العدل أولا…
الأخبار
يبدو ان جل ما يحتاجه اللبناني اليوم القول الشريف بأن “العدل يضع الامور في مواضعها, فهو سائس عام وأشرفها وأفعلها” , يمر الوقت مسرعا على مشارف انتهاء الشهر الفضيل الذي لم يرخي حتى ظلال الرحمة وموائد الخير على اللبنانيين هذا العام, هذا ان وجدت الموائد أصلا في ظل غلاء الاسعار وإنقطاع المواد الغذائية او بالاحرى احتكارها.
من لم ينصف نفسه جاز عليه الإغلال, بهذه العبارة يختصر موقف السعودية المستحدث على لبنان. ان الذريعة الهشة التي استخدمتها السعودية لم تنجح باقناع احد من المسؤولين بما فيهم مؤيديها, ببساطة انتقلت من مرحلة المشاهد للغرق لمرحلة المشارك فيه, فحماية الامن الاجتماعي السعودي تكون عبر تظافر الجهود الامنية بين البلدين لا من مقاطعة المزروعات فللمهربين اساليبهم المتلونة ومن المؤكد انهم سيجدون طرق اخرى. رأت السعودية المنفس الاقتصادي الاخير فقررت خنقه ليدفع الشعب اللبناني ضريبة ما سمته اعتدال الرئيس المكلف سعد الحريري والذي بات لا يناسبها في معركتها ضد حزب الله, مبادرة سعودية تهافت خلفها كل دول مجلس التعاون الخليجي, فالأم الحنون باتت زوجة أب اليوم تنظر لجوع ابناءها على انه وسيلة تأديب.
بالداخل, استنكارات بالجملة كان اخرها موقف الراعي, جوكر الحلول العقيمة حيث قرر تئييد السعودية وتحميل الجهات اللبنانبة المعنية مسؤولية هذا الاجراء, والدفاع عن المزارع الشريف في الوقت عينه,معادلة هي اقرب لللا طرح, لم يفته خلالها الدفاع عن ما يوصف بتجار الهيكل محملا المسؤولية بم يجري للقضاء المتمرد لا الحاكم الجائر في كلامه عن سلامة ومعركة غادة عون. ردت الاخيرة عليه باستشهاد قدمته من نص قانوني يثبت نزاهة وتفاني جهودها.
المشهد العام أكثر إشكالية في ظل الارتباك الداخلي خاصة ان ما يجري يكشف هشاشة الواقع اللبناني على كل المستويات من انقسام داخلي. حيث بات كل طرف يصفي حساباته مع الآخر, لم يشهد لبنان الى خلافات بهذه الصورة وكان الافرقاء يتناحرون قبل إنجاز المادة المشكله للمنطقه .فراغ حكومي, اشتباك خليجي تجلى بالتهريب ,الغاء الدعم ومعركه القضاء والمصارف بالصيرفة بالرغم من كل ذلك لا توجد مؤشرات حوار وإنقاذ إنما استمرار حالة الاستعصاء لتطال كل شيء بما فيه الواقع الصحي المرير حيث سجل عداد كورونا امس 1511 اصابة و 28 حالة وفاة.