على غير العادة تحول المطبعون من منظر مستفز مثير للقرف والغثيان الى منظر مليء بالتفاهة والسخافة واستدرار الانتباه .. وصارت الفيدوهات التي يجهدون انفسهم ويبالغون في ان تبلغ الحد الاقصى من الاستفزاز والوقاحة تقدم رسالة أخرى وهي ان المبعين يقدمون هذه المشاهد للفت الانتباه عبر الايغال في اهانة مشاعر الناس وتحدي الناموس البيعي للجمهور .. ولكن في بعض الحالات وصل الامر الى حد ان الشخصيات التي تزج بنفسها في الصور كأنها تقدم دعاية لمنتج تجاري جديد لايتم تسويقه ولايجذب الجمهور ولا يحرض الرغبة في شراء المنتج او يثير الرغبة في التعرف اليه .. وتحول المبعون الى مجموعة من الدمى التي تتحرك بل ان طريقة تصويرها تنم عن احتقار الذات في أعلى درجاته ..
ان عملية الالتصاق والدمج بين المطبعين والمبالغة الشديدة في اظهار الحب والود بين المطبعين تحتاج منهم الى ان يظهروا لنا الميل في المكحلة حتى نصدق ان الحب حقيقي وان المودة خالصة وأن عقد النكاح قد تم تنفيذه بحدوث النكاح على الشاشات ..
تفاهة المطبعين ستبدو فاقعة جدا اذا وضعت الى جانب اعترافات هذا الكاتب اليهودي الذي هو ابن لجنرال اسرائيلي شارك في حروب اسرائيل .. لكن الابن الذي لاتزال صورة امه اليهودية التي لم تقبل بما فعله اليهود تذكره بشعور العار والخزي عندما وجدت ان الاسرائيليين طردوا العرب وسرقوا بيوتهم وارضهم ..
هذه مذكرات من قلب الاجتماعات التي كانت حول تقسيم فلسطين وحول قرار الحرب ضد مصر رغم ان الجنرالات كانوا يعلمون ان مصر لاتريد مهاجمتهم وغير مستعدة وأن احتلال الجولان تم بسبب الرغبة في الاستيلاء على مياه طبرية وليس لأن اسرائيل في خطر .. لاأظن ان أحدا من المطبعبن له جرأة الاستماع الى اعترافات مايكو بليد ابن الجنرال .. واذا استمعوا فان ليس لديهم الجرأة الاخلاقية للشعور باحتقار الذات .. بل ولايملكون حتى المشاعر الانسانية التي تفهم آلام الآخرين وتأنيب الضمير .. فهم عبارة عن دمى وعرائس .. ودببة سمراء .. فكيف سيفهم الدب الأسمر ان رائحته كريهة وأن منظره مقزز .. وانه سيبقى دبا حتى وان احتضنه مروضو السيرك ..
المجتمع الصهيوني يحاول ان يقنع نفسه انه طبيعي وهو يعانق الدببة … ولكن الشعور بأن ماحدث في فلسطين كان سرقة وجريمة سيبقى ينخر في أعماق الاسرائيلي مهما عانقته الدببة .. فالدببة لاتعي شعورا بالنبل اذا عانقناها .. وهذا الشعور بالاثم لاتشفيه معانقة الدببة .. وسيجعل الاسرائيلي شرسا مع نفسه ومع الاخرين .. وسيجعله ينتحر وهو يندفع في عدوانيته في الشرق ..
المصدر: نارام سرجون