أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن التزام بلده بمسؤولياته الدولية في مجال محاربة تغيرات المناخ، في كلمته خلال أعمال القمة المناخية الافتراضية التي نظمها نظيره الأمريكي جو بايدن.
وأشار بوتين في مستهل كلمته إلى أن المشاورات الجارية اليوم تظهر مدى القلق المشترك لدى المجتمع الدولي إزاء تغيرات المناخ واهتمامه بتفعيل الجهود الدولية الرامية لحل هذه المشكلة، مؤكدا أن مصير الكوكب وكل دولة فيه ورفاهية سكانها يتوقف إلى حد كبير على نجاح هذه المساعي.
وأبدى الرئيس الروسي تأييد بلاده للاتفاقات العامة ذات الصلة المبرمة ضمن الأمم المتحدة كأرضية قانونية موثوق بها لتعاون الدول في الرقابة على انبعاثات الغازات الدفيئة والحد منها، مشددا على أن روسيا تتعامل بمسؤولية قصوى مع التزاماتها الدولية في مجال محاربة تغيرات المناخ، لاسيما فيما يخص تطبيق اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي واتفاقية كيوتو واتفاقية باريس.
وأكد أن العمل جار بنشاط في روسيا من أجل وضع قوانين معاصرة تضمن الرقابة على انبعاث الكربون وتقليصها، وذكّر بأن أحد الأهداف التي طرحها أمس في رسالته السنوية للجمعية الفدرالية يكمن في تقليص الحجم المتراكم لانبعاث الكربون في البلاد بشكل حاد حتى عام 2050، مبديا قناعته بأن هذا الهدف قابل للتحقيق.
ولفت بوتين إلى أن انبعاثات الكربون لا تزال متواجدة في الهواء على مدار قرون، موضحا أن الحديث عن خفض الانبعاثات الجديدة لا يكفي بل يجب العمل أيضا على التخلص من الانبعاثات المتراكمة.
وأكد أن روسيا تسهم إسهاما هائلا في محاربة الانبعاثات المتراكمة في العالم أجمع بفضل القدرة الاستيعابية الضخمة لنظمها البيئية والتي تقدر بـ2.5 مليار طن من ثنائي أكسيد الكربون سنويا.
كما أشار بوتين إلى ضرورة مراعة جميع العوامل المتسببة في ارتفاع درجات الحرارة، منها انبعاثات الميثان التي تعد أكثر خطورة من انبعاثات الكربون.
وأكد الرئيس الروسي في هذا الصدد على أهمية إقامة تعاون دولي شامل وفعال في تقييم ومراقبة جميع أنواع الانبعاثات المضرة بالهواء، داعيا جميع الدول المعنية للانضمام إلى البحوث العلمية المشتركة والاستثمار معا في المشاريع المهمة المتعلقة بالمناخ.
وأعرب بوتين عن قناعته بأن الصراع ضد تغيرات المناخ يتطلب توحيد جهود المجتمع الدولي بأكمله، مبديا استعداد روسيا لعرض سلسلة مشاريع مشتركة ودراسة إمكانية تقديم تسهيلات إلى الشركات الأجنبية المهتمة بالاستثمار في تطوير “التكنولوجيات النظيفة” في أراضيها ودول أخرى.
وشدد بوتين في ختام كلمه على أنه “يجب أن تكون التنمية الدولية ليست خضراء فحسب بل ومستدامة لجميع الدول دون استثناء”، موضحا أن ذلك يتطلب ربط مسألة محاربة تغيرات المناخ مع ملفات مهمة أخرى مثل محاربة الفقر وتقليص الهوة التنموية بين دول مختلفة.
وأعرب بوتين عن اهتمام روسيا الصريح بتفعيل التعاون الدولي من أجل إيجاد حلول فعالة لمشكلة تغيرات المناخ وغيرها من المشاكل الدولية الحادة، مؤكدا أن القمة الحالية يجب أن تخدم تحقيق هذا الهدف.