في مفاجأة جديدة كشف السياسي الكويتي البارز وعضو مجلس الأمة السابق ناصر الدويلة، الذي غادر بلاده إلى تركيا قبل أيام بعد التضييق الأمني ضده، عن تفاصيل وساطة قام بها بين حركة حماس والسعودية.
وفي سلسلة تغريدات عبر حسابه بتويتر سرد الدويلة تفاصيل وساطة قام بها بين السعودية وحركة حماس، في بداية عهد الملك سلمان بن عبد العزيز
وقال إنه “عندما تولى الملك سلمان الحكم قمت بوساطة بين الحكومة السعودية عبر أحد المستشارين فيها وبين حركة حماس ونجحت وساطتي في عقد اجتماع غير معلن في الدوحة وذلك بين ممثل الحكومة الذي أخذته بسيارتي من فندقه للقاء خالد مشعل واستمر الاجتماع عشر ساعات اتفقوا فيه على عدة نقاط سيتابعها الدكتور محمد الخضري”.
وتابع النائب الكويتي السابق أن “الخضري كان استشاري جراحة الأنف والأذن والحنجرة وهو سفير حماس في السعودية وهو حلقة الاتصال الرسمية مع الحكومة السعودية، ولم أكن أعرف ذلك إلا من خلال اجتماع خالد مشعل مع المندوب السعودي وقد اتفقوا على إطلاق سراح عدد من معتقلي حماس في المملكة، وعودة العلاقات مع حماس تدريجيا”.
وأضاف: “كان لقاء ممثل الحكومة السعودية مع خالد مشعل جديا وشفافا وكان ممثل الحكومة السعودية رجل دولة من طراز فريد استطاع أن يمتص عتب خالد مشعل بدفء حديثه، ولطف كلامه وحسن أدبه حتى ذاب الجليد بسرعة، وبدأوا بوضع الترتيب الزمني لعودة العلاقات عبر الاتصال المباشر مع سفير حماس الدكتور الخضري”.
وتابع عن مشاركة مشعل وهنية باحتفال للسفارة السعودية بالدوحة: “هذا الخبر كان نتيجة الوساطة التي قمت بها بين الحكومة السعودية وبين حماس، وعلمت فيها أن الخضري فرج الله كربه سفير لحماس في جدة، وأنه حلقة وصل بين حماس والحكومة السعودية”.
وأردف ناصر الدويلة قائلا: “لم تكن مطالب حماس كبيرة كان كل هم خالد مشعل أن تطلق السعودية سراح معتقلي حماس في سجونها، خاصة أنهم لم يقوموا بأي نشاط معاد للمملكة ولم تكن عند المبعوث السعودي أية تحفظات على حماس سوى اختلافهم مع أبو مازن وكان الجانبان حريصين على عودة العلاقات والتواصل عبر سفير حماس الخضري”.
واستطرد ناصر الدويلة: “لم تتطور العلاقة السعودية مع حماس كما كان مقررا وأعتقد أن اجتماعا آخر عقد دون حضوري لا يختلف عن دفء الاجتماع الأول الذي حضرته وتمت دعوة حماس لحضور حفل السفارة السعودية بالدوحة، وأعتقد سمح لبعض قادة حماس بأخذ عمرة لكن احتجاج الإمارات كما سمعت عطل المصالحة بعد أن وجهت الدعوة لها”.
وختم ناصر الدويلة تغريداته بالقول: “لشدة ما آلمني خبر اعتقال ممثل حماس في جدة لدى الحكومة السعودية وهو رجل عمره ثمانون عاما ومصاب بالسرطان”
“واعتقل هو وبعض أفراد أسرته والرسل لا يؤذون ولا يعتقلون، وأناشد خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الإفراج عن ممثل حماس الرسمي ولا يزيد العفو صاحبه إلا عزا”.
محمد الخضري ممثل حماس يصارع الموت في سجون السعودية
ويشار إلى أنه أواخر مارس الماضي كشف حساب “معتقلي الرأي” السعودي عن تراجع خطير في الوضع الصحي للدكتور محمد الخضري القيادي في حركة حماس، والمعتقل لدى سلطات ابن سلمان هو ونجله هاني.
وقال حساب “معتقلي الرأي” في تغريدات حينها بأن الدكتور الخضري قد دخل مرحلة الخطر الحقيقي بعد أن انتشر مرض السرطان في جسده إلى درجة لم يعد جسمه يتجاوب مع أي علاج، بما يستدعي إخراجه من السجن بشكل فوري لعرضه على الأطباء.
وأكمل الحساب في تغريدة ثانية بأن “منظمة العفو الدولية تجدد المطالبة بالإفراج الفوري عن د محمد_الخضري (ممثل حمـاس في المملكة) وذلك على إثر استمرار تدهور وضعه الصحي، خاصة فقدانه الحركة جزئياً بإحدى يديه، وفقدانه لعدد من أسنانه نتيجة الإهمال الطبي المتعمد في السجن”.
وقال تقرير “أمنستي” إنه في وقت سابق من العام الجاري 2021، فقد الدكتور محمد الخضري القدرة على تحريك يده اليمنى، وبعض أسنانه وهو الآن يعتمد على نجله المحتجز معه من أجل إطعامه ومساعدته في السجن.
وفي شهر تشرين الثاني من العام المنصرم 2020، تم نقل الدكتور الخضري ونجله هاني إلى أبها وهي منشأة تفتقر إلى الأخصائيين الطبيين والرعاية الصحية السليمة التي تحتاجها حالته الصحية.
وتوجهت منظمة العفو الدولية بالخطاب إلى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز داعية إياه إلى ضمان إسقاط التهم التي لا أساس لها من الصحة ضد الدكتور محمد الخضري والدكتور هاني الخضري وأكدت المنظمة على ضرورة إطلاق سراح الأب ونجله.
كما شددت المنظمة على ضرورة نقل الدكتور محمد الخضري بشكل عاجل إلى المستشفى حيث يكون قادرًا على تلقي الرعاية الطبية المتخصصة العاجلة التي يحتاجها، قبل استكمال إجراءات الإفراج عنه.
ومن جهتها أعلنت حركة حماس في وقت سابق عن اعتقال السلطات السعودية لممثلها في المملكة محمد صالح الخضري، وذلك منذ شهور عديدة وسط حالة تكتم حول الظروف وملابسات الاعتقال.
وقالت الحركة إن اعتقال الخضري جاء في سياق حملة شملت العديد من المقيمين الفلسطينيين في السعودية حيث لم يشفع للرجل عمره البالغ 81 عاماً ولا وضعه الصحي.
وتابعت الحركة بأن الخضري يعاني من مرض عضال، وهو ذو مكانة علمية باعتباره أحد أبرز الأطباء الاستشاريين في مجال الأنف والأذن والحنجرة.
وأضافت الحركة في حديثها حول الخضري: “التزمنا الصمت على مدى خمسة شهور لإفساح المجال أمام الدبلوماسية ومساعي الوسطاء لكنها لم تسفر عن أي نتائج”.
واستهجن البيان قيام جهاز مباحث أمن الدولة السعودي، باعتقال الخضري المقيم في جدة منذ ثلاثة عقود، حيث كان مسؤولا عن إدارة علاقة حماس مع المملكة، كما تقلد مواقع قيادية عليا في الحركة.
وأضافت حماس أنه تم اعتقال نجل الخضري الأكبر من دون أي مبرر ضمن حملة شملت العديد من الفلسطينيين المقيمين في المملكة وطالبت السلطات السعودية بإطلاق سراح الخضري ونجله وجميع المعتقلين الفلسطينيين في سجونها.
ومحمد الخضري بحسب ما قاله شقيقه عبد الماجد (70 عاما)، لوكالة “الأناضول“، من مواليد 1938، تخرج من جامعة القاهرة من كلية الطب عام 1962.
عاد بعد التخرج إلى قطاع غزة، وعمل في مستشفى الشفاء الطبي، لمدة 9 شهور قبل أن يغادرها إلى الكويت.
فور وصوله للكويت، عمل “الخضري”، وفق شقيقه، في شركة طبية خاصة، ومن ثم التحق في الجيش الكويتي ليعمل فيه كطبيب وبعد فترة، حصل على درجة “الزمالة” من جامعة “إدنبرة” البريطانية، في تخصص أنف وأذن وحنجرة.
واصل الخضري، بعد ذلك، عمله في الجيش الكويتي، كرئيس قسم “أنف وأذن وحنجرة”، وذلك في المستشفى العسكري بالكويت.
وبعد أن غادر الفلسطينيون الكويت عام 1990 (بفعل تداعيات الغزو العراقي)، انتقل الخضري، بحسب شقيقه، إلى عمان.
ويضيف شقيقه:” عام 1992، انتقل الخضري للإقامة في المملكة العربية السعودية، وعمل آنذاك ممثلا لحركة “حماس”، بشكل علني ورسمي وبعلم السلطات السعودية
لكنه، غادر هذا المنصب منذ نحو 10 سنوات، بحسب الخضري.
واعتبر “عبد الماجد الخضري”، منصب شقيقه، بمثابة السفير، الذي “يجب أن يكون له احترامه في الدولة التي يقيم فيها”.
وقال إن الخضري “شارك في المقابلة التي جمعت بين الملك الراحل، عبد الله بن عبد العزيز، وزعيم الحركة آنذاك أحمد ياسين، عام 1998.
وخلال فترة تمثيله لحركة “حماس”، قال الخضري إن شقيقه كان، وبعلم من السلطات السعودية، يجمع التبرعات للفلسطينيين كما أنه لم يكن يعمل بالخفاء.
وتابع:” من واجبه نقل صورة المعاناة لأهل السعودية وبالتالي كانوا يقوموا بجمع تبرعات لفلسطين وبعلم الحكومة”.
واعتقل الخضري فجر الرابع من أبريل/ نيسان 2019، في مدينة جدّة، على يد جهاز مباحث “أمن الدولة” السعودي.
وأبلغ “أمن الدولة” السعودي، الخضري آنذاك، أن الجهاز يريده في قضية صغيرة لفترة زمنية قصيرة، وسيتم إعادته إلى منزله لكن القيادي الثمانيني المُصاب بمرض السرطان، ما زال قيد الاعتقال.
كما اعتقل الجهاز ذاته، في وقت لاحق من ذلك اليوم، نجل الخضري الأكبر “هاني”، المهندس المحاضر في جامعة “أم القرى” بمكة.
الخضري ونجله، لم يكونا الوحيديْن اللذيْن تم اعتقالهما بدون توجيه تهمة، إذ قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان “مقره جنيف” إن السعودية تخفي قسريا 60 فلسطينيا.
المصدر: متابعات