مصباح العلي -لبنان24
بات المشهد اللبناني يميل إلى السخرية في طابعها العبثي، يغلب على أداء أولياء الأمر الشكل الكاريكاتوري الذي يفقتقد إلى مسؤولين من قماشة رجال دولة، بينما الكوارث تمعن في جعل حياة اللبنانيين تجسيدا لمقولة “جهنم الحمرا” الموعودة.
لبنان اشلاء دولة ونظام على قارعة محطة دولية، و تنتظر الأطراف المعنية خارطة قطارات العالم لكي تحسم وجهة الشحن وتضع بوليصة التأمين ليتم استلامه من الجهة الأخرى، على أن العبثية في التوصيف تخفف من قدر الخفة التي يتعامل بها اصحاب القرار في البلد المفلس سياسيا واقتصاديا و يعاني من عطب بنوي في تركيبته الطائفية.
السخرية من الواقع اللبناني ليست من باب التندر على وطن مشرق كان نموذجا لشرق جميل على كل المستويات، بقدر ما هي الأسى على وطن حطمته طبقة فاشلة لم تحسن إدارة بلد يمتلك مقدرات هائلة جرى اهمالها لصالح نموذج ريعي انهار عند أول نسمة تغيير حقيقية .
بات من الواجب التوقف عند مفارقات باتت تطبع الاطار العام للعمل السياسي، فالمراهنة على دور خارجي او تعليق الآمال على موقف دولة مؤثرة يطيح بأدنى شعارات السيادة و الحرية و الاستقلال التي رفعها طرفا النزاع منذ العام 2005 فيما دفع الشعب اللبناني أثمانا باهظة نتيجة الصراعات او التسويات التي حصلت حتى اليوم.
ليس تفصيلا في الوقائع الراهنة ، ان يلهث رئيس “تكتل لبنان القوي” جبران باسيل بحثا عن خشبة خلاص في قصر الإليزيه او أروقة حاضرة الفاتيكان تقيه العقوبات و”الجرصة ” الشخصية والسياسية، حيث من المفترض بأنه رمز نضال الشوارع التي كانت تصدح بشعارات “حرية، سيادة ، استقلال”.
بالمقابل ليس سهلا على ما تبقى من فريق 14 آذار، ان يربط مصيره باتفاقات جانبية وهو الذي كان يتغنى بحب الحياة و “لبنان اولا” في شوارع بيروت.
انها ” الملهاة” التي تتكرر بعد مأساة التاريخ وفق نظرية كارل ماركس وعلى اللبنانيين، للاسف، ان يدفعوا الأثمان تكرارا و مرارا ويتحملوا فشل اداء طبقة سياسية تنطبق عليها كل الاوصاف السيئة.