ابراهيم ناصر الدين-الديار
لان المراوحة هي سيدة الموقف حكوميا، ولان التسوية الخارجية لم تفرض بعد على «ادوات» الداخل، ولان الارباك والعجز الاوروبي مستمران، انتقل «نشر الغسيل» اللبناني «القذر» الى الفاتيكان، ولم يتوان الرئيس المكلف سعد الحريري عن توجيه انتقاداته واتهاماته لرئيس الجمهورية وفريقه السياسي بالتعطيل، ولم تلهمه قداسة المكان، الحكمة، لتجنيب «الحبر الاعظم» الغرق في «تفاهات» المسؤولين اللبنانيين ومعايشة «موبقاتهم»، طبعا لم تفوت بعبدا الفرصة للرد، وبات كل طرف مهتما بالحصول على «صك البراءة» من «دم» اجهاض عملية تاليف الحكومة دون الالتفات الى «جهنم» التي يعيش اللبنانيون في قعرها. في هذا الوقت عقد رئيس الجمهورية ميشال عون اجتماعا امنيا طارئا في بعبدا لمناقشة تداعيات «موقعة» عوكر، حيث انتقد اداء الاجهزة الامنية، فيما التزم مجلس القضاء الاعلى بالصمت بعد «كسر» هيبته في الشارع، واختار كتم «الغيظ» بانتظار جلسة هيئة التفتيش القضائي اليوم حيث ستمثل القاضية غادة عون امامه، وهي تتجه الى الطعن بقرار مدعي عام التمييز غسان عويدات «بكف» يدها عن ملف التحقيق المالي. وبينما يتلهى المسؤولون اللبنانيون بحروب «الزواريب»، عاش لبنان والمنطقة ساعات عصيبة بعد سقوط صاروخ سوري في منطقة النقب قرب مفاعل ديمونة، استنفرت الولايات المتحدة عبر دبلوماسيتها لضبط ايقاع التصعيد بعدما فهمت «الرسالة الصاروخية» بانها «كسر» ايراني لكافة «الخطوط الحمراء»، ردا على الاعتداءات الاسرائيلية وآخرها عملية التخريب في «نطنز»، سارع الاسرائيليون والاميركيون على المستوى الرسمي الى الاستنتاج بان الضربة الصاروخية لم تكن مقصودة، لكن الرواية الرسمية لم تمنع تشكيك المحللين ووسائل الاعلام بحدوث هذه «الصدفة» في هذا التوقيت، وتبقى الخلاصة الاهم فيما حدث سواء كانت «رسالة» ام «صدفة»، ان منظومة الردع الاسرائيلية قد تعرضت لضربة موجعة بعد فشل منظومة» حيتس» في اسقاط الصاروخ قبل الوصول الى هدفه، ما اثار الذعر وعدم اليقين لدى المستوطنين بقدرة المنظومة الدفاعية على حمايتهم، اذا ما اندلعت الحرب مع ايران او حزب الله.
استنفار اميركي!
وفي هذا السياق، كان لافتا استنفار السفارة الاميركية في عوكر، بعد ساعات على سقوط الصاروخ في النقب، وفي هذا السياق ارسلت السفيرة دوروثي شيا عددا من دبلوماسي السفارة لمقابلة عدد من المسؤولين اللبنانيين بعيدا عن الاعلام، وحملوا معهم «رسائل» تحذير من خطورة الوضع المستجد، طالبة استفسارات حول طبيعة التقييم اللبناني لما يحصل، وعما اذا كان حزب الله في طور الاعداد لتصعيد امني او عسكري من الاراضي اللبنانية، وحرصت «الرسالة» الاميركية على رفع سقف التهويل، من خلال التاكيد بان احتمال «تورط» الحزب سيكون له تداعيات خطيرة على لبنان، لان الاسرائيليين في وضع «حرج» بعد هذا الخرق الخطير «للخطوط الحمراء»، وهم قد لا يكتفون بالرد في سوريا، اذا ما ثبت ان حزب الله يعد لشيء ما، وطالبت المسؤولين اللبنانيين بتوضيح موقفهم ازاء ما يحصل، وكيفية تعاملهم مع المستجدات ومدى قدرتهم على تقديم «النصيحة» لحزب الله بعدم ارتكاب «الاخطاء»؟!
تجدر الاشارة الى ان هذا الملف بحث ايضا بين رئيس الجمهورية ميشال عون وقائد القوات الدولية في الجنوب الجنرال ستيفان دل كول، وفي رد علني وغير مباشر على الاسئلة الاميركية، اكد عون على اهمية المحافظة على الاستقرار والأمن في المنطقة الحدودية، وجدد «تأكيد التزام لبنان بالقرار 1701 لافتا إلى استمرار الخروقات الإسرائيلية برا وبحرا وجوا»، كما شدد على التنسيق الدائم مع قيادة الجيش في المهمات التي تتولاها «يونيفيل» والإجراءات التي تتخذها، وعلى أهمية تعزيز العلاقات مع الأهالي والبلديات والهيئات المحلية.
لماذا تحركت واشنطن؟
وفي هذا السياق، اكدت اوساط مطلعة على هذا الملف، ان التحرك الاميركي ليس عبثيا وانما ينم عن مخاوف جدية لدى واشنطن من خروج الامور عن السيطرة في المنطقة، خصوصا ان الاسرائيليين يحاولون جاهدين لاجهاض عودة الولايات المتحدة الى الاتفاق النووي مع ايران، وهم قاموا بسلسلة من الخطوات غير المرحب بها اميركيا، وكان آخرها العملية التخريبية في «نطنز»، وهم يعملون على استدراج الاطراف الاخرى الى صدام محدود تكون له تداعيات مباشرة على محادثات فيينا. لكن سقوط صاروخ قرب ديمونة رفع منسوب القلق، لانه اذا اتضح ان في الامر «رسالة» من طهران وحلفائها فان ذلك يشير الى ان اي تصعيد لن يكون محدودا في المكان او الزمان، لانه لم يعد هناك قدرة على «هضم» الاستفزازات الاسرائيلية التي باتت محرجة للطرف الآخر الذي قرر على ما يبدو الرد بالمثل على كل خطوة اسرائيلية تصعيدية.
ومن هنا جاء تحرك السفارة الاميركية في بيروت بالتوازي مع تحرك مباشر وغير مباشر شمل كل الدول المعنية بما فيها ايران واسرائيل، لاعادة الهدوء الى المنطقة والسيطرة على حجم التوتر بما لا يؤدي الى انفجار كبير لا ترغب واشنطن بحدوثه. وفي هذا السياق جاء كلام قائد القيادة المركزية الاميركية الجنرال كينيث ماكينزي، أثناء جلسة للجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ حيث حاول التخفيف من الواقعة بالقول ان انفجار الصاروخ السوري في إسرائيل لم يكن متعمدا بل يظهر افتقارا لقدرات الدفاع الجوي السورية؟!
اخفاق وذهول في اسرائيل
اما في اسرائيل، فقد اصبحت الحسابات اكثر تعقيدا خصوصا بعدما ثبت عدم نجاح منظومة «حيتس» بمنع الصاروخ من اصابة هدفه في منطقة «مفتوحة» قرب مفاعل ديمونة، وهو اخفاق اصاب المؤسسة الامنية والعسكرية بالحرج والذهول في آن واحد، وقد بدات التحقيقات العميقة لمعرفة اسباب هذا الاخفاق «المرعب» بالنسبة للاسرائيليين الذين عادوا الى التشكيك بنجاح المنظومة الدفاعية في حمايتهم حال اندلاع مواجهة جديدة، سواء مع ايران او حزب الله، والسؤال المطروح بالحاح هناك، انه اذا كانت المنظومة الدفاعية قد اخفقت في اعتراض صاروخ واحد، فكيف سيتم مواجهة كم هائل من الصواريخ الدقيقة وغير الدقيقة والمجنحة التي ستطلق على اسرائيل دفعة واحدة؟! اما السؤال الاكثر الحاحا فكان عما اذا كان انحراف الصاروخ السوري مجرد صدفة غير مقصودة ام «رسالة» ايرانية في توقيت شديد الحساسية؟ ولم يعد مهما ان كان من اطلق الصاروخ، كان يريد اصابة المفاعل ام عكس ذلك، لان ما حصل تحذير شديدة اللهجة، يفيد بان المفاعل، كما المواقع الامنية والعسكرية الحساسة ليست بمامن في اي حرب مقبلة.
تشكيك وتساؤلات؟
وفي هذا الاطار، تساءلت صحيفة «جيروزاليم بوست» الاسرائيلية، عن النتائج التي كان من الممكن أن تحدث لو اصاب الصاروخ السوري مفاعل «ديمونا» النووي، واشارت الى ان سقوط الصاروخ بالقرب من المفاعل، يوضح مدى خطورة هذه المعركة.. ولفتت الى ان الصاروخ لو سقط داخل مجمع المفاعل، لكان الاسرائيليون سيستيقظون على حقيقة مختلفة تماما، وخلصت الصحيفة الى القول هذه الحادثة «تلخص كل المخاوف الإسرائيلية.»
من جهته قال المعلّق الإسرائيلي آدم أديف، ردا على تغريدة للمراسل العسكري لـ»القناة 13» أور هيلر: «أور أنت تعرف كم أقدرك، ولكنّ أمراً ما يبدو غير صحيح بالنسبة إليّ، كل ما يجري في الأيام الأخيرة، والشعور بأنهم لا يقولون لنا الحقيقة اتحدث عن الصاروخ الذي أُطلق نحو ديمونا، والانفجار الهائل الذي وقع أول أمس في مصنع تومر لمحركات الصواريخ، في مدينة الرملة».
سحق قوة الردع
من جهتها، نقلت صحيفة «معاريف» عن رئيس حزب «إسرائيل بيتنا» أفيغدور ليبرمان قوله، إنه «في تعليق على إطلاق الصاروخ من سوريا، قوة الردع سُحقت، ونتنياهو غفا في نوبة الحراسة». وأضاف ليبرمان، أن «الوضع الذي يطلَق فيه صاروخ مع رأس حربي يزن 200 كلغ باتجاه إسرائيل، قد ينتهي على نحو مختلف تماماً». وتابع: «نتنياهو غفا في نوبة الحراسة لأنه مشغول بمسائله الشخصية»، داعياً الكنيست إلى «الخروج عن الصمت الموجود فيه، إلى أن تجتمع لجنة الخارجية والأمن وتبحث في استعداد المؤسسة الأمنية إزاء التصعيد الحاصل مقابل سوريا أو إيران، وكلّما كان ذلك أقرب كان أفضل».
«استعراض» في الفاتيكان
حكوميا، لا جديد في الفاتيكان يمكن ان يحرك عجلة التاليف الحكومي في بيروت، وحفلة الاستعراض المضخمة لزيارة الرئيس المكلف سعد الحريري الذي تقصد من خلالها «التمريك» مسيحيا ووطنيا على رئيس الجمهورية ميشال عون ومعه رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، لم تثمر الا وعدا من البابا للاهتمام بالملف اللبناني، ومن الواضح، بحسب مصادر مطلعة، ان محاولة الحريري تبرئة نفسه من تهمة الطائفية او الاجحاف بحق المسيحيين لن تفتح طريقه الى «السراي الحكومي»، فالعقد لا تزال على حالها داخليا وخارجيا، والجميع بانتظار التسوية الاقليمية لتبرير التراجع عن الشروط والشروط المضادة..
تحول اوروبي؟
وفيما سمع الحريري من رئيس الحكومة الايطالية ماريو دراغي تطمينات بعدم موافقة روما على فرض عقوبات على المسؤولين اللبنانيين، لانها ستكون دون جدوى، تحدثت اوساط دبلوماسية عن تغيير طرأ على المناخ الاوروبي بعد مناقشة الملف اللبناني في بروكسل،حيث وضع ملف العقوبات عن «الطاولة» مؤقتا، وتبلغ المعنيون في لبنان من قبل الفرنسيين، ان المهلة المتاحة لتاليف حكومة لا يجب ان تتجاوز الاسبوعين، وفي حال استمرت حالة الاستعصاء سيكون امام المسؤولين اللبنانيين مسؤولية تفعيل حكومة تصريف الاعمال برئاسة حسان دياب، وبات المطلوب منه الاستجابة لمتطلبات المرحلة والتعامل مع الازمة بروحية جديدة بعد حصوله على التغطية القانونية من المجلس النيابي. ووفقا للمعلومات سيكون الاتحاد الاوروبي وعلى راسه فرنسا مستعدا للتعامل مع هذه الحكومة، لمنع انهيار البلاد، لكن عليها ان تبرهن عن جديتها في الذهاب الى وضع مشروع الاصلاح على «السكة». اما اذا ما بقي التعنت سيد الموقف، فسيكون الاوروبيون امام العودة الى خيار العقوبات.!
تخبط وعجز اوروبي
في المقابل، شككت اوساط وزارية بجدية الطرح الاوروبي الذي يتم تداوله في بعض الاروقة الرسمية، وبرايها فان هذا الطرح يعكس حالة التخبط الاوروبية على الساحة اللبنانية، فمنذ الزيارة الاولى للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى بيروت بعد تفجير المرفا، تقلبت المبادرة الفرنسية وتغيرت مرات عدة، وكل مرة تخفض باريس «سقوفها» وتحاول ارضاء الاطراف اللبنانية بدل الضغط عليها، اما طرح «التعويم» فيكشف عجز الاوروبيين غير الجديرين بحل الازمة، واذا كان ثمة من يظن في بروكسل ان هذه المهلة او التهديد بتفعيل حكومة دياب يمكن ان تشكل ضغطا على اطراف النزاع، فهو واهم، لان المسألة لها ابعاد اقليمية ودولية باتت واضحة للعيان، واذا كانت باريس ومعها الاتحاد الاوروبي لا يملكان الادوات اللازمة لفرض شروطهما في الداخل والخارج، سيظل التهديد والوعيد دون «انياب»، ولن يلتفت اليه احد.
السياحة في القصر!
وكان الحريري قد اعلن من روما أن المبادرة الفرنسية «قائمة حتى الآن»، واضعاً جولاته الخارجية في إطار العمل والبحث في كيفية مساعدة لبنان، على عكس ما وصفه بـ»السياحة»، التي قال انها تحصل داخل القصر الجمهوري.!
وتحدّث الحريري إلى الصحافيين بعد لقائه البابا فرنسيس في القصر الرسولي، حيث أشار إلى أن «البابا سيزور لبنان، لكن بعد تشكيل الحكومة، التي يعلم الفاتيكان أكثر من الجميع من يعطّل ولادتها، وطلبت منه أن يتدخل في الأماكن التي يمكنه التدخل فيها». وفي تحليله «لما يحصل في البلد»، اعتبر أن «هناك فريقا يريد اقتصادا حرا والعمل مع أميركا وأوروبا والصين وروسيا، على عكس الفريق الآخر الذي يريد أن يضع يده على الكهرباء والعمل مع جهة واحدة اقتصادية»، مؤكداً أن «البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، يدعم حكومة مستقلين واختصاصيين وأي كلام مختلف معروفة مصادره».
بعبدا: كلام الحريري «مسيء»
من جهتها وصفت مصادر بعبدا كلام الحريري من الفاتيكان بانه يسيء لصورة لبنان وموقعه، واشارت الى ان تصريحاته تشير بوضوح الى انه لا يريد تشكيل حكومة، فالافتراء والتجني على رئيس الجمهورية لا يحل الامور، والمطلوب منه التعقل والعودة الى لبنان والتخلي عن أسلوب الإستفزاز ومصارحة اللبنانيين بحقيقة الأسباب التي تدفعه للهروب من مسؤولية تشكيل الحكومة؟
«تباين» امني بين عون وفهمي؟
وبعد ساعات على انتهاء «موقعة» الرابية بين مناصري التيار الوطني الحر، والقوى الأمنية من جهة عقد رئيس الجمهورية ميشال عون اجتماعا امنيا في قصر بعبدا، جرى خلاله البحث بموضوع الحفاظ على حق المتظاهرين بالتعبير عن رأيهم. ووفقا للمعلومات، شهد الاجتماع الذي ضم رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، ووزيرة الدفاع زينة عكر، ووزير الداخلية محمد فهمي، خلافا وتباينا واضحين بين الرئيس ووزير الداخلية حول اداء القوى الامنية، فقد استهل عون الاجتماع بعرض سريع للأوضاع العامة في البلاد وأحداث عوكر الأخيرة، معتبراً أن «المهم هو العودة إلى النظام وتفهّم وجع المواطنين وآلامهم، ولا سيما أنهم خسروا أموالهم وودائعهم». وانتقد عون تصرف القوى الامنية مع المحتجين ودعا الى «ضبط الأمن سلمياً وفقاً للأنظمة المرعية الإجراء مشدّداً على عدم تكرار ما حصل.في المقابل قدم وزير الداخلية تقييما مختلفا، فاعتبر أن قوى الأمن الداخلي تصرّفت ضمن نطاق ضبط الأمن وعدم الاعتداء على الأملاك الخاصة والعامة.
تمويل البطاقة التموينية
اقتصاديا، يصر رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب على عدم المس بالدعم قبل اعتماد البطاقة التموينية، وقد كشف ان الخطة أصبحت جاهزة، لجهة عدد العائلات التي يفترض أن تشملها، ويجري اعداد اللوائح الإسمية للعائلات التي ستستفيد من هذه البطاقة. وعن تغطية كلفة البطاقة، أوضح دياب في اجتماعٍ اقتصادي في السراي الحكومي، أنه يعمل على تأمينها، وقال «من هنا جاءت زيارتي إلى قطر، حيث عرضنا للأمير تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني، ورئيس مجلس الوزراء، والوزراء المعنيين، وضع خطة الحكومة للبطاقة التموينية وترشيد الدعم، وهذا الأمر قيد الدرس الآن من قِبل المسؤولين القطريين، بتوجيه واضح وصريح من الأمير، وهناك تواصل وتنسيق سيكون بيني وبين رئيس الوزراء القطري».
انتظار الموافقة الاميركية!
وقد علم في هذا السياق، ان المسؤولين القطريين وعدوا بتقديم اجابات واضحة وصريحة خلال وقت قريب دون ان يكون الامر قد حسم نهائيا، على الرغم من ميل الاجواء نحو الايجابية، الا ان الموقف القطري لن يكون بعيدا عن التنسيق مع واشنطن التي تملك وحدها قرار منح «المكرمة» القطرية لحكومة تصريف الاعمال من عدمها.
ماذا يريد الراعي؟
في هذا الوقت، تساءلت مصادر مقربة من حزب الله عن الاسباب الموجبة التي تدفع البطريرك الماروني بشارة الراعي الى التصعيد مع حزب الله، ورات انه يتقصد قطع كل «الجسور» مع حارة حريك لاسباب مجهولة؟! مع العلم ان الحزب كان قد سبق واعرب عن انفتاحه على اجراء مناقشات عميقة في كل الملفات المطروحة عبر لجنة الحوار المشتركة التي كان يجب ان تمهد لعودة العلاقة الى مستوى رفيع بين الجانبين، لكن ثمة من لا يريد ذلك، وهو يتحمل المسؤولية الكاملة عن اجهاض هذا الحوار المفيد على المستوى الوطني.
وكان البطريرك قد عاد الى توجيه اتهامات الى حزب الله متهما اياه بانه ايراني! وجدد الراعي تأكيد ضرورة إعتماد الحياد في النزاعات الإقليمية لإنقاذ لبنان من المزيد من الفوضى. وقال البطريرك: «لبنان كان في ما مضى سويسرا الشرق الأوسط، اليوم هو جهنم، كما قال رئيس الجمهورية ذات مرة. ورداً على سؤال حول حزب الله، أكد البطريرك أن لقاءه بنصرالله لن يحلّ موضوع السلاح الذي هو أكبر من لبنان»، وقال «انا لم اسمع بعد موقفاً صريحاً وواضحاً من حزب الله في موضوع الحياد وفي حال أعلن رفضه سأسأل الحزب «هل أنت ضد سيادة لبنان على أرضه والا تريد أن يلعب لبنان دوره؟» وقال البطريرك «طلبنا من الولايات المتحدة أن لا يكون لبنان ورقة مساومة بين اميركا وايران عندما يتحدثون عن القضايا النووية، وموضوع سلاح حزب الله يُبحث أيضاً مع ايران لأنه «النبع» وحزب الله هو قوّة عسكرية ايرانية في لبنان» حسب تعبيره». وقال «لماذا يقاتلون إسرائيل من لبنان، إذا كنت تريد محاربة إسرائيل، فلماذا تريد استخدام الأراضي اللبنانية؟».