مُفاوضات عبر المُؤتمرات الصحفية
محمود مرداوي
بالأمس أراد أن يُطلع الجمهور الصهيوني على ما وصلت إليه المفاوضات مع نتنياهو بغرض التصدي لضغوط أعضاء الليكود خصوصا واليمين عموما.
نظرا لاتهامه من قبل نتنياهو بأنه تخلى عن المبادئ اليمينية ويتطلع للمساعهمة في تشكيل حكومة يسارية .
نفتالي بينت حاول أن يلقي بهذا البالون لعدة أغراض منها تهيئة الأجواء لقرارات ربما تؤدي به للمشاركة في حكومة تتنافى بمركباتها وخطوطها العريضة مع كل ما آمن به في الماضي وطرحه للجمهور ونال أصواته بناء عليه.
حيث أعلن أنه يرفع أصابعه تأييدا لنتنياهو في تشكيل حكومة يمينية تقدم عروضا حقيقية لجدعون ساعر المنشق عن حزب الليكود.
نتنياهو بعد ساعة عقد مؤتمرا صحفيا رد على بينت وكرر اتهاماته له بخيانة اليمين ونيته تشكيل حكومة يسارية فقط من أجل أن يصبح رئيسا للوزراء ، في الوقت الذي نفى فيه الادعاء بأن نتنياهو يقدم مقترحات وحلول تبقيه رئيسا للوزراء في كل الأحوال قائلا أنه يعمل عكس ذلك تماما من خلال الدعوة لانتخابات مباشرة وهو مرشح من مرشحين والجمهور سيحكم ويقرر نظرا لعجز الانتخابات الرابعة إخراج النظام السياسي من حالة الفراغ .
نتنياهو بعد أن مارس الضغوط على نفتالي بينت مباشرة يحاول تكثيف الضغوط عليه من خلال أعضاء الكنيست من يمينا وجمهور اليمين والمدارس والحلقات الدينية .
نتنياهو يعلم أن الانتخابات المباشرة لرئاسة الوزراء سينتج عنها نظام سياسي برأسين، وهي ليست عملية وجُربت من قبل وفشلت ، لكنه يدرك أن المشاورات على تشكيل حكومة بقيادته أو بقيادة أي رئيس حزب آخر متعذرة وصعبة ومتعثرة للغاية ، وحتى لو أجريت انتخابات خامسة لن ينتج عنها نتائج مخالفة للانتخابات الرابعة .
فما الذي يقلق نتنياهو إذن ؟
ما يقلق نتنياهو اتفاق تقاسم السلطة مع أزرق أبيض بقيادة جانتس ، والذي يمنح جانتس بعد أشهر ضمن قانون أساسي تولي رئاسة الحكومة لعامين حتى لو كانت انتقالية وفي حالة فراغ سياسي.
هذا ما يؤرق نتنياهو، لا يريد أن يقوم في صباح يوم ما ويجد بني جانتس رئيسا للوزراء بدون حزب وموالٍ لليسار والمركز ويتبنى سياسات في مجال القضاء تشكل خطرا على شخص نتنياهو ومشروعه، وبناء على هذا المستجد سيبذل نتنياهو كل ما لديه من أوراق ربما تصل حدودا غير معهودة في شكل ونوع الضغوط التي ستمارس على نفتالي بينت وعلى زئيف إلكين للموافقة على مشروع قانون اقترحه أريه درعي يتم بموجبه انتخاب رئيس الوزراء مباشرة .
سيستخدم نتنياهو وسائل ضغط شعبية من خلال أعضاء الليكود واليمين في مظاهرات أمام منازلهم موجهة لنسائهم وأبنائهم والمحيط الاجتماعي المؤثر عليهم، وأخرى خفية لكن يستطيع بسهولة نفتالي بينت وزئيف إلكين معرفة من أين تأتي وما هو المطلوب .
الأيام القادمة ستشهد مظاهر لم يشاهدها في مواجهات بين الأحزاب وأساليب لم نعهدها في زمن دولة الفراغ والانتظار .
نتنياهو سيكون عنوانها ومحدد أورها ماسكا بخيوطها رخيا وشدا في محاولة لتحقيق مآربه.