نددت أحزاب المعارضة الرئيسية في تشاد أمس بما وصفته «انقلاب مؤسساتي» غداة تولي محمد ادريس ديبي السلطة في البلاد بعد مقتل والده الرئيس إدريس ديبي اتنو، وهدد المتمردون بعزله هو ايضا.
ودعا حوالي ثلاثين «حزبا سياسيا في المعارضة الديموقراطية إلى مرحلة انتقالية يقودها مدنيون.. عبر حوار شامل»، وفق ما جاء في بيان.
وأورد البيان أن المعارضة «تدعو سكان تشاد إلى عدم الانصياع للقرارات غير القانونية وغير الشرعية والمخالفة للتنظيمات التي اتخذها المجلس العسكري الانتقالي، ولاسيما ميثاق الانتقال وحظر التجول وإغلاق الحدود».
وبين الموقعين حزب صالح كبزابو خصم إدريس ديبي «التاريخي»، وحزب سوكسيه ماسرا أحد أشد معارضي نظام الرئيس السابق.
كما وجهت هذه الأحزاب «تحذيرا» إلى فرنسا، القوة المستعمرة السابقة والتي دعمت ديبي منذ وصوله إلى السلطة عام 1990 على رأس حركة تمرد، طالبة منها «عدم التدخل في شؤون تشاد الداخلية».
ودعت أخيرا الأسرة الدولية إلى «مؤازرة الشعب التشادي لإعادة دولة القانون والديموقراطية».
لكن الجنرال محمد إدريس ديبي رئيس المجلس العسكري الانتقالي الذي تأسس بعد وفاة والده إدريس ديبي إتنو، اعلن أنه «يتولى مهام رئيس جمهورية» تشاد، حسب «الميثاق الانتقالي» الذي نشر أمس على الموقع الالكتروني للرئاسة.
ويلغي الميثاق العمل بالدستور السابق وينفذ «كقانون أساسي للجمهورية»، وفقا لبنود النص. وعين محمد إدريس ديبي البالغ 37 عاما والمعروف بـ«كاكا» أيضا «القائد الأعلى للقوات المسلحة».
وكان قد عين بموجب مرسوم 14 جنرالا آخرين قريبين جدا من والده الراحل في المجلس الانتقالي، الهيئة المسؤولة عن تنظيم الانتقال لمدة 18 شهرا حتى اجراء «انتخابات حرة وديموقراطية».
ويقوم رئيس الدولة الجديد باقرار القوانين التي يعتمدها أعضاء المجلس الوطني الانتقالي الـ 69 والمعينين مباشرة من قبل محمد إدريس ديبي.
ويضمن الميثاق الانتقالي المكون من 95 مادة «حرية الرأي والضمير والمعتقد».
بيد ان المتمردين هددوا بخلعه هو ايضا، وسادت حالة من عدم اليقين أمس بشأن المسافة التي تفصل المتمردين عن العاصمة نجامينا، المدينة التي يبلغ عدد سكانها مليون نسمة، وما إذا كان الجيش سيظل مواليا لمحمد ديبي إيتنو عقب وفاة والده.
ورفضت جبهة التغيير والوفاق قرارات المجلس العسكري الانتقالي وتعهدت بالمضي قدما في هجومها.
وقالت الجبهة في بيان «تشاد ليست ملكية لا يمكن أن يكون في بلادنا سلالة حاكمة» مشيرة إلى رفضها انتقال السلطة من الأب للابن.
واعلن متحدث باسم الجبهة، التي لا صلة لها بالجماعات المتطرفة، إن قواتهم أمس وصلت منطقة كانم على بعد ما بين 200 و300 كيلومتر إلى الشمال من نجامينا وإن هدفهم هو إحلال الديموقراطية في تشاد بعد سنوات من الحكم الديكتاتوري على يد ديبي.
وأضاف المتحدث باسم الجبهة المتمردة «لا نريد الاستيلاء على السلطة للاحتفاظ بها. هدفنا هو أن يصبح الانتقال الديموقراطي للسلطة حقيقة» مضيفا أن الجبهة تستعد للزحف على نجامينا «لتحرير الشعب من نظام غير ديموقراطي».
وأشار المتحدث باسم الجبهة إلى أن ديبي أصيب بطلقات نارية في قرية ميلي قرب مدينة نوكو التي تبعد أكثر من 300 كيلومتر شمالي نجامينا التي نقل إليها حيث توفي بعد ذلك.
وانتقدت منظمة هيومن رايتس ووتش المدافعة عن حقوق الإنسان علاقة الغرب مع ديبي.
وقالت في بيان «على مدى سنوات ساندت الأطراف الدولية حكومة ديبي بسبب دعمها لعمليات مكافحة الإرهاب… في حين غضت الطرف بدرجة كبيرة عن سجله من القمع وانتهاكاته للحقوق الاجتماعية والاقتصادية في الداخل».
وأضافت في البيان «لا يمكن الاستهانة بالعواقب الوخيمة المحتملة لوفاة الرئيس ديبي سواء على مستقبل تشاد أو المنطقة». وأعلن المتحدث باسم الحكومة الفرنسية مشاركة الرئيس إيمانويل ماكرون في جنازة الرئيس التشادي الراحل.
من جهتها، نعت دول الساحل الإفريقي أمس رئيس تشاد. وأشادت بدوره في «الانتصارات العسكرية المتعددة التي حصدها في فترة حكمه في سياق الجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف والجريمة المنظمة في منطقة الساحل».