بعدما تحول المحتوى إلى سلعة..هل بقي الإعلام ذو هدف سامي؟
–ملاك دوريش
–وكالة نيوز
عندما نقول مصطلح صناعة، نكون قد دخلنا الى بوابة عالم المال، وفي الصحافة والإعلام خصيصاً نكون امام تقديم محتوى يبتغي الرّبح. فقد أصبح الإستثمار من أهم ركائز الوسائل الإعلاميّة، لأنه مغري من جميع النواحي بحسب الأهداف (الايديولوجية / فكر معيّن)، التي تضعها المؤسسة بغية تحقيق عائدات مادية. فهل بات الإعلام نشاط إقتصادي يمتلك هيكلية اقتصادية؟! تحكمه عدة تساؤلات، تبدأ من ما الذي ينتج؟ كيف ينتج؟ ولمن ينتج؟ ومن المستفيد من المنتج ذاته ومن عائداته وأرباحه؟
مختلف الانشطة التي تعمل لتصميم وتطوير المنتج في المؤسسة تصب في مصطلح إدارة الجودة، إذا هناك اطار اقتصادي كلي ومؤسسي لاقتصاديات الإعلام، مكون من الجوانب الوظيفية المختلفة للعمليات في المؤسسة، بدءا من دراسة الإنتاج، التوزيع ويقوم بهذه المهمة القائم بالإتصال اي المؤسسة الإعلامية، والاستهلاك، أي الجمهور الذي يلعب دور في الاستثمار، مثلاً:في شهر رمضان تزداد الإعلانات بما يتناسب مع جمهور كل وسيلة اعلامية، ولكل سلعة أو منتج مجموعة خصوصيات، وخصوصيات المؤسسات الإعلامية، تتمحور حول رأسمال، قوالب ثقافية، إيديولوجية وفكر موجه، قانون عرض وطلب، تنافس إقتصادي (ميزانية) أي خضوع المنتج الإعلامي لاستثمار رؤوس الاموال وإبداع رأس المال، الذي جعل بين الإعلام والاقتصاد علاقة متكاملة، ذلك لأن الميديا بحاجة لتمويل. فباتت قيمة المنتج الإعلامي اكبر للمجتمع من قيمته السوقية وهذا ما وصفه الاقتصاديون بتحول الاقتصاد الى اقتصاد معلوماتي، تمثل فيه المعلومات مدخلاً مهماً في مختلف العمليات والمنتجات. ومثال على ذلك: بتنا نرى ان الابتكار في صناعة الإعلام بات محركاً فاعلاً في الاقتصاد، فصار الوصول الى المعلومات حتمياً امراً سهلاً، ادى ذلك الى إرتفاع الطلب على منتجات المعلومات المتنوعة في العقود الاخيرة.
كل هذا مبني على التسويق (التسويق الإعلامي)، بما فيه تسويق الافكار والاراء والقضايا عبر تسويق المنتج الإعلامي اي الرسالة، السوق يعني الجمهور والبيئة وآليات التسويق أي السعر، الكلام.. فالتسويق يهتم بتلبية حاجات الأفراد، ضمن هيكل تنظيمي تقوم ببنائه الإدارة لتسهيل التعامل داخل وخارج المؤسسة ومحاكاة كافة الاقسام في المؤسسة. فالإدارة الجيدة يأتي في قبالها استثمار جيد، لنها تعي ان الاقتصاد الجديد قائم على الزبون وعلى العامل الاقتصادي وكيفية تحريك المحتوى لإقناع الزبون، هذا التأثير كان وليد السلطة التي يمتلكها الاعلام بقدرته على التغيير بسلوكيات وآراء الافراد.
أخيراً، ان الاعلام هو نشاط اقتصادي ويمتلك هيكلية اقتصادية تعتبر من عناصر القوة التي تحرك كل وسيلة اعلامية بدءا من القطب الاجتماعي والقطب الاقتصادي وصولا الى القطب التقني. لأنه من المهم ان تعرف كل مؤسسة إعلامية سمات جمهورها وعناصره وطريقة القالب التي تعرض فيه البرنامج، لتكون فكرة الاعلان مرتبطة بمفهوم البرنامج، وذلك لجذب المعلنين أيضاً، فنمط الاعلانات تحدد الاقطاب الاقتصادية للوسيلة الإعلامية.