يارا حرب -الديار
قزي والحجار لـ «الديار»: هذا رأينا بمواقف بكركي… مواقفها تهدف ضمان مصلحة لبنان
شكّلت دعوة البطريرك الماروني، مار بشارة بطرس الراعي، إلى «تدويل الأزمة» التي يعيشها لبنان، مادة جدل سياسي كان في غالبيته داخلياً، في حين لم يحظ خارجياً سوى باهتمام محدود أو بعدم اهتمام كلي.
وتتساءل بعض الدوائر المتابعة للشأن اللبناني في واشنطن، عمّا يعنيه «التدويل» الآن، رغم أن البعض يرى أن دعوة البطريرك قد لا تكون تتحرك من خارج سياق إقليمي، ويحاول مواكبته على أمل لفت الأنظار إلى ما يجري في لبنان.
لكن المعطيات تشير إلى أن الحراك المتوقع لن يكون خارج دائرة التفاوض والضغوط الجارية فصولها بين الولايات المتحدة وإيران ونتائجها.
وفي وزارة الدفاع الأميركية تم تعيين مارا كارمن مسؤولة عن ملف لبنان، وهي من مؤيدي تقديم الدعم للجيش اللبناني. كما تم تعيين دينا سترول مسؤولة عن الشرق الأوسط. ويرى باحثون متخصّصون في الشأن اللبناني بواشنطن، أنه من المبكر توقع صدور تعليقات رسمية من إدارة بايدن، وقد لا يصدر أي تعليق عنها بسبب هامشية الملف اللبناني، فضلاً عن «عدم واقعية الدعوة إلى التدويل».
يجب أن تتعامل إدارة بايدن مع لبنان بشكل منفصل، وتجنب رؤيته مجرد قطعة في رقعة الشطرنج الاستراتيجية الإقليمية. لكن للأسف في الوقت الحالي، لبنان بالكاد موجود على شاشة الرادار الأوسع في واشنطن، وهذه مشكلة لكل من أميركا ولبنان!
وينوه طوني بدران، كبير الباحثين في الشأن اللبناني بـ»مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات» المحسوبة على الجمهوريين، إن مطلب التدويل غير واقعي، خصوصاً أن أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله حذر من تداعياته ليس على الحزب وحده؛ بل على الطبقة السياسية اللبنانية كلها. ويضيف: «هذا ما تبدى مع تراجع كل القوى عن دعم هذه الدعوة؛ وحتى البطريرك نفسه بعدما زاره مدير عام الأمن العام عباس إبراهيم، علماً بأن الدعوة بحد ذاتها لا معنى لها وتجاوزها الزمن». ويتابع بدران: «طرح توسيع دور قوات الأمم المتحدة نحو الحدود السورية غير واقعي، ولا إرادة دولية لتنفيذه، فيما الحديث عن دور فرنسي يثير الحذر في ظل استعداد الرئيس ماكرون للشراكة مع (حزب الله)».
وفي حديث حصري لـ»الديار» أكّد الوزير السابق سجعان قزي تأييده لدعوة البطريرك الراعي وصرح بالقول: «اعتقد أن كل الطروحات التي قام بها البطريك قد حصلت على استجابة كبيرة من الشعب او لاً وهذه الاستجابة الشعبية اساسية وصحيح أن تأييد الشعب لا يعني الاستغناء عن تأييد القوى السياسية ولكنه اساسي لمعرفة مدى صحة او خطأ الطرح. والبطريرك ليس لديه اي مصلحة سوى المصلحة الوطنية من أجل لبنان لبناء هذا الوطن اما القوى السياسية فلديها مصالح اخرى مختلفة تماماً. وهناك نقاش كبير في البلد اليوم حول طروحات البطريرك والاعلام يغطي الطرح فما من جريدة او مجلة او برنامج الا والبطريرك في طليعة الصفحات و النقاشات والتحاليل لكل مواقفه».
اما بالنسبه للتأييد العربي والدولي فاجاب قزي منوهاً: «المجتمع العربي والدولي مؤيدان للتدويل وللقضية اللبنانية مثل القوات الدولية و مؤتمر باريس وcedre والمؤتمرات الاخرى، ولبنان حالة مدولة أساسًا، ولكن بين التدويل وعقد المؤتمر هناك مسافة يجب على البطريرك أن يجتازها من خلال دول صديقة تتبنى هذه الطروحات لعقد مؤتمر ، ومشروع البطريرك ليس مشروعًا مرشحًا أن يطبق بين ليلةٍ وضحاها بل يحتاج لعمل اشهر وربما سنة وسنوات!»
وأوضح قزي ل «الديار»: «البطريرك صفير طرح اخراج سوريا من لبنان عام 2000 ولكنهم خرجوا في ال 2005 والجبهة اللبنانية طرحت اخراج الفلسطينيين في ال75 فخرجوا في ال 82 .. فالطروحات المصيرية الكبيرة تحتاج للوقت ليتم تنفيذها ولكن هذه المرة يجب ان تاخذ الاجراءات وقت اقل لان الوضع لم يعد يحتمل التأجيل!» واضاف: «كما أن اعلان البابا فرنسيس أنه سيزور لبنان يعتبر أمراً مهماً جداً فلو لم يكن البابا يشعر ويعرف ان هناك امكانية لحل القضية اللبنانية لما اعلن عن مجيئه، ونحن ننتظر التطورات وكل مشروع يتم متابعته بدقة وجهد حتى النهاية ينجح وبالتالي المشروع الذي لا يتم متابعته لا ينجح حتى لو كان سهلاً».
وختم قزي حديثه قائلاً:»انا متفائل جداً لناحية مواقف البطريرك اجد ان هذه الطروحات هي الحل الوحيد فالحياد والمؤتمر الدولي هما الحل الوحيد لإعادة بناء لبنان، فكل الحلول الداخلية قد فشلت ونماذج الحوارات من ال 2006 باءت بالفشل وكل هيئات الحوار الداخلية لم تتوصل لاي نتيجة وبالتالي فان طروحات البطريرك هي الحل الوحيد اليوم».
في سياقٍ متصل، وباتصال مع النائب الدكتور محمد الحجار، اكد بدوره لـ «الديار» تأييده لطروحات البطريرك مار بشارة بطرس الراعي وقال: « البطريرك يتعامل دائمً بنوايا طيبة تكون ترجمتها عبر افعال ومبادرات لاخراج البلاد من الظروف الصعبة، وان دعوته اليوم لتحييد لبنان والمؤتمر الدولي هي الحل الوحيد لاننا وصلنا الي حيط مسدود في كل المبادرات والوضع مأساوي جداً. وقد قام بمبادرة باتجاه رئيس الجمهورية وحول موضوع الثلث المعطل لكنه لم يلق جوابًا ولحد اليوم لا استجابه من الرئيس. ونحن سبق ووافقنا على تحييد لبنان باعلان بعبدا في السابق واليوم نوافق طبعاً على طرح البطريرك ونوافق على الدعوة لمؤتمر دولي، فلبنان كانت تعقد مؤتمرات دولية للوقوف الى جانبه اما عربية دولية او دولية لمساعدة لبنان. ونحن اليوم نرحب بهذا المؤتمر وباي مساع دولية ولكن لنجاح أي شيء خارجي و اي مساعدة خارجية يجب ان يكون عليها توافق داخلي لا اعتبار البيان وكأنه اعلان حرب!»