مصباح العلي-لبنان24
يكمن الهدف في إطلالة رئيس الجمهورية بالأمس تذكير اللبنانيين بويلات الحرب الأهلية وتأكيده بأنه خاض حروبا في الماضي وهو جنرال حرب بامتياز، في حين انشغل الوسط السياسي بالتساؤل عن الجهة التي أعلن عون الحرب عليها ولماذا؟
المفارقة الأساسية تكمن في تنصّل عون من الطبقة السياسية علما بأن خارطة طريق وصوله إلى قصر بعبدا تطلبت مروحة من التسويات و بروز ثنائيات سياسية و طائفية ، فالبالتالي يعتبر اكثر من طرف سياسي بأن عون يخوض حرب “الغاء” سياسية تهدف إلى شطب كل الأطراف المسيحية من المعادلة ، كما إزاخة سعد الحريري، وحشر وليد جنبلاط في زاوية التمثيل الدرزي، اما نبيه بري فله إعتبارات خاصة متعلقة بحسابات الحلف مع حزب الله.
يعتبر قطب سياسي بارز بأن عون خلق من التدقيق الجنائي “فزاعة عصافير” اعتاد الطيور عليها ولم تعد تثير الخوف وتدفعهم للابتعاد عن الحقول ، في ظل الاجماع الواسع بالا قدرة اما كل الطاقم السياسي الاستمرار بحكم لبنان ، وبالتالي فالامر لا يستدعي الاستنفار الكامل بينما كل مفاصل الدولة باتت تحت سلطة “المستشارين”.
يتابع القطب المذكور، بالتشديد على وجوب إدراك عون، كما جبران باسيل، الواقع السياسي دون اواهام ، ما يعني استحالة القضاء على “جميع الأشرار” في الطبقة السياسية على أن يستمر التيار الوطني الحر منفردا في حكم البلاد و العباد، لان هذا الاعتقاد تعبير عن بلوغ “الإنكار للواقع”حدودا غير مسبوقة.
بالمقابل، ثمة من يؤكد بان عون يواكب الموقف الفرنسي بالتصعيد ويستبق العقوبات الاوروبية بحق جبران باسيل بالتهديد بقلب الطاولة فوق رؤوس الجميع، فهو وفق المحيطين فيه ليس بوارد التخلي عن إكمال عهده أو مغادرة قصر بعبدا دون الاطمئنان على مستقبل خليفته من بعده، لذلك لم يعد لديه ما يخسره فقرر” اعلان الحرب” من طرق واحد والاقتحام، مهما كانت العواقب.