علي منتش-لبنان24
حتى اللحظة تمكن الرئيس سعد الحريري من تجنب الاحراج السياسي والهروب من اي تسوية قد لا ترضي المملكة العربية السعودية، لكن المطروح الآن على طاولة البحث صيغة تمنع حصول اي طرف على الثلث المعطل، فما هي العوائق التي تحول دون موافقة الاطراف عليها؟
بحسب مصادر مطلعة فإن الصيغة المقترحة، من قبل الرئيس نبيه بري وحتى من قبل الفرنسيين هي صيغة الثلاث تمانات اي ان يحصل كل تكتل سياسي على ثمانية وزراء، علما ان الصيغة وتوزيع التقسيمات تختلف بين مبادرة واخرى لكن الثابت هو حصول رئيس الجمهورية والطاشناق على ثمانية وزراء.
وتقول المصادر ان مثل هذه الصيغة تسلب عون الثلث المعطل، الذي يحاول جاهدا الحصول عليه لتحقيق انجازات في داخل الحكومة في نهاية عهده او اقله من اجل منع اي امكانية لتجاوز فريقه السياسي في حال حصول تطورات مفاجئة.
وتضيف المصادر ان هذه الصيغة تسلب عون الثلث المعطل في القضايا الداخلية، لكنها في المقابل تكسر التوازنات السياسية بشكل فاقع، وتعيد الواقع السياسي الى ما قبل التحركات الشعبية في ١٧ تشرين ٢٠١٩.
وترى المصادر ان الصيغ المقترحة تعطي “حزب الله” وحلفاءه ثلثي مجلس الوزراء، من خلال وزراء رئيس الجمهورية والطاشناق الثمانية ووزراء امل والحزب والقومي والمردة الثمانية، يضاف اليهم وزيران سيسميهما رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة معاً، ولا احد يضمن اصوات هؤلاء لصالح اي فريق ستصب.
وتسأل المصادر كيف يمكن للرئيس سعد الحريري ان يشكل هكذا حكومة ويحاصر نفسه داخلها، اذ ان حتى حليفه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بات ميالا الى الوسطية اكثر.
حتى ان الصيغ المقترحة تتضمن مشكلة فعلية مرتبطة بالتمثيل الدرزي ففي حكومة الاربعة وعشرين وزيران درزيان سيحصل عليهما جنبلاط، فهل يقبل عون بحصرية التمثيل الدرزي؟ واذا تمثل النائب طلال ارسلان بوزير ضمن اي ثلث سيكون؟ واذا اضيف الى فريق ٨ اذار سيصبح عدد وزرائهم ثلثا زائد واحد واذا اضيف الى ثلث رئيس الجمهورية سيصبح ثلثا معطلاً…
في المحصلة، تسأل المصادر ما اذا كان حصول رئيس الجمهورية ميشال عون على الثلث المعطل يزعج السعودية اكثر ام حصول “حزب الله” على اغلبية الثلثين؟ وترى ان قضية التوازنات هي الاصل في عملية تشكيل الحكومة التي لا يمكن ان تحل من دون تسوية اقليمية واضحة وضوء اخضر دولي…