علي منتش-لبنان24
تستعجل فرنسا الحل في لبنان لأسباب كثيرة أولها الضوء الاخضر الاميركي الواضح الذي يعطى للمرة الاولى عن قناعة ويوحي بإمكانية تحول في الموقف والاستراتيجية الاميركية حول لبنان، وثاني الاسباب هي ما كانت قد استشرفته باريس منذ بداية الازمة: استغلال الارهاب للازمة المعيشية لكي يتمدد الى الشواطئ الشرقية للبحر المتوسط ما يشكل خطرا جديا عليها، واستغلال الدول الاقليمية الانهيار الكامل لملء الفراغ الذي يتركه الغرب في لبنان. بمعنى اخر فان فرنسا تخشى قيام شراكة تركية – ايرانية – روسية في لبنان، ومن ان تصبح انقرة على السواحل الغربية المطلة على اوروبا بعد تمركزها في ليبيا سابقا.
لكن الاهتمام الفرنسي يواجه بما يشبه الاستعلائية اللبنانية، او الوصف الادق شعور الزعماء اللبنانيين او بعضهم انهم متفوقون على السياسيين الفرنسيين، بالحنكة وفهم الواقع اللبناني والقدرة على المناورة والابتزاز واللعب على التناقضات. وحتى اليوم قُدمت لباريس عشرات الوعود من السياسيين ولم يتحقق منها شيء.
تعود اليوم فرنسا بزخم اكبر وبفهم اعمق للازمة، وتحاول بالتوازي مع حل التعقيدات الداخلية الحصول على غطاء اقليمي، وتحديدا سعودي وايراني، لكن المشكلة ان الطرفين غير متحمسين للتسوية الفرنسية.
السعودية لا تريد توازنات تشبه توازنات التسوية الرئاسية وتوازنات ما قبل 17 تشرين، وايران باتت مترددة في فتح الابواب للفرنسيين تحديدا.
في المستوى الداخلي اعادت باريس تحسين علاقتها بالعهد والتيار الوطني الحر، وهذا الانفتاح هو الذي سيأخذ رئيس التيار جبران باسيل الى فرنسا للقاء الرئيس الفرنسي، لأخذ ضمانات ربما او للتوافق على تسوية مقبولة.
لكن الحركة السياسية في باريس، توحي بأن القرار هو الوصول الى حل سياسي، وليس فقط لموضوع الحكومة وهذا ما بدأ بعض المسؤولين الاوروبيين يوحون به منذ ايام، والحل السياسي يعني حكومة توافقية بالكامل تشبه حكومات ما بعد الدوحة 2008.
كما ان الحلول السياسية تفرض ان تسمي القوى السياسية بشكل فاقع وزراءها لا ان يكونوا من التكنوقراط، والا على ماذا سيتوافقون؟
من الواضح ان باريس تلعب بعض الاوراق المهمة في الساحة اللبنانية، وهي وبالرغم من استعجالها غير قادرة على اتمام مثل هذه التسوية في سرعة كبيرة.. وبالتالي فالحكومة مؤجلة.