علي منتش -لبنان24
عاد اللبنانيون ليراهنوا مجددا على تسوية اقليمية تنقذهم من الانهيار القاتل الذي وقعوا فيه، ولعل رهانهم اليوم هو الاكثر واقعية، خصوصا بين رهانات الاشهر الماضية التي خذلتهم.
راهن اللبنانيون قبل اشهر على سقوط دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الاميركية بإعتبار انه كان المعرقل الاساسي للمبادرة الفرنسية او اقله من يضع شروطا امام باريس لانقاذ لبنان، لكن ترامب خسر الانتخابات ولم يتغير شيء في لبنان بل على العكس انكفأ الفرنسيون مجددا عن الساحة.
ثم راهن اللبنانيون على الحوار الاميركي – الايراني، الذي سيؤثر حتما على اوضاع المنطقة، لكن تأثيره هذا سيكون نتيجة طبيعية للاتفاق لا جزءا منه وبالتالي فإن وقتا طويلا سيمر قبل ظهور نتائج فعلية في ظل الرفض الايراني وضع ملفات المنطقة على الطاولة..
اليوم، يراهن اللبنانيون على الحوار الحاصل في بغداد بين طهران والرياض، وهو في الواقع رهان واقعي اذ ان هذا الحوار لا يتناول القضايا الثنائية فقط بل قضايا الاقليم، فهل نقترب من التسوية؟
تقول مصادر مطلعة ان مفاوضات بغداد تحصل بين عمق النظام في ايران ونظيره في السعودية ويبدو ان لبنان موضوع على الطاولة، فبالرغم من التكتم الكبير الحاصل حول المفاوضات، الا ان التسريبات توحي بأن اللقاء الاول تناول الوضع اللبناني وكذلك اللقاء الثاني..
وتشير المصادر الى ان مسألة تهريب المخدرات الى السعودية طرحت على الطاولة، ما يوحي بأن وقف استيراد الخضار والفاكهة من لبنان كان اداة من ادوات تحسين الوضع التفاوضي، كما ذكر “لبنان ٢٤” سابقا.
وترى المصادر ان لبنان ليس من اولويات الرياض، بل اليمن، لذلك قد يكون هناك محاولة لحل الملفين مع بعضهما البعض على طريقة المقايضة السياسية، لكن السؤال هل تعتبر طهران لبنان اولوية؟
تعتبر المصادر ان ايران ترى في لبنان ” اهم استثمار سياسي وعسكري” قامت به في تاريخها، الا وهو “حزب الله” لكن في الوقت نفسه، فإن الحزب، بنظر ايران ناضج على كل المستويات وان موازين القوى في لبنان لصالحه دون منافسة وبالتالي فإن لا حاجة للتفاوض على الساحة اللبنانية، او اقله لا حاجة للاستعجال.
وتلفت المصادر الى ان مفاوضات بغداد جدية وتدخل في تفاصيل ملفات المنطقة، لكن بعض التسريبات مثل انزعاج السعودية من الحريري، اوحت بصعوبة حل المسألة الحكومية من دون تفاهمات كبرى، فكيف الحال بالنسبة للازمة الاقتصادية البنيوية؟