قلق إسرائيلي من تغيير قواعد اللعب بالساحة الشمالية
الخميس الماضي سقط صاروخ أطلق من سوريا قرب مفاعل ديمونا- الأناضول
كشف خبير عسكري إسرائيلي، عن حالة قلق تسود المحافل الإسرائيلية المختلفة بسبب الصاروخ الذي سقط في النقب المحتل يوم الخميس الماضي، منذرا من السماح بتغيير قواعد اللعب في الساحة الشمالية.
وأوضح يوآف ليمور في مقاله بصحيفة “إسرائيل اليوم”، أنه ينبغي لحدث سقوط الصاروخ السوري “الشاذ” أرض-جو من نوع “SA5” وفشل جيش الاحتلال في اعتراضه فجر يوم الخميس الماضي، أن “يقلق إسرائيل لعدة أسباب”.
السبب الأول؛ “هو الحاجة العاجلة لاستيضاح لماذا فشل اعتراض الصاروخ؟ وهل ينبع هذا من اختيار غير صحيح لصاروخ الاعتراض أم لأسباب أخرى؟”.
ورأى ليمور، أن “مسار طيران صاروخ “SA5″ السوري باعث على التحدي على نحو خاص، لأن الصاروخ غير مسار طيرانه في أثناء الطيران، ويبحث كل الوقت عن أهداف جديدة يصيبها، ومنظومة الدفاع الجوي الإسرائيلي، وإن كانت تملك منظومات الاعتراض الأكثر تقدما في العالم، لكنها طورت لغرض التصدي لتهديد الصواريخ والمقذوفات الصاروخية، ومطلوب الآن إعطاء جواب لتهديدات جديدة أيضا؛ من صواريخ جوالة وطائرات مسيرة وحتى صواريخ أرض-جو”.
والسبب الثاني؛ هو “التخوف من أن يكون أحد ما في سوريا، يفكر بأنه يوجد هنا ابتكار جديد، فيبدأ في إطلاق مقصود لصاروخ أرض-جو باتجاه الجنوب، علما بأنه للصواريخ المتطورة من هذا الطراز الذي سقط في النقب مدى بمئات الكيلومترات”، مضيفا أنه “صحيح أنها غير دقيقة ولا يمكن توجيهها بحيث تضرب هدفا محددا، ولكن يمكن أن يجنن سكان إسرائيل بواسطتها، كما يمكن أن تجبي ثمنا بالأرواح والممتلكات”.
وأما السبب الثالث بحسب الخبير، فهو “الثقة التي يمكن لمثل هذه الأحداث أن تمنحها للسوريين وللإيرانيين، فالميزان في الساحة الشمالية يميل بالقطع في صالح إسرائيل؛ فأمام آلاف الهجمات (الإسرائيلية) الناجحة التي نفذت في السنوات الأخيرة، نجح السوريون في حالة واحدة في إصابة طائرة إسرائيلية”.
ولفت إلى أن “الحدث الأخير من شأنه أن يدفع دمشق، بأن تؤمن، أنه يمكن تثبيت ميزان ردع جديد حيال إسرائيل، ولهذا كان تدمير البطارية التي اطلقت الصاروخ وبضع بطاريات أخرى، حرجا ليس فقط لإحباط تهديد فوري بل وأيضا لجباية ثمن ولإبقاء ميزان الردع القائم”.
وبين أن “سوريا ستملأ في غضون وقت قصير مخازنها ببطاريات وصواريخ جديدة، برعاية روسيا التي تواصل لعبتها التهكمية في الساحة الشمالية”، موضحا أن “هذا السلاح من شأنه أن يؤدي لتصعيد يحذر منه الروس أنفسهم، فالصواريخ أرض- جو المتطورة، لا تهدد فقط طائرات سلاح الجو الإسرائيلي، بل كل الطيران المدني في الساحة، بما فيها الطائرات التي تطير في الأجواء التي تسيطر عليها إسرائيل، وإطلاق بالخطأ من شأنه أن يؤدي لتصعيد خطير”.
ونوه ليمور، إلى أن “تحذيرات بهذه الروح، رفعت في السنوات الأخيرة مرات عديدة لروسيا، ولكن يبدو أن الحكم في موسكو يفضل الربح المالي على كل اعتبار آخر، ويحتمل أن تكون روسيا تسعى لأن تلجم بقدر ما أمرا يعد في نظرها كعدوان إسرائيلي في سوريا، كي تعزز مكانتها كجسر بين الطرفين”.
وذكر أنه “لهذا السبب بالذات، وعلى خلفية الحدث الأخير، فإن إسرائيل ملزمة بأن تضع أمام سوريا حقائق ناجزة، وألا تسمح بتغيير قواعد اللعب في الساحة الشمالية، حتى لو كان الأمر يستدعي تعظيم النشاط الهجومي في الفترة الحساسة الحالية”.