نجوى مظلوم
سنوات عجاف مضت على “إيران” بسبب العقوبات الاميركية التي فرضت عليها على خلفية سياساتها الداخلية والخارجية المتّبعة المناهضة للسياسة الأميركيّة،إذ عملت “واشنطن” على تقويض دورها والحد من نفوذها بشتى الوسائل والطرق.
طالت العقوبات الأميركية مختلف المجالات (الاقتصادية،العسكرية،المالية وغيرها….)،إضافة الى حظر التعامل معها لتشتد هذه العقوبات فيما بعد بحيث شملت برنامج تخصيبها لليورانيوم بعد أن تذرعت “واشنطن” بأنها تسببت بزعزعة أمن وإستقرار المنطقة.
تكبدت ايران خسائر فادحة على مر السنين إزاء هذا الواقع ،إلا انها أبت أن تخضع للغطرسة الأميركية وعملت جاهدةً على كسر القيود التي فرضت عليها.
جاءت الإتفاقيّة الثنائيّة بين الصين وإيران ضربة موجعة ل”واشنطن” بعد أن وقعوا معاهدة تضامن إقتصادية واستراتيجية على مدى ٢٥ عاماً،تقدم بموجبه الصين ٤٠٠ مليار دولار لإيران بالمقابل حصولها على إمدادات نفطية،إضافة الى تعميق التعاون العسكري بين الطرفين وذلك في تحدٍ واضح وصريح للولايات المتحده الأميركية ولعقوباتها التي تضمنت النفط وحظر التعامل مع إيران،كما أعلنت الأخيرة عن زيادة تخصيبها لليورانيوم بنسبة ٦٠٪،لتصبح الكرة اليوم بالملعب الإميركي وهذا ما يزيد الضغوطات على “واشنطن” من أجل الإسراع في رفع العقوبات عنها،لتعود”بكين” الى خِضَم الساحة من جديد كقوة عالمية منافسة ل “واشنطن”ويدخل الشرق الاوسط بهذه المعاهدة التي باتت بوابة لتحقيق مصالحها وسياساتها،بحيث ظهرت اليوم باستراتيجيات وتوازنات مختلفة لم تعهد من قبل.
وثيقة ثنائية بأهمية كبرى لما تتضمنه من بنود تشمل مختلف المجالات إضافة الى مساعيهم الجديّة المشتركة لتنسيق الجهود والتعاون بين الطرفين.
باتت هذه المعاهدة صفعة مؤلمة ل”واشنطن”بحيث أتت بالتزامن مع تعرض “الصين” للتهديد الأميركي و”إيران” للعقوبات وحظر التعامل معها،ليتوغل التنّين الصيني مع حليفه الإيراني الشرق الاوسط بوجه الادراة الأميركية محاولين التربع على عرش السيادة عبر هذه الإتفاقية لما تحمله من إمتيازات لكلا الطرفين .