أسبوع سياسي حافل فهل يُتوّج بحكومة؟
باسكال أبو نادر – خاص النشرة
أكثر من خمسة أشهر مرّت على تكليف سعد الحريري لتأليف الحكومة العتيدة، وهو يحتفظ بجيبه بمفتاح التكليف دون أن يلجأ الى التأليف، ولا أحد يعلم ماذا ينتظر هذا الرجل للمبادرة الى تشكيل حكومة في بلد يموت شعبه كلّ يوم تحت وطأة الإنهيار الكبير للعملة والارتفاع الجنوني في الاسعار وفي وقت تشتعل المنطقة برمّتها…
ما بين الحريري ورئيس الجمهورية ميشال عون قصّة أخرى، فالأوّل يتّهم الثاني و”التيار الوطني الحر” بأنّهما يريدان الثلث المعطّل فيما عون يؤكّد عدم سعيه الى ذلك، بل فقط يريد منه أن يحترم الدستور في تأليف الحكومة وأن يدرك أن الرئيس شريك في عملية التأليف.
مبادرة بري جدية
في ظلّ هذا المشهد برزت مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري التي رفعت عدد الوزراء من 18 وزيرا الى 24 على قاعدة (8+8+8) وقد تكون باباً للحلّ الحكومي إذا وافق جميع الاطراف على صيغة موحّدة، إضافة الى حراك لافت هذا الاسبوع إذ ينتقل الحريري الى الفاتيكان وقد يحصل لقاء بين رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون كما وهناك مفاوضات فيينا حول الاتفاق النووي…
“حتى الان لم يوافق الحريري رسمياً وبشكل نهائي على مبادرة برّي (اي 24 وزيرا) لأنّ دونها عقبات”. هذا ما يؤكده الكاتب والمحلل السياسي علي حمادة، مشيرا عبر “النشرة” الى أنّه “وفي حال كان الاحتساب على قاعدة (8+8+8) فهو غير صحيح وغير مفيد لأنه سيكون للحريري 8 وزراء بينما هناك 16 وزيراً للقوى الاخرى أيّ 8 آذار لأن حركة أمل لا تدعم الرئيس عون لكنها ليست في صفّ الحريري”، مؤكّدا أنّ في مبادرة بري لم يتم البحث في التفاصيل، والحريري لم يعلن موافقته وسينظر الى المقاربة، أما عون فلم يعلن موافقته ويطلب المبادرة مكتوبة”.
حراك دولي في لبنان؟!
من جهته يؤكد الكاتب والمحلل السياسي داوود الرمال لـ”النشرة” أن “مبادرة بري جدية بعد تعديلها من 18 وزيرا الى 24 وزيرا نتيجة جهود من حزب الله والنائب السابق وليد جنبلاط وموافقة الرئيس عون على صيغة (8+8+8)”، مشددا على أن “الحريري لم يعطِ موافقته على المبادرة بعد”.
يشير الرمال الى أن هذا الاسبوع مليء بالاحداث ومنها زيارة الحريري الى الفاتيكان وقد يكون هناك زيارة لباسيل الى فرنسا وزيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري الى لبنان، ولكن ورغم ذلك لن نشهد بداية حلحلة حكوميّة قبل الاسبوع المقبل إذا كانت الاجواء إيجابيّة، لافتا في نفس الوقت الى أنّ “الحريري سيتوجه الى الفاتيكان للقاء أمين سرّ حاضرة الفاتيكان بيترو باروليني وهذا الموعد كان طلبه سابقا وحدّد له هذا الأسبوع، والشكوى على رئيس الجمهورية وباسيل هي التي ستأخذ الحريري الى هناك حيث سيحمّلهما مسؤوليّة عرقلة تأليف الحكومة، معتبرا أيضا ان الفاتيكان لن يكون فقط مستمعا اليه، خصوصا وأنه مطّلع على كل الملفّات وربّما قد يُسمع الحريري ما لا يعجبه أيضاً”.
أما علي حمادة فيشدد على أن “علاقة رئيس الحكومة المكلّف بالفاتيكان جيّدة وهي تأتي على خلفيّة العلاقة الممتازة بين البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بالحريري”، مؤكدا عدم وجود معلومات عن مضمون هذه الزيارة.
زيارة باسيل لفرنسا
وعن زيارة باسيل للعاصمة الفرنسية واحتمال لقائه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والكلام عن امكانية جمعه للحريري وباسيل هناك، فيؤكد حمادة أنه وبحسب معرفته بالحريري لن يقبل بالذهاب للقاء باسيل أولا لأنه يعتبر أن الندّ له هو رئيس الجمهورية وليس باسيل وثانياً لو أراد لقاء رئيس التيار الوطني الحر لالتقاه في بيروت، مؤكدا في الختام أن “رئيس الحكومة المكلّف لن يقبل باللقاء حتى ولو كان بطلب من ماكرون شخصياً”.
بدوره داوود الرمال يشدد على أن كلّ الأوساط تؤكد أن لا تحديد لموعد للقاء بين باسيل وماكرون في فرنسا بإنتظار ما ستحمله الساعات المقبلة، معتبرا أيضاً أنه “وبمجرد حصول اللقاء في فرنسا يعتبر أن باسيل سجّل نقطة إيجابيّة”، مشيرا الى أن “ما يقال عن أن ماكرون لن يقبل بلقاء باسيل الا اذا حصل منه على تنازل في الملفّات هو غير صحيح لأن باسيل أعطى الفرنسيين كلّ التسهيلات وصولا الى تأكيده على عدم تشبّثه بالثلث المعطّل لكن القرار اليوم في الموافقة على مبادرة برّي أنّها بيد الحريري”.
إذا، أسبوع حاسم ينتظر اللبنانيين فهل نشهد بعده بداية حلحلة في الملف الحكومي؟ وحدها الأيام والمواقف ستظهر ذلك!.