مبادرات إستراتيجية لولي العهد السعودي
صلاح سلام -اللواء
رسم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في حديثه التلفزيوني الأخير ملامح المرحلة الجديدة في مسار الدولة السعودية، إنطلاقاً من رؤية ٢٠٣٠، ووصولاً إلى الخطة العشرية الثانية: رؤية ٢٠٤٠.
كان الأمير الشاب واضحاً وصريحاً في طرح التوجهات الإستراتيجية الأساسية للمملكة التي أصبحت شريكة فاعلة مع عمالقة التقدم والاقتصاديات الأكثر تطوراً في العالم، حيث تترأس الدورة الحالية لمجموعة العشرين (G20), وتعتبر في طليعة الدول، الداعمة لسياسات تعزيز الأمن والسلام والإنماء في العالم، فضلاً عن مكانتها القيادية في العالمين الإسلامي والعربي.
داخلياً، أكد الأمير محمد أن مسيرة التطوير والتحديث والتنمية الشاملة التي انطلقت عام ٢٠١٥ مع وضع الخطوط العريضة لرؤية ٢٠٣٠، بدأت تحقيق العديد من أهدافها، وبدأ المواطن السعودي يعيش منجزاتها في مختلف القطاعات الاقتصادية والإجتماعية والإنمائية. والواقع أن الفضاء السعودي يعيش مرحلة تحول بنيوي في المجتمع الوطني، عمادها الأجيال الصاعدة، من شباب وشابات، انخرطوا في ورشة التحديث والتحول الاجتماعي، إستعداداً للمشاركة في مسارات النهضة الشاملة.
حرص ولي العهد السعودي على إعطاء إشارات تشجيعية لحركة الإستثمارات الناشطة للشركات ورجال الأعمال السعوديين، والتأكيد على أهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص في تحقيق المشاريع الإنمائية في مختلف القطاعات. وأشار في هذا المجال إلى عدم فرض ضريبة على الدخل في المملكة، كما أوضح بأن الحد الأقصى لضريبة القيمة المضافة ١٥ بالمئة هو تدبير مؤقت ولفترة أقصاها خمس سنوات.
خارجياً، وضع الأمير محمد حداً لكل التكهنات المغرضة حول العلاقات الأميركية السعودية في عهد الرئيس جو بايدن، مؤكداً على العلاقات الاستراتيجية مع واشنطن، واستمرار التفاهمات بين البلدين ولو بنسبة ٩٠ بالمئة.
وأعاد طرح السياسة التقليدية للمملكة تجاه دول الجوار، وخاصة بالنسبة «للجارة إيران»، التي تطمح السعودية بإقامة علاقات جيدة معها، ولكن المشكلة في سلوك طهران السلبي، سواء في دعم الميليشيات غير الشرعية، وبرنامجها النووي والصواريخ البالستية.
وجاءت دعوته للحوثيين بوقف الحرب في اليمن تجديداً لإلتزام السعودية في إيجاد حل سياسي للأزمة اليمنية، ووقف إراقة الدماء، وإعادة بناء ما دمرته الحرب، والحفاظ على عروبة هذا البلد العربي العريق.
لقد أطلق الأمير محمد بن سلمان مبادرات سياسية إستراتيجية كبيرة ومهمة، من شأن التعامل معها بإيجابية من الجانب الإيراني، أن تنهي سنوات الإضطرابات والحروب في المنطقة، وتفتح آفاق الإستقرار والإزدهار لكل دول المنطقة، وخاصة إيران التي يُعاني شعبها من أعباء حروبها الخارجية والعقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران.
فهل تتجاوب إيران مع المبادرات السعودية الإيجابية الجديدة؟