بولا مراد- الديار
لم تترجم كل أجواء التفاؤل بقرب تشكيل الحكومة والتي سيطرت على نهاية الاسبوع الماضي بأي خطوات عملية حتى الساعة تشير الى امكانية اخراج الملف العالق في عنق الزجاجة.
فحركة الاتصالات والمشاورات بقيت خارج حدود لبنان وكأن القوى المعنية بعملية التشكيل تحولوا طرفا متلقيا غير فاعل مع وصولهم لقناعة بأنهم وحدهم اشبه بقاصرين غير قادرين على الاتفاق في ما بينهم على الحصص الحكومية… ما يطرح اكثر من علامة استفهام حول قدرتهم على وضع الخطط اللازمة لانتشال البلد من الانهيار الذي يتخبط فيه.
مصر والفاتيكان على خط الوساطات
ويمكن القول ان الحركة الدولية المستجدة والتي تندرج باطار تعويم المبادرة الفرنسية التي كانت تلفظ أنفاسها الاخيرة، لم تنجح بعد في التوصل لآلية محددة تطرح على الفرقاء اللبنانيين المعنيين بالتشكيل. فبحسب معلومات «الديار» لا يزال كل ما يتم تداوله باطار الافكار والخيارات ولم يتم تبني اي منها ومن ضمنها ما تردد عن زيارة قد يقوم بها رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل الى الاليزيه للقاء الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي قيل انه قد يسعى لجمعه برئيس الحكومة المكلف سعد الحريري. وتقول مصادر مطلعة على الحراك الحاصل ل»الديار» ان «باسيل يبدو اكثر المتحمسين لهكذا سيناريو من منطلق انه يؤدي لتعويمه واظهاره الآمر الناهي بالملف الحكومي.. وهو سيناريو لا شك لا يحبذه الحريري من منطلق انه سيصوره الطرف المتنازل والمكسور، لذلك يدفع الرئيس المكلف باتجاه اخراج افضل لاي اتفاق او تسوية لا يبدو ان ايا منهما قد نضج».
وبعد الاتصال الهاتفي الذي سجل بين ماكرون وولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان نهاية الاسبوع الماضي والذي اعتبر بمثابة خرق اساسي للمراوحة التي كانت سائدة، دخل اكثر من طرف على الخط لمحاولة استثمار الايجابيات والبناء عليها. وبتنسيق مباشر مع الفرنسيين، يبدو ان مصر والفاتيكان سيحاولان سد بعض الثغرات التي تحول دون انجاز عملية التشكيل. اذ من المفترض ان يزور وزيرُ خارجية مصر سامح شكري بيروت خلال الساعات القليلة المقبلة آتيا من باريس حيث اجتمع مع نظيره الفرنسي جان ايف لو دريان.. وتلي زيارة شكري زيارة غدا الخميس، للامين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي، وهما زيارتان يفترض ان تتزامنا مع زيارة يقوم بها الحريري الى الفاتيكان التي تبدو بحسب معلومات «الديار» شديدة القلق مما آل اليه الوضع اللبناني وتشعر انه من واجبها التحرك للمساعدة في حل الازمة. وستحاول الاستماع لوجهة نظر الحريري قبل ان تستمع لوجهة نظر باقي الفرقاء.
مهلة جديدة لمصرف لبنان
في هذا الوقت، تحرك مجددا ملف التدقيق الجنائي على وقع الموقف التصعيدي – التحذيري للرئيس عون. اذ افادت وزارة المالية يوم امس عن عقد اجتماع افتراضي عبر تطبيق «زوم» جمع ممثلين عن وزارة المالية وعن مصرف لبنان وعن شركة التدقيق الجنائي Alvarez & Marsal إضافة إلى مفوض الحكومة لدى المصرف المركزي. واعلنت الوزارة في بيان انه تم خلال الاجتماع التاكيد على التزام المجلس المركزي في مصرف لبنان بعملية التدقيق وعلى القيام بمجموعة خطوات بدءا من يوم الجمعة المقبل وحتى نهاية الشهر تتعلق بتأمين المستندات والمعلومات المطلوبة لشركة A&M لاسيما بعد إقرار قانون رفع السرية المصرفية. ومن ابرز ما تم الاتفاق عليه، تزويد المصرف المركزي مفوض الحكومة قائمة محدّثة للمعلومات في مدة أقصاها نهار الجمعة الواقع في 9/04/2021 ويُحدّد المستندات التي يتطلب تحضيرها وقت أطول من نهاية شهر نيسان الحالي، مباشرة المصرف المركزي بتجميع المستندات المطلوبة لكي تكون متاحة لمفوض الحكومة على أن يتم تسليمها إلى شركة A&M عند إعادة تفعيل العقد معها.وقد تم التوافق على استمرار التواصل من اجل اعادة تفعيل ملف التدقيق الجنائي وتقييم التطور الحاصل تباعاً. وقالت مصادر مواكبة للملف ل»الديار» ان «مختصر ما حصل هو اعطاء مهلة اضافية لمصرف لبنان لتقديم المستندات المطلوبة منه علما انه كان سبق ان اعلن انه قدم كل المستندات المطلوبة منه»، معتبرة ان «كل المعطيات المتوافرة وبخاصة الخلاف المستمر بين وزارة المال والبنك المركزي لا توحي بامكانية الوصول الى النتائج المرجوة في هذا الملف».
الوضع الامني جيد جدا؟!
وعلى وقع استفحال الازمات، واصل البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي لقاءاته ومساعيه للمساهمة بالتخفيف من وقعها، فأفيد عن اجتماعه بالسفيرة الاميركية دوروثي كما بوزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال محمد فهمي الذي اعرب عن تفاؤله بـ «تأليف الحكومة قريبا في ظل مساعي البطريرك وافكار رئيس مجلس النواب مما فتح كوة في الجدار المليء بالخلافات السياسية الحادة، وعلى كل اللبنانيين ان يكونوا متفائلين». وردا على سؤال عن الوضع الامني، قال «لاحظت انه كلما يظهر بعض الامل والتفاؤل عند اللبنانيين يصبح الوضع الامني جيدا جدا وتخف الضغوط الامنية او التفلت المجتمعي الذي نخاف منه».
جديد اعادة اعمار المرفأ
اما على خط اعادة اعمار المرفأ، فأفيد عن وصول الفريق الاستشاري لمرفأ هامبرغ الالماني الى لبنان في زيارة تستمر خمسة ايام على ان يعقد مؤتمرا صحافيا الخميس يعرض فيه دراسة اعمار مرفأ بيروت. ومن المفترض ان يلتقي وزير الاشغال ميشال نجار الوفد الألماني لإطلاعه على تفاصيل المبادرة الألمانية لإعادة إعمار المرفأ. من جهته، قال وزير الاقتصاد راوول نعمة لـ «المركزية»: ندرس تقرير الشركة السويسريّة عن أن «صوامع الحبوب في مرفأ بيروت آيلة للسقوط ويجب هدمها»… على أن أعقد مؤتمراً صحافياً في وقت لاحق، لإعلان موقفنا من الموضوع. وبالتزامن، أعلن وزير الدفاع السابق يعقوب الصراف أمس انه التقى المحقق العدلي القاضي طارق البيطار وسلمه نسخة عن الملف الذي يحتوي ما جمعه من معلومات ووثائق متصلة بملف الانفجار الذي حصل في مرفأ بيروت، آملا أن تساعد او تساهم هذه المعلومات في اظهار الحقائق ومحاسبة المسؤولين عن الجريمة والمقصرين والمهملين والمتقاعسين والافراج عن من هو بريء بين الموقوفين، اذا ارتأى القضاء ذلك.
٩٠ الف لقاح مجاني صيني للبنان
اما في جديد «كورونا» وصلت يوم امس طائرة تابعة للخطوط الجوية القطرية الى مطار رفيق الحريري الدولي، وعلى متنها خمسون الف جرعة من لقاح كورونا مقدمة من الحكومة الصينية وهي جزء من هبة تشمل ٩٠ الف لقاح ستصل على دفعتين.
وبحسب معلومات «الديار» فان الجيش الصيني قدم ٤٠ الف لقاح مجانا للجيش اللبناني والحكومة الصينية قدمت للجمهورية اللبنانية ٥٠ الف، في وقت يستمر التفاوض لشراء لبنان المزيد من اللقاحات الصينية.
وتتخوف مصادر طبية عبر «الديار» من موجة جديدة من اصابات «كورونا» تنطلق الاسبوع المقبل وتكون نتيجة لعدم الالتزام بالاجراءات وتهافت المواطنين قبل الاقفال العام وبعده الى الطرقات والاماكن العامة ما سينعكس ارتفاعا كبيرا في الاصابات التي قد تعود لتلامس ال٥ آلاف.
وكان في استقبال الدفعة الاولى من اللقاحات الصينية على ارض المطار وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال حمد حسن، السفير الصيني في لبنان وانغ كيجيان، واللواء الياس شامية ممثلا قائد الجيش العماد جوزف عون. وقال حسن: «تقدم دولة الصــين الشــعبــية هذه الهبة لعدة دول ومن ضمنها لبنان لترفع من امكانية مواجهة وباء كورونا واليوم المواجهة على اهمية عودة الحياة الى طبيعتها والحفاظ على الاشخاص الاكبر عمراً». واضاف «نهنئ الصين على لقاح آمن وفعال واليوم نستخدمه في لبنان وما يعنينا من خلال هذا اللقاح انه يمكن اطلاق اليد للقطاع الخاص للاستثمار في تأمينه».