بن سلمان لا يريد سعد الحريري رئيسا لحكومة لبنان ، هذا العنوان بات رائجاً في بيروت والرياض وكل عواصم العالم وكل ما له صلة بالملف اللبناني ولم يعدا سرا او أمرا غامضاً محصوراً بكواليس السياسية ، بل اضحى حديث الشارع اللبناني وعامة المواطنين ..
هناك أسباب يروجها شارع الحريري والمقربين منه وحتى هو نفسه بان مقاطعة ولي العهد له ، سببها التسوية الرئاسية وعدم مواجهة الحزب ورفض الحريري خوض هذه المواجهة التي تؤدي الى الفتنة ..
كل ذلك يمكن تأكيده بانه من الأسباب؟ لكنها ليست كل الحكاية بل يمكن الجزم ان هذه الأسباب سقطت مع مرور الزمن كحال سقوط التسوية الرئاسية وإدراك بن سلمان ان معركته مع الحزب لا يمكن ان تخاض بادوات محلية لبنانية لانها أصبحت مواجهة إقليمية ممتدة على مساحة واسعة خصوصا بعد رحيل ترامب ومجيء بايدن ألذي رفع الغطاء عن حرب اليمن ويتجه سريعا لإعادة الاتفاق مع طهران ..
لذلك فإن رفض ولي العهد لاسم سعد الحريري في بيروت والرياض ، له معطيات اخرى تسربت عن اكثر من مصدر مثل فرنسا والإمارات ومصر الذين توسطوا للحريري عند بن سلمان ، وبات لديهم صورة شبه مكتملة عن مقاطعة النظام السعودي للحريري ، وهي تتعلق بتدخل الاخير بشؤون الحكم السعودي قبل وبعد موقعة الريتز ، والتسريبات التي وصلت لولي العهد عن الحريري بعد تحريره من الاحتجاز والتي تحدثت عن رهان لدى الحريري بأن ولي العهد لن يصل الى العرش وان ضغوط دولية مع تغير بالإدارة الامريكية ستحدث تغيير جذري بالحكم السعودي وعودة الأمراء الذين أبعدهم واعتقلهم بن سلمان الى الحكم ، كما و تقول التسريبات فان الحريري قال بأكثر من لقاء مع مسؤولين غرب وعرب انه لم يعد بحاجة لضمانة من بن سلمان بعد توفرها بشكل حاسم من فرنسا وروسيا والإمارات ومصر
كل هذه الأسباب جعلت ولي العهد بالتوافق مع الملك السعودي يأخذ قرار بانهاء التعاون والتواصل مع سعد الحريري وقطع اي علاقة سياسية او مالية له بالمملكة ، بل ذهبت بعض المصادر الى حد نية النظام السعودي انهاء علاقة وغطاء المملكة على عائلة الحريري كلها والتي يعتبرها النظام انها وديعة له صنعها في لبنان والآن انتهت صلاحيتها ويجب البحث عن بديل وبدائل لها يمثلون النفوذ السعودي والولاء المطلق له ..
#يتبع
عباس المعلم / كاتب سياسي