطار تحريك المبادرة الفرنسية لحل الازمة السياسية بدءا بتشكيل حكومة جديدة.
الثلاثاء المقبل ايضا تنطلق المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية من حيث توقفت قبل ستة أشهر، بالتزامن مع وصول الوسيط الأميركي في ملف الحدود البحرية جون ديروشيه إلى بيروت الاثنين المقبل ، وفق بيان صادر عن وزارة الخارجية الأميركية اكد “التزام واشنطن بالوساطة بين لبنان وإسرائيل لتسهيل المحادثات البحرية”، مشيرا الى أن الولايات المتحدة “ترحب باستئناف المحادثات البحرية بين البلدين”.
حكوميا كانت الاشارة البالغة الدلالة ، في خضم الحديث عن ايجابيات مستجدة على خط التأليف الحكومي،قول رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية: “إذا كان المطلوب حكومة يتحكم بها جبران باسيل، فالأفضل البقاء من دون حكومة”.
باسيل الذي يواصل زيارته لموسكو قال امس في حديث صحافي “إذا كان الحريري يقبل بتعيين رئيس الجمهورية لوزراء مسلمين، فلا مانع بأن يعين هو وزراء مسيحيين، لأن لبنان بلد المناصفة والوطن الذي يقبل فيه بعضنا البعض الآخر”. وأعلن “التجاوب مع كل مسعى خارجي او داخلي ضمن الدستور والميثاق واحترام سيادة لبنان”، وقال: “كل من يتكلم معنا يكتشف استعدادنا ورغبتنا، بل استعدادنا للتضحية بنفسنا لتحقيق الحل لأن أولويتنا وقف الانهيار”.
وعن اتهامه بالعمل لرئاسة الجمهورية المقبلة، أجاب بالقول: “ثبت أن منصب الرئاسة وحده لا يكفي، فليعطونا لامركزية إدارية ومالية موسعة في لبنان وليأخذوا الرئاسة، وليعطونا اصلاحا ووقفا للفساد وليأخذوا الرئاسة، وليعطونا إصلاح النظام السياسي وليأخذوا الرئاسة،فالرئاسة وسيلة وليست غاية”.
وفي هذا السياق نقلت مصادر مطلعة أنّ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أبلغ البطريرك بشارة الراعي أنّ الأمور ليست جيّدة مع الحريري وحمّله رسالة إلى الحريري مفادها “نحن لا نريد الثلث المعطّل ولا نريد النصف زائداً واحداً.. فليأتني الحريري بتشكيلة حكومية متكاملة وأنا جاهز”.
اما في المواعيد المشرقة، فتحية وفاء في عيد العمال اليوم لكل عامل ومكافح يناضل في سبيل تأمين قوته ورزقه، رغم الظروف الصعبة التي نمر بها، على امل ان يكون القادم من الايام افضل مما كان ، وان يكون عيد الفصح المجيد لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الشرقي عنوان قيامة لبنان .