جوويل بو يونس-الديار
مصادر بعبدا: الطرح سياسي بانتظار تبنيه من الحريري .. وأوساط متابعة :<هيدا تقطيع وقت»
باسيل يطلب مساعدة موسكو ومصادره: إيجابيات كثيرة ستظهر في الأيام المقبلة!
بعد فرنسا باتت الوجهة الحكومية اليوم روسيا، فها هو رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، حط بعد كل من الرئيس المكلف وحزب الله على اراضيها فالتقى وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف والمسؤول ميخائيل بوغدانوف حيث كان طبق المحادثات الاساس: «الحكومة المتعثّرة».
أتت الزيارة لافتة في الشكل وعلى مستوى اللقاءات، ولا سيما ان باسيل عقد مؤتمرا صحافيا على الاراضي الروسية يؤكد فيه انه طلب من وزير الخارجية الروسية ان يلعب الدور اللازم لحثّ رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري على انهاء ملف التشكيل كما طالبه ايضا باجراء مؤتمر في لبنان لتشجيع عودة النازحين.
الطلب اللبناني من الروس تسهيلا لولادة الحكومة علّقت عليه مصادر مقربة من الحريري عبر «الديار» بالقول: «ما يفعله باسيل عظيم ونحن نحثّه على ان يقبل بطرح الحريري».
وفي هذا السياق، اكدت مصادر مطلعة على الجو الروسي لـ «الديار» بان لا مسعى روسيا لجمع الحريري بباسيل في موسكو على غرار الفكرة التي كانت تعمل عليها فرنسا، لكن الاكيد بأن موسكو وانطلاقا من دورها الجامع والقادر على التواصل مع مختلف الاطراف اللبنانيين لن توفر جهدا في محاولة تقريب وجهات النظر.
هذه المحاولة لتقريب وجهات النظر لا يعمل عليها خارجيا فحسب انما داخليا ايضا عبر بكركي التي عملت في السابق بهذا الاتجاه وهي عادت اليوم لتدخل بقوة على خط بعبدا بيت الوسط.
فبعدما كانت الديار اول من تحدث قبل ايام عن مسعى جديد سيقوم به البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي على خط عون الحريري، اكدت مصادر بارزة لـ «الديار» بانه بعد زيارة غبطته الى بعبدا الاثنين واستماعه لرئيس الجمهورية حول التفاصيل العالقة حكوميا، فقد شهدت الساعات الماضية تواصلا على خط بكركي بيت الوسط عبر مستشار الرئيس الحريري غطاس خوري الذي زار الصرح.
وفي هذا السياق وتعليقا على ما نشره البعض نقلا عن اجواء بعبدا من ان البطريرك الراعي بات في اجواء صيغة حكومية وافق عليها الرئيس عون، وتقضي بتشكيل حكومة لا ثلث ضامنا فيها لاي طرف ولا نصف زائدا واحدا، على ان تكون حصة وزراة الداخلية من حصة رئيس الجمهورية، علقت مصادر مطلعة على جو بكركي عبر «الديار» بالقول: «ما سمعه الراعي من رئيس الجمهورية مفاده بانه يسير بصيغة الـ 24، فرد البطريرك بالقول : «الاعداد ما بتعنيلي والمهم ان يكون الوزراء مستقلين والا يكون فيها ثلث معطل»، هنا بادره فورا الرئيس عون بالقول :» انا هيدا اللي البدي ياه».
اما في ما خص وزارة الداخلية، وما حكي من ان الرئيس عون طلب الحصول عليها، فردت مصادر مقربة من الحريري بالقول : «سيكون من الصعب جدا ان يتخلى الحريري عن الداخلية لكنها حرصت في الوقت نفسه على التشديد بانه في حال بقيت هذه العقدة اي الداخلية هي التي تعرقل ولادة الحكومة فقد يصل الحريري لمرحلة يقول فيها :» حكومة لو كيف ما كان».
الى عقدة الداخلية التي لا تزال اساسا، عقدة اساسية اولى لا تزال تحتاج لفكفكة تتمثل بالوزيرين المسيحيين وهنا تبرز الاشكالية التالية :»من سيسمي الوزيرين؟ على هذا السؤال رد نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي بطرح مفاده : نحن هنا»، اي النواب المستقلون المسيحيون، فطالب بتمثيل المستقلين من هم خارج كنف العهد والذين سمّوا الحريري في الإستشارات النيابية الملزمة معلنا : لا مساومة على هذا الامر ومعتبرا ان الامر قد يسهّل عقدة تسمية الوزيرين المسيحيين. الا ان اللافت هنا ان غالبية هؤلاء النواب أكدوا انهم لا يوافقون الفرزلي طرحه.
وفي الاطار عينه، كشفت مصار بارزة لـ «الديار» بأن الحريري في احدى زياراته السابقة الى بكركي كان فاتح الراعي بأن هناك نوابا مسيحيين مستقلين سموه بالاستشارات سائلا غبطته :»الا يحق لي تمثيلهم؟
فكان جواب البطريرك واضحا بان لا «فيتو» على تمثيل احد والاهم هو التمثيل العادل والمتوازن، علما ان كل الاجواء حتى اللحظة تشير الى ان طرح الفرزلي سياسي هدفه «الزكزكة « وتحديدا «زكزكة» التيار الوطني الحر عبر رئيسه جبران باسيل بعدما انقلب الفرزلي على العهد، وما يعزز هذا الكلام كان تعليق مصدر مطلع الذي سأل: فلنسلم جدلا وتكتل النواب المستقلون ضمن كتلة واحدة، فمن يختزل ساعتئذ تسمية الوزيرين المسيحيين؟ هل الفرزلي نفسه؟ وهل يقبل النواب الاخرون؟
اما المعنيون الاساسيون بالتشكيل اي بعبدا وبيت الوسط، ففيما اكتفت اوساط مطلعة على جو بعبدا بالتعليق على طرح الفرزلي بالقول: طرحه حتى اللحظة سياسي، بانتظار ان يتبناه الحريري وعندئذ يصبح طرحا قائما ويمكن ساعتئذ ان يدرس وبعدا بنشوف»….
وافادت مصادر مقربة من الحريري لـ»الديار» بان اي طرح جدي يضمن خروجا من الثلت المعطل بيمشي في الحريري لكن التفاصيل هي الاهم».
علما ان مصادر اخرى في «كتلة المستقبل» قالت ما مفاده : «هيدا كلو تقطيع وقت… والفرزلي عم يشتغل انتخابات وتحالفات».
وبانتظار عودة باسيل من موسكو ولاسيما ان مصادر مقربة منه اعتبرت عبر «الديار» بان اليوم الاول من زيارته كان ممتازا ويُبنى عليه وهو تضمن إيجابيات كثيرة في المحادثات مع لاڤروف وبوغدانوڤ ستظهر في الأيام المقبلة، مشيرة الى ان كلمة باسيل عكست في المؤتمر الصحافي أبرز عناوينها، هل ينجح الداخل عبر بكركي بتقريب وجهات النظر؟ وهل يزور الحريري الصرح قريبا ومرة جديدة؟
رغم كل ما تقدم، فالاكيد الا حكومة قريبة اذ يختم مصدر بارز معلقا بالقول:
«الحكي الجدّ ما بلّش بعد…».