غادة بعينَيْ نيكولا

عماد موسى-نداء الوطن

 

وضع القطب الكاثوليكي نيكولا بك الصحناوي القاضية غادة عون في منزلة الجنرال ميشال عون كصانعي التحوّلين الكبيرين في تاريخ لبنان الحديث ( 1935 – …). بكامل وعيه السياسي والوطني غرّد النائب العاقد الحاجبين على الجبين اللُّجينِ بالآتي: “عام 1989 أنقذ ضابط واحد شرف لبنان فتوحّد الأفرقاء في الداخل والخارج وهزموه”. بمعنى لو لم تتوحد أميركا وسوريا والقوى العسكرية بإمرة إميل لحود، والقوى المسيحية المناهضة له والدروز والشيعة والسنة وبريطانيا ودول الخليج، لكان سحقهم، وفرمهم فرماً، مجموعة تلو الأخرى. نيكولا إبن الإثنين وعشرين ربيعاً رأى في عون قبل 32 عاماً ما لم يرَه اللواء أبو جمرة، لا بل طلع دولة الرئيس بلا جميلة.

“واليوم في الـ 2021 قاضية واحدة تسعى لإنقاذ شرف الشعب اللبناني، يتابع النائب السوبر، والقوى نفسها تحاصرها فهل نتركهم يهزمونها؟” أبداً. يجب ان نتوحّد جميعنا خلف القاضية غادة عون ونشارك في الهستيريا، كل من موقعه.

منطقياً، إذا كانت نفس القوى، أي الحلف الأطلسي ناقص فرنسا، وكل العالم العربي والإسلامي ناقص سورية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، وكل القوى السياسية ناقص “حزب الله”، بمواجهة مع الحلف الثلاثي المتمثّل بالقاضية غادة عون والتيارالعوني وفيلق رامي عليق، فالنتيجة نيكولا بك ستكون نفسها، لكن من دون قصف، ما يعني أن القاضية عون قد تستلهم من الجنرال وتعلن أمام شعب لبنان العظيم “تستطيعون سحقي وهزيمتي ولا تستطيعون كفّ يدي عن كشف الفساد”.

ومنطقياً إذا كان شرف لبنان مرتبطاً بسلوك “ضابط واحد” في العام 1989، فيمكن الجزم أن ثمانين في المائة من الشعب اللبناني أو 70 بالمائة بلا شرف. وبلا “شئمة” كذلك. و”أوطى من بطن السقّاية”.

ومنطقياً أيضاً، يعتقد نيكولا أن القاضية عون خلخلت مسمار الفساد تماماً كما خلخل الجنرال مسمار حافظ الأسد.

أخ منك نيكولا. بدلاً من التنظير على تويتر، كان عليك التوجه إلى عوكر لمؤازرة القاضية عون، مع وحدة عونية متخصصة في تلغيم الأقفال، أو على الأقل تزويد القوى المهاجمة بقناني أوكسيجين ومناشير وبلطات وسكاكين مطبخ.

أتم نيكولا الرابعة والخمسين من العمر، وشغل في حياته مناصب سياسية وتدرّج إلى أن وصل إلى مرتبة متقدمة (نائب ولي عهد) واشتغل على “لوكه” وثقافته اليابانية ومع ذلك لم يزل يقارب الأمور الكبرى بسطحية وحماسة وولدنة. يحلم نيكولا بـ”السوبر وومن” ( نبيلة فوزي) تطير فوق المدن والقرى والجبال والتلال وتتدخل لإنقاذ المحاصرين من قوى الشر والرذيلة، إمرأة خارقة جاءت لتكمل مسيرة “سوبرمان” لبنان، ومعه، وفي خلال ولايتيه، لم نرَ يوماً جميلاً، وحياة مار نقولا.

Exit mobile version