على الرغم من الهدوء النسبي الذي شاهدناه خلال الأشهر الماضية علي الحلبة الجنوبية إلا أن الجانب الإسرائيلي يواصل استعداداته بالتخطيط للمعركة القادمة كما يعمل الجانب الأخر في قطاع غزة برباطة جأش وبأريحية لتلك اللحظة . المنظومة الأمنية الإسرائيلية أعدت خطة قتالية متطورة والذي من شأنها السماح بمهاجمة مئات الأهداف خلال وقت قصير وفي أن واحد.
كما يمكن رؤية توثيق حصري للهجمات المكثفة التي قام بها سلاح الجو الإسرائيلي ردا على أطلاق الصاروخ علي المصنع القريب من عسقلان خلال شهر نوفمبر.
مستوي دقة الهجمات كان تهدف الي أحداث الضرر بغرفة بحد ذاتها الموجودة بمنزل يوجد به الهدف المراد ويمكن مهاجمة مئات الأهداف خلال وقت قصير . هكذا يصف ضباط العمليات والأستخبارات بالقيادة الجنوبية خطة القتال الجديدة والمتقدمة التي سيستخدمها الجيش الإسرائيلي خلال معركته القادمة في قطاع غزة .
يبدو أنه في الوقت الذي يمر به الجنوب بفترة هدوء نسبي وحيث تشير التقديرات السنوية التي تقدمها شعبة الاستخبارات الي انخفاض بنسبة احتمالات وقوع مواجهة مع حماس إلا أن المعركة ما بين الحروب لا زالت مستمرة بقوة أكبر .
في الفيديو الذي ينشر هنا للمرة الأولي تظهر هجمة قام بها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة بتاريخ 22 نوفمبر من العام الماضي . حيث هاجمت مروحيات وطائرات عسكرية بتلك الآونة أهداف تابعة لحماس والتي كان من بينها مواقع تصنيع للصواريخ وأنفاق وموقع للتدريب خاص بالقوة البحرية . والذي جاء ردا علي أطلاق الصاروخ الذي أصاب أحد المصانع بالمنطقة الصناعية في عسقلان قبل يوم واحد والذي أحدث أضرارا في المصنع.
منذ ذلك الوقت عمل الجيش الإسرائيلي علي تطوير وتحديد بنك الأهداف أستعدادا للمواجهة القادمة وبالإضافة الي توقع ما يدور بخلد المنظمات الفلسطينية في قطاع غزة . تحدثنا مع مسؤولين كبار بالقيادة الجنوبية وبشعبة الاستخبارات.
وقال العقيد ر قائد مركز النيران بالقيادة الجنوبية: كمية الأهداف التي يمكن تحديدها بشكل سريع تم الحديث عنها وأيضا نوعية ودقة الأهداف تحسنت بشكل ملحوظ . نحن يمكننا تجميع الأهداف في خطة واحدة في مقابل هدف محدد. اليوم يوجد لدينا بنك أهداف لحدث محدد ومهاجمة المئات من الأهداف خلال وقت قصير جدا . وفي حالة أخري نعرف كيف أن نحدد علي الأرض كمية كبيرة من الأهداف وعلى مدي الوقت المطلوب.
سؤال: أنت ترغب بضرب العدو خلال وقت قصير وتحرمه من قدراتة الأمر الذي يجعلة يتوقف عن القتال
مركز النيران بالقيادة الجنوبية مسؤول عن تركيز البرامج التشغيلية خلال الطلب منه ذلك حال أندلاع مواجهة وأيضا أن يصبح الذراع التنفيذي الذي يعمل علي تنفيذ الهجمات في غزة . في الماضي كان يعمل بمركز النيران أربعة جنود نظاميين فقط والباقي كانوا من جنود الاحتياط الذي جاءوا حسب الحاجة وبعد إجراء تغييرات تنظيمية والتي بدأت بعام 2019 يوجد الأن في المركز 50 جندي ومن ضمنهم أفراد من الاستخبارات وسلاح الجو والمدفعية والشاباك بالإضافة الي جنود من سلاح البحرية .
اليوم يوجد لنا طائم متخصص ويركز على مركز ثقل العدو ويفصل العقيد ر أحد الطواقم يركز علي الجانب التحت أرضي ” الأنفاق” وطاقم أخر علي متابعة أطلاق القذائف . المنطق اليوم يقول أنك ترغب في ضرب العدو خلال وقت قصير والعمل على حرمانه من قدراته العسكرية الأمر الذي يرغمه علي وقف قتالة . في الماضي كان هذا الهدف لا ينظر اليه بجدية كبيرة ، اليوم الطاقم الذي يعمل معي قام بوضع خطة يمكنها حرمان العدو من قدراته ويمكنها من الحاق الضرر بكافة تسلسلاته التنظيمية العسكرية.
هكذا علي سبيل المثال عندما يرغبون في القيادة الجنوبية بألحاق الضرر بقدرات حماس في أطلاق الصواريخ سيكون لهم خطة واسعة تشمل العديد من الأهداف بالمنظومة الصاروخية وبطاريات الصواريخ . ولكن ليس هذا فقط . الخطة تسمح أيضا بتحييد قدرات تنسيق وتنظيم إطلاق تلك الصواريخ من خلال خلايا الأطلاق .
لكن القفزة النوعية في جهوزية الجيش الإسرائيلي لم تقف فقط عند مجال القوة البشرية ولكن خلال السنتين الأخيرتين تم تسجيل تقدم تكنولوجي وهذا مشابه لعملية تنزيل نسخة متقدمة بجهاز الأيفون . اليوم ضابط الاستخبارات وأنا وايضا القوة التي كانت تنفذ بالنهاية الهجمات نجلس على نفس المنظومة بدون الحاجة الي تبادل الأوراق فيما بيننا ، نحن نعمل ضمن برنامج قادر علي معرفة وتنفيذ المعلومة الواردة من بنك المعلومات بشكل أتوماتيكي تلك المنظومة يمكنه أختيار الأهداف الجيدة وفق المعاير والرؤى وبلورة خطة نيران نوعية . إذا ما تمت المقارنة بين القدرات التي كانت موجودة خلال معركة الجرف الصامد مع تلك الموجودة اليوم فأن المقارنة مشجعة للغاية .
أدت القدرة على تحليل البيانات الكبيرة ومعالجة البيانات بكميات كبيرة الي تحقيق قفزة نوعية بارزة . وهذا يؤدي الي تقدم ضخم بنوعية الأهداف وأيضا بكميتها.
أيضا يسمح الطاقم الموسع الذي يجلس اليوم في مركز النيران بإجراء عملية تنسيق للأحداث بشكل مباشر ، حيث يستطيع ضابط الاستخبارات أن يقول لي بالضبط أي هدف يمكن أو الواجب مهاجمته الأن وسلاح الجو من جانبه يمكن له من موائمة الذخيرة المناسبة والدقيقة لهذا الهدف الأمر الذي لا يتطلب القيام بعملية تحذير مسبق للمدنيين بوجوب إخلاء المبني . ، نحن اليوم نعرف متي يمكن تفعيل الحرب السيبرانية وبل الأنضمام الي خطة النيران التي تعتني بقضية الوعى القتالي ، على سبيل المثال يمكن فعل ذلك من خلال مهاجمة ورشة تصنيع قريبة من منطقة سكنية .
في هذه الأثناء أيضا في غزة يتعاملون مع الأحداث بعد مبالاة . التقديرات السنوية لشعبة الاستخبارات ” أمان” لشهر فبراير جاء فيها أنه على الرغم من أنتشار فيروس كورونا إلا أن حماس مستمرة في تعزيز قدراتها وبناء قوتها وبالإضافة الي إستمرارها في تهريب الأسلحة . غزة هي الحلبة الأكثر تعقيدا في العالم ولا توجد حلبة مماثلة لها . وقال العقيد ر بدون شك حماس تصاعد حجم قونها حيث سنشهد خلال المواجهة القادمة عملية إطلاق صواريخ بحجم أكبر . ولكن في أعتقادي أن العدو سيكتشف أنه يوجد لدينا القدرة على حرمانه وسلبة من مراكز القوة الموجودة لدية خلال وقت قصير. الخطط الموجودة الأن ليست كتلك الخطط التي أستمرت المعركة خلالها 50 يوم هي أقل بقليل.
الأهداف التي يتم استخدامها في نهاية المطاف لخطط النيران التي تدار منقبل القيادة الجنوبية يتم بلورتها وصياغتها في شعبة الاستخبارات .وقال العقيد ش رئيس فرع الأهداف بالحلبة الفلسطينية التابعة للواء الجنوبي . أن القدرة علي تحليل البيانات الكبيرة ومعالجة البيانات بكميات كبيرة حققت قفزة كبيرة . وقال هذه النتائج تقود الي حدوث تقدم هائل بنوعية الأهداف وكميتها .
وفق أسلوب ونهج العمل الجديد قرر الجيش الإسرائيلي قبل كل شيء ما هو حجم الجهود والقدرة التي يتوجب حرمان العدو منها وبعد ذلك يقوم محققي الأهداف العاملين بشعبة الاستخبارات بالبحث عن أهداف مناسبة . كل هدف يمر في مسارين أثنين ، هي تبدأ في مسار التحديد الأخضر وفي مرحلة الأقرار تنتقل الى مسار التنفيذ الأزرق.
عملية التجريم هي بالفعل أمر معتاد من قبل محققي” الباحثين” الأهداف وبمجرد الحصول على معلومة استخبارية بخصوص هدف معين يتوجب عليهم جمع وتحليل المعلومة عن الهدف من كافة المصادر الاستخبارية والوصول الي حالة يمكنهم من خلالها القول ما هو هذا الهدف وما هو مكانة الدقيق وذلك وفق معلومة مركزة ومؤكدة . وهذا يعني من حيث الدقة بأي غرفة موجود الهدف .
تشير التقديرات الي أن خطط النيران النوعية التي تم بناءها والتي جاءت وفق تركيز كبير للجهود ستحدث تغييرا كبيرا . نحن في منافسة مع العدو الذي طور من قدراته وبالطبع تتواجد قدراته بين التجمعات السكانية المدنية . اليوم عمل باحثي الأهداف داخل العديد من المباني هو عمل مختلف عن الماضي يشبه كثيرا للمقاتلين في الماضي . ملقي علي عاتقنا مسؤولية عظيمة وقبل تنفيذ أي هدف تمر العملية بطاقم من المصادقات والتصاريح الاستخبارية والعملياتية الشاملة . نحن نعمل جهدا كي لا يتضرر المدنيين الغير متورطين ولكن بالطبع لا يمكن اليوم الأمتناع عن ذلك بشكل كامل في ظل جهود العدو الرامية الي الاختباء خلف السكان .