جولة الصباح الاخبارية: الملف الحكومي ينتظر مبادرة شكري اليوم

بات من شبه المؤكد أن حصيلة الساعات الماضية تصبّ عند أن الملفّ الحكومي محكوم بالجمود، فلا شيء يوحي بأيّ تقدّم، وكلّ الأمور متوقّفة على نتائج الزيارات التي يُحكى عنها، سواء لوزير الخارجية المصرية محمد شكري التي تبدأ اليوم، ويليه معاون الأمين العام للجامعة العربية حسام زكي. وعلى جدول المواعيد أيضاً، زيارة أكثر من بارزة للرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري الى الفاتيكان في 22 من الشهر الحالي، حيث سيستقبله البابا فرنسيس، على أن يشمل برنامج زيارته أيضاً عقد لقاء مع رئيس وزراء الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين. في وقت، سعت مصادر التيار الوطني الحر الى التأكيد ان رئيسها جبران باسيل لم يعمد على الحصول على موعد للقاء الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، في ضوء الحديث عن ان ابواب الايليزيه مقفلة.

ماذا يحمل شكري؟

اذاً، يصل اليوم وزير الخارجية المصرية سامح شكري بيروت بعد زيارة خاطفة الى باريس التقى في خلالها نظيره الفرنسي جان ايف لودريان، وكان الملف اللبناني الحاضر الأبرز على طاولة المحادثات.

وظهر في شكل لافت من الجدول الموزع للقاءات وزير الخارجية المصري في بيروت اليوم استثناء واضح لاي لقاء مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ووزير الخارجية شربل وهبة كما أستثني من البرنامج أي لقاء مع حزب الله أو أي شخصية محسوبة عليه.

وبحسب “النهار” فانه فهم ان أسباب الانزعاج المصري من باسيل تعود الى ان الانطباع السائد لدى المصريين بان باسيل يقف وراء تعطيل الجهود الفرنسية المصرية المشتركة لتشكيل الحكومة، في ظل القلق من ان يؤدي الاستمرار في حالة الانهيار التي بلغتها البلاد الى تحقيق مصالح الفريق المعارض، بحيث يخدم الانهيار الحزب ويزيد من عزلة لبنان في محيطه. ولذا ستشكل الزيارة رسالة دعم قوي ومباشر للرئيس المكلف ولجهوده في تشكيل الحكومة، وهذا سيكون واضحاً من خلال اختيار شكري عقد مؤتمره الصحافي في ختام زيارته مساء في بيت الوسط .

الحكومة راوح مكانك
اما حكوميا فلا معطيات جديدة والاتصالات حتى الآن غائبة بأنتظار الأيام المقبلة وامكانية حصول أي خرق بعد متابعة فرنسا لهذا الملف ولاحظت مصادر مطلعة عبر “اللواء” أن الابتعاد عن أي مواقف متشنجة من شأنه أن يساهم في خلق مناخ يتيح الأخذ والرد في هذا الملف من أجل أي إشارة إيجابية.

ولاحظت مصادر متابعة لعملية تشكيل الحكومة، انه بعد عودة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الى بيروت، بقيت ازمة التشكيل تراوح مكانها، ولم يترجم كلام رئيس الجمهورية ميشال عون في بكركي، بأنه ينتظر عودة الحريري من الخارج للمباشرة بحل الازمة والخروج من النفق المظلم الى الواقع، وبقيت كل وسائل التواصل بين بعبدا وبيت الوسط مقطوعة.وبدا وكأن ماقاله عون بمعايدة البطريرك بالفصح، كان للاستهلاك المحلي وبدافع التهرب من ملامة الناس، ولالقاء مسؤولية التأخر بتشكيل الحكومة على الحريري خلافا للواقع.

في المقابل، أشارت معلومات “النهار” إلى أنّ اللقاءات المزمع عقدها في فرنسا مسألة غير مؤكّدة ولا شيء نهائيا في شأنها بعد، كما ان لا معطى أو أرضيّة حقيقيّة تشير إلى تحضير لحصول أي لقاء محتمل بين الرئيس المكلف سعد الحريري وباسيل. وقد علمت “النهار” ان الرئيس سعد الحريري ابلغ المسؤولين الفرنسيين فور تبلغه بالتفكير الفرنسي مجددا بدعوته الى زيارة باريس وتأمين عقد لقاء بينه وبين النائب باسيل وفقا لمسعى الموفد باتريك دوريل الذي لم تغادره هذه الفكرة منذ زيارته للبنان قبل ما يقارب الخمسة اشهر، ان الحكومة اللبنانية لا تتألف في فرنسا بل في القصر الجمهوري في لبنان، كما ان تاليفها يتم بينه وبين رئيس الجمهورية ميشال عون ليس الا. كما نقلت “اللواء” عنه أنه ليس بوارد لقاء النائب باسيل، واللقاء معه لا يوصل إلى أية نتيجة، بل الحل في إعلان رئيس التيار الوطني الحر وفريقه التخلي عن الثلث المعطل، وهو الأمر الوحيد الذي يؤدي إلى تسهيل تأليف الحكومة.

وأكدت امس أوساط مسؤولة في تيار “المستقبل” لـ”النهار” أنّ “الكلام الذي يسوّقه البعض داخلياً في لبنان حول لقاء مزعوم بين الحريري وباسيل هو لذرّ الرماد في العيون وهدفه إظهار باسيل في موقع الاهتمام، في وقت لا مصلحة أو تأكيد أن لقاء كهذا سيساهم في تشكيل حكومة، بل ما يمكن أن يحمله أي لقاء مع باسيل هو الانعكاس السلبي على الحريري في شارعه، مع الاشارة إلى أن أيّ لقاء في إطار طبيعي بين رئيس حكومة ورئيس كتلة لبنانية ممكن بعد تشكيل الحكومة”.

وفي سياق متصل، كشف مصدر سياسي مواكب للأفكار التي تم التداول فيها بين بيروت وباريس لإخراج تشكيل الحكومة اللبنانية من التأزُّم بأن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يعكف حالياً على جوجلتها مع أعضاء فريقه المكلّف التواصل مع المكوّنات السياسية الرئيسية في لبنان؛ لتسهيل ولادتها على قاعدة التزام المعنيين بالمبادرة الفرنسية وابتداعه مجموعة من المقترحات يعمل على تسويقها لبنانياً ليدفع في اتجاه تخطي العقبات التي تصطدم بها الجهود الرامية لإنقاذ عملية التأليف، وأكد لـ”الشرق الأوسط”، بأنه تقرّر سحب عقد لقاء بين الحريري وباسيل برعاية ماكرون شخصياً من التداول على الأقل في المدى المنظور.

Exit mobile version