يصف الخبير العسكري العميد المتقاعد خالد حمادة الهجوم الصاروخي الإيراني على السفينة “هايبريون راي” الإسرائيلية بأنّه “هجوم حفظ ماء الوجه” بعدما ضربت إسرائيل منشأة نطنز النووية في إيران. ويستبعد أن تذهب إيران إلى حرب مفتوحة ضدّ إسرائيل.
ويرى العميد حمادة، في تصريح لـ”أساس”، أنّ المؤشّرات كلّها حالياً، من الجانبين الإسرائيلي والإيراني، تؤدّي إلى استبعاد الحرب العسكرية المباشرة بين الطرفين حالياً. ويعيد ذلك إلى سببين:
أوّلاً: الحرب مع إيران هو قرار لا بدّ من موافقة واشنطن عليه، ويبدو أنّ واشنطن ليست مقتنعة بالذهاب إلى صدام عسكريّ مع إيران.
ثانياً: إيران تسعى إلى الاتفاق على صعيد الملف النووي، وهي ليست بوارد الذهاب إلى التصعيد العسكري. وعلى الرغم من كلّ المناورات، تدرك إيران تماماً أنّها بحاجة إلى غطاء دولي لأنشطتها النووية، أي إلى قانون أو اتفاق.
يرى العميد حمادة، في تصريح لـ”أساس”، أنّ المؤشّرات كلّها حالياً، من الجانبين الإسرائيلي والإيراني، تؤدّي إلى استبعاد الحرب العسكرية المباشرة بين الطرفين حالياً
وأضاف: “لن أتكلّم عن حرب السفن، لكن تبيّن ممّا جرى في نطنز، وفقاً لِما نُشر، أنّ 150 كيلو من المتفجّرات أُدخلت إلى هذه المنشأة، التي يقال إنّها دُفنت على عمق 50 متراً تحت سطح الأرض، ثمّ فُجِّرت. وظهر في الصحافة الإيرانية تبادل للاتّهامات، وقال أحد المسؤولين بالبرلمان الإيراني إنّ “العملاء يسرحون ويمرحون في إيران”. وهذا يكشف أنّ إيران في مأزق كبير.
وتابع حمادة: لم يكن الردّ الإيراني بمستوى الهجوم الإسرائيلي، وما كان إلّا محاولة لحفظ ماء الوجه. من جهتها، عادت الولايات المتحدة خطوة إلى الوراء، وهي تمارس نوعاً من الخبث اتجاه إيران واتجاه هذا الاتفاق، ولا يمكن أن يؤخذ بالكلام الإعلامي، فواشنطن تسعى وراء الاتفاق.
وختم العميد حمادة: ما يحصل يشير إلى أنّ الإدارة الأميركية تنظر إلى مشهد الشرق الأوسط نظرةً شاملةً، فلا تعالجه قطعاً منفصلة، وهنا تكون نقطة الالتقاء مع الدبلوماسية العربية والموقف الإسرائيلي.
الردّ الإيراني
وأعلنت القناة 12 الإسرائيلية أنّ الهجوم على السفينة الإسرائيلية لم يسفر عن خسائر بشرية. وكشفت أنّ صاروخاً إيرانياً استهدف سفينة “هايبريون راي” التجارية، المملوكة لشركة إسرائيلية والمخصّصة لنقل السيارات، في بحر العرب، مسبّباً لها أضراراً طفيفة. وكانت السفينة ترفع علم “الباهاماس”، وقد واصلت رحلتها على الرغم من استهدافها بصاروخ.
لم يكن الردّ الإيراني بمستوى الهجوم الإسرائيلي، وما كان إلّا محاولة لحفظ ماء الوجه. من جهتها، عادت الولايات المتحدة خطوة إلى الوراء، وهي تمارس نوعاً من الخبث اتجاه إيران واتجاه هذا الاتفاق
وسارعت إسرائيل إلى إعلان حالة تأهّب قصوى لمواجهة التهديدات الإيرانية. وأفادت مصادر إسرائيلية أنّ حالة التأهّب شملت سلاح البحرية الإسرائيلي، بما في ذلك الغواصات. وأفادت دوائر أمنية إسرائيلية أنّ استهداف السفينة هو بداية لهجمات إيرانية، وأنّ إسرائيل تخشى من إطلاق صواريخ إيرانية من سورية أو من سفن أو مسيّرات مفخّخة. وقالت مصادر أمنيّة إسرائيلية: نستعدّ لردّ إيراني بعد الهجوم على منشأة نطنز النووية في إيران. ونقلت “القناة 12” عن مسؤولين لم تذكر أسماءهم اتّهامهم إيران بالمسؤولية عن الهجوم.
يأتي هذا الهجوم بعد يومين من عملية تخريب استهدفت منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم في إيران، اتّهمت طهران تل أبيب بالوقوف خلفها.
وتدور “حرب سفن” بين إيران وإسرائيل، إذ استهدف كوماندوس إسرائيلي سفينة إيرانية تابعة للحرس الثوري قبالة الشاطئ الغربي لليمن، فيما شنّت إيران هجمات على سفن تجارية عدّة.