الكشف عن كواليس الخلاف بين الملك عبدالله وشقيقه الأمير حمزة
عربي بوست
كشفت رويترز، نقلاً عن 10 مسؤولين، الجمعة 9 نيسان 2021، تفاصيل جديدة في ملف قضية الانقلاب المزعوم للأمير حمزة، قالت فيها إن قوات الأمن الأردنية كانت تتابع كل خطوة من خطوات الأمير حمزة وتبلغ الملك بأنشطته، في وقت كان يتصاعد فيه السخط العام بسبب البطالة والفقر اللذين وصلا لمستويات قياسية.
وأضافت المصادر أنه على الرغم من أن الأمير حمزة نادراً ما يعبّر عن رأيه علناً، فقد رأى القصر في تحركاته محاولة لتقويض الملك عبدالله وصورة الأمير الحسين المتنامية التي تظهره حاملاً للواء تكافؤ الفرص للشباب.
ثلاثة مسؤولين بالديوان كشفوا لوكالة رويترز أن تحركات الأمير حمزة انتهكت القواعد التي تتطلب من أي فرد من أفراد العائلة إبلاغ القصر بزيارات الأماكن العامة، فيما قال مسؤول أمني أردني، رفض الكشف عن اسمه، إن مهمة الأجهزة الأمنية هي حماية سلامة البلاد.
ورغم أن الملك عبدالله والأمير حمزة أعلنا انتهاء الخلاف قبل أيام، كشفت الأحداث التي وقعت في مطلع الأسبوع عن صدوع داخل العائلة المالكة التي تشكل صمام الأمان لحماية الأردن من اضطرابات كتلك التي عصفت بسوريا والعراق.
وفيما أعرب بعض الخبراء عن قلقهم من أن يندلع الخلاف مجدداً، نظراً للمشاكل الأساسية في الأردن، مثل الفقر والبطالة وتزايد وفيات كوفيد-19 التي قالوا إنها ساهمت في ظهور أوجه التوتر على السطح.
وقال جواد العناني الذي شغل منصب آخر رئيس للديوان الملكي في عهد الملك الراحل الحسين بن طلال: “الخصومة العائلية انتهت، لكن يتعين علينا معالجة القضايا التي أدت إليها مثل البطالة وإدارة كوفيد-19 والفقر”، مضيفاً “هذه أسباب… الاحتقان الذي يدفع الناس لخلق أوثانها”.
وأنشطة الأمير حمزة لطالما كانت مصدر قلق للملك قبل وقت طويل من وصول الأحداث إلى ذروتها الشهر الماضي، وفقاً لبعض السياسيين البارزين.
إوأقام الأمير حمزة، نجل الملك الراحل الحسين والملكة نور، علاقات وثيقة مع بعض أفراد العشائر الأردنية التي تهيمن على قوات الأمن وتشكل حجر الأساس لدعم النظام الملكي الهاشمي في المملكة، وكثف هذا العام رحلاته إلى المناطق الريفية والعشائرية للقاء شيوخ عشائر ساخطين شكلوا حركة معارضة فضفاضة تسمى الحراك، وكثير من أعضاء هذه الحركة متقاعدون من الجيش وأجهزة الأمن.
وعلى مدى العشرين عاماً الماضية، اكتسب الأمير حمزة التأييد من خلال محاكاة طريقة والده في الكلام وصوته وسلوكه وحتى ملابسه، وقالت مصادر من العشائر إن الأمير الدمث الذي تلقى تعليمه في الغرب حرص على تعلم لهجات كل عشيرة، ومع ما بدا من تزايد شعبيته، شعرت السلطات أن الوقت حان للتدخل.
فيما قال أحد الشخصيات السياسية البارزة: “لم يترك لنا أي خيار”.
وشهدت الأيام الأخيرة حالة من القلق والبلبلة في الأردن، حيث تم وضع الأمير حمزة فعلياً قيد الإقامة الجبرية، بعد أن اتهمته الحكومة بتقويض الأمن القومي والتواصل مع جهات خارجية لتهديد استقرار البلد.
وفي بيان مصور نُشر بعد أن حبس مسؤولون أمنيون الأمير حمزة في منزله وبثته هيئة الإذاعة البريطانية، نفى من جهته أي مخالفة أو صلة له بمصالح أجنبية. كما انتقد بشدةٍ حكومة أخيه غير الشقيق، قائلاً إن الأردن غارق في الفساد والمحسوبية وسوء الحكم.
وقال الملك عبدالله، في أول تصريحات علنية له حول الوضع، إن “الفتنة جاءت من داخل وخارج منزلنا”، مضيفاً: “لا شيء يقارَن بصدمتي وألمي وغضبي كأخ ورب الأسرة الهاشمية”.
واتهم مسؤولون حكوميون الأمير بالتواصل مع شخصيات معارضة في الداخل والخارج، وزعموا أنه يريد إثارة السخط؛ في محاولة للوصول إلى السلطة.
وقالت الحكومة إن ما لا يقل عن 18 آخرين -اعتُقلوا فيما يتعلق بما وصفته الحكومة بأنه مؤامرة لتقويض استقرار الأردن، وضمن ذلك رئيس الديوان الملكي السابق وابن عم العائلة المالكة- يمكن أن يواجهوا المحاكمة.
وقد سارع جيران وحلفاء الأردن إلى الوقوف خلف الملك عبدالله، الذي أثبت أنه شريك لا غنى عنه للولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، وإسرائيل التي وقّعت مع الأردن معاهدة سلام.