صرح سماحة مفتي جبل لبنان الشيخ الدكتور محمد علي الجوزو بما يلي:
يقول الشاعر :
لكل داء دواء يستطب به الا الحماقة اعيت من يداويها
الهستيريا السياسية و الطائفية و المذهبية تجتاح لبنان من جديد، ولم تترك مجالاً للسفاهة و التطاول على الأخرين و التعصب و التزمُت باسم المسيحية والمسيحية منها براء.
ان يصاب انسان بِداء الهلوسة والسفسطة وبذاءة اللسان أمر لا يستغرب في عصر سقط فيه كل شيء وانهارت فيه الاخلاق و القيم قبل ان ينهار اقتصادياً و مالياً و يصل حد الافلاس و الضياع و السقوط النهائي وان يتحول لبنان دولة لتهريب المخدرات داخل الفاكهة و يرسلها الى اهم بلد اسلامي لتدمير الاخلاق و القيم الانسانية فيه فهذا أمر خطير جداً خاصة عندما يتصل الأمر بأمن السعودية الرمز الاكبر للمسلمين في العالم فمعنى ذلك أن الهيكل قد انهار على اصحابة قبل أن يصيب الشعب السعودي بسوء..
شاب موتور يتطاول على رجالات القضاء و السياسة و الدين دون تفرقة، و يسب الناس علناً كي يغطي الافلاس الاخلاقي الذي وصل اليه البلد كله هذا أمر مرفوض…
القضاء الشريف النظيف الذي يفتخر به لبنان لا يمكن ان يكون هدفاً لانسان يدافع عن قاضية ارتكبت عملاً جنونياً وهي تقتحم مع طابور من المؤيدين مكاناً ما و تحطم الابواب و الممتلكات هذه سابقة لم يعرفها القضاء المحترم من قبل والذي يدافع عن هذا العمل الهمجي يجب ان يحاسب قضائياً…
كيف نسمح لهذا الشاب المتهور ان يتطاول على القضاء و على الشخصيات السياسية و الدينية فينال من دولة الرئيس الحريري بأسلوب سوقي ومتخلف و يغمز من قناة غبطة البطريرك الراعي و لا يقف عند حد معين من سوء الاخلاق، وهو يتاجر بالمسيحية و حقوق المسحيين، وقد رد عليه الفاتيكان عندما اتهمة والحكم في العمل على هجرة المسيحيين من لبنان…
الا تكفينا الاوضاع المأساوية التي وصل اليها لبنان؟! والحكم في يد رجل مسيحي تعرضت الاحياء المسيحية في عهده الى اسوأ الحالات…
ومما يؤسف له ان هذه الظاهرة ليست قاصرة على انسان واحد، بل هناك جهات اعلامية مسيحية تحاول رفع وتيره التعصب المسيحي، و تحاول التعرض للمؤسسات الاسلامية تحت عنوان اللائحة السوداء و تشير الى مراحل في التاريخ كان المسيحيون يتعرضون للخطر من قبل المسلمين الارهابيين…
و كأن الارهاب قاصر على المنظمات الاسلامية، و كأن التاريخ لم يعرف قصة العالم الغربي من بريطانيا الى فرنسا الى اميركا في اباده الشعب الفسلطيني و طرده من ارضه واحلال اليهود في الوطن العربي كقوة استعمارية غاشمة تدمر كل شيء في طريقها..
الحضارة الغربية شيء و الاستعمار الغربي شيء آخر… وها نحن في لبنان ندفع ثمن ما جناه الغرب على ارضنا…
وهل نسي الغرب قصة الشعب الجزائري الذي فقد مليوناً من الشهداء لانه كان يدافع عن حرية بلده…
وهل الارمن وحدهم الذين تعرضوا للابادة كما يدعون أم ان شعوباً عربية كثيرة تعرضت للابادة.
و لماذا يتذكر المسيحيون الابادة للارمن وينسون ما فعله الارمن وما فعلته النازية في الغرب؟؟؟