جولة الصباح الاخبارية: الدولة تتخبط بالملفات من التهريب الى المخدرات والحكومة.. والراعي يفعل اتصالات الحل


27-04-2021
لا تزال قضية الكبتاغون المصدر الى السعودية تفرض نفسها على الساحة الداخلية اللبنانية في ضوء التطورات الدراماتيكية التي يشهدها هذا الملف وانعكاسه السلبي على الملفقين الاقتصادي والاجتماعي . وشكل الاجتماع الذي عقد في القصر الجمهوري في بعبدا برئاسة الرئيس ميشال عون خطوة اولى في إطار وضع هذا الموضوع في إطاره الصحيح.
وفيما كان الجميع منشغلاً بهذا الملف، برزت زيارة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي المفاجأة أمس الى بعبدا حيث جرى عرض لآخر التطورات على الساحة الداخلية، بما فيها الموضوع الحكومي، حيث لم يبرز أي جديد بعد التصعيد بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل. ولفتت مصادر “البناء” الى أن “تأليف الحكومة بات معلقاً بالمفاوضات الاقليمية الدولية وبأكثر من استحقاق في المنطقة فصلاً عن ان العلاقة بين عون والحريري بلغت أسوأ حالاتها منذ التسوية الرئاسية». فيما علمت “البناء” أن “المفاوضات الحكومية مجمدة في ظل وجود الرئيس المكلّف في الإمارات” وتوقعت المصادر أن يستمر الفراغ الحكومي لأشهر عدة ولا مؤشرات تعاكس ذلك ما سيدفع البلد الى تفاقم للأزمات الحياتية والاقتصادية في ظل الخلاف بين الحكومة والمجلس النيابي حيال مسألة رفع الدعم المتوقع أن يحصل بعد شهر رمضان”.

التهريب والثغرات
اذاً، أكدت مصادر اجتماع بعبدا ان الثغرة الامنية التي ادت الى وقف التصدير الى المملكة السعودية جراء شحنة الرمان التي تحتوي مخدرات ناتجة عن عدم وجود سكانر على المعابر الحدودية، وأن علامة استفهام طرحت حول هوية الشركة صاحبة شحنة الرمان الى المملكة وتبيّن أنها شركة وهمية وان البضاعة المهربة اتت من سوريا إلى البقاع حيث مكثت أسبوعا قبل ان تنقل بشاحنات مبردة إلى مرفأ بيروت ثم وضعت في حاويات مبردة قبل ان تشحن إلى المملكة السعودية.

واوضحت المصادر انه تمّ شرح العمل الروتيني لكيفية حصول الشركات على الموافقة أي انها تسجل في غرفة التجارة والزراعة والصناعة التي تعطي الموافقة لشركة المنشأ ووزارة الزراعة تصدق والجمارك بعدها تعطي الموافقة على طلب الشحن. ومن المعطيات التي عرضت في الاجتماع أن أصحاب الشركة المسؤولة عن البضاعة غير معروفين والتحقيقات تتم على هذا الصعيد.

وقد طرح المجتمعون أسئلة كثيرة حول عدم اكتشاف كمية الحبوب المخدرة وغياب السكانر في مرفأ بيروت حيث يتمّ تفتيش البضاعة يدويا وبسبب الضيقة التي يعانيها اللبنانيون لاسيما المزارعون والتجار يتم العمل على تسهيل الصادرات الزراعية .

وكشفت المصادر أن تحقيقات تجري مع سائقي الشاحنات لكنهم غير متهمين وتتركز التحقيقات عمن كلفهم بعملهم ، وتتم ملاحقة بعض الخيوط والتدقيق بها لمعرفة ما إذا كانت هناك شبكة وراء ما حصل وامكان وجود امتدادات لها .

وبحسب المعلومات الواردة من الجمارك السعودية ، فهناك الف رمانة من 60 الفا تحوي الكميات المخدرة.

وقرر المجتمعون التشدد في اجراءات التصدير خشية على مصير الصادرات الصناعية.

وعلم أن رئيس الجمهورية أبدى استياء من عدم تركيب أجهزة السكانر على الرغم من وجود قرار بتركيب 21 جهازا من العام 2020.
وأوضحت مصادر مواكبة للاجتماع لـ”نداء الوطن” أنّ “أجواء الارتباك خيمت عليه بحيث حاول رئيس الجمهورية ميشال عون إعطاء موضوع تهريب المخدرات إلى السعودية “أبعاداً تقنية من خلال إلقائه اللوم على عدم وجود “سكانر” لمراقبة البضائع مقابل التعمية على الفلتان الحاصل عند المعابر الشرعية وغير الشرعية لصالح جهات مافيوية تنشط بين لبنان وسوريا وعمدت إلى تحويل الأراضي والموانئ اللبنانية مقراً وممراً لنشاطها غير الشرعي”.

عون والراعي
هذه القضية والتعقيدات المستمرة في تأليف الحكومة حضرت في اللقاء بين رئيس الجمهورية والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الذي زاره في قصر بعبدا. وأكد الراعي، ان “لا يوجد مبرر اساسي لعدم تشكيل حكومة في ظل الواقع الراهن”، مشددا على ضرورة “عدم التراشق بالمسؤوليات لان ذلك لن يشكل حكومة بل يزيد حدة المشكلات”. ولفت الى ان “الحكومة هي العمود الفقري للدولة، ولا يجوز غيابها في هذه الأيام، فأكثر من نصف الشعب اللبناني أصبح فقيرا”، مشددا على أن “لبنان لا يمكن أن يكون معبرا للتهريب الذي يفقد وجهه الحضاري”.

وأفادت مصادر مطلعة أن اللقاء اتسم بالايجابية وقد تم في خلاله عرض الاتصالات التي يقوم بها البطريرك الراعي للمساعدة في الملف الحكومي وقال له رئيس الجمهورية أنه منفتح ومتجاوب مع أي طرح انما الأساس هو أن يأتي رئيس الحكومة المكلف بتركيبة مكتملة.

Exit mobile version