تحقيقات - ملفات

باسيل “يعوّم” نفسه دولياً ومخاوف من “تسوية جديدة” في باريس!


جوسلين نصر -لبنان 24

رغم ان عطلة عيد الفصح أنست اللبنانيين بعضا من همومهم ومشاكلهم اليومية يبدو ان مساعي الدفع لتشكيل الحكومة على قدم وساق، وقد تؤدي قريباً إلى ولادة حكومة طال انتظارها او قد تعقد الأمور وتدخل البلاد من جديد في دوامة لن تستطيع الخروج منها.

تطورات متسارعة تشهدها عملية تأليف الحكومة مع دخول فرنسا على خط مبادرة الرئيس نبيه بري، فقد اصبح واضحا ان الاتجاه هو لحكومة من 24 وزيرا ومن دون ثلث معطل لأي طرف على قاعدة 3 ثمانات، ولكن المشكلة هي في توزيع الحقائب وتسمية الوزراء التي قد تتبلور في الأيام المقبلة في حال اتفق الرئيس المكلف سعد الحريري من جهة والرئيس ميشال عون والنائب جبران باسيل من جهة ثانية على الأسماء وقدّم الطرفان التنازلات بهذا الخصوص.

باريس الناشطة على خط الأزمة اللبنانية تدفع بقوة باتجاه حلحلة عقد تشكيل الحكومة، فبعد التهديدات التي وجهتها للمسؤولين اللبنانيين من أن الاتحاد الأوروبي يعكف حاليا على بحث سبل لممارسة ضغوط على من يعرقلون التوصل إلى حل للأزمة، يبدو انها تعمل على عقد مؤتمر شبيه بمؤتمر “سان كلو ” الذي عقد عام 2007 لحل الأزمة اللبنانية، حيث تفيد المعلومات عن إمكان عقد لقاءات ثنائية أو دعوة أكثر من جهة لبنانية معنية بعملية التأليف.

باسيل “يُعوم” نفسه

وكان لافتاً ما أشيع عن دعوة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل إلى فرنسا، دعوة رفضت السفارة الفرنسية في بيروت التعليق عليها.

وعلى الرغم من ان مصادر مقربة من باسيل تؤكد أن “رئيس التيار الوطني الحر ليس بحاجة إلى أي وساطة أو وسيط لزيارة باريس ولقاء المسؤولين الفرنسيين”، تفيد المعلومات ان زيارة باسيل إلى فرنسا “إن حصلت” أتت بعد مساع ووساطة قام بهما المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم الذي زار الأسبوع الماضي باريس، وهو أبلغ باسيل بجدية الكلام الفرنسي والاوروبي حول فرض عقوبات على كل من يعرقل ولادة الحكومة.

توقيت الزيارة لم يُعرف بعد رغم ان معلومات ذكرت انه قد يتوجه اليوم الثلاثاء إلى باريس، كما لم يتضح ما إذا كان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون سيجمع باسيل بالحريري، علماً ان الأخير، وفق أوساط قريبة منه غير متحمس لمثل هكذا لقاء لأن مناقشة عملية تأليف الحكومة يجب ان تكون بينه وبين رئيس الجمهورية.

زيارة باسيل إلى فرنسا ستكون اول محطة خارجية له بعد فرض عقوبات أميركية عليه في تشرين الثاني الماضي، وستشكل “تعويما” له وستكسر الحصار الأميركي المفروض عليه، وهو سيحاول استغلالها لتسجيل نقاط على الصعيد الداخلي والظهور بأنه اللاعب الأساسي في عملية تشكيل الحكومة كما ستكون بمثابة رسالة إلى الأميركيين بعدم جدوى العقوبات ضده.

وهنا تُبدي بعض الأوساط تخوفها في حال حصول الزيارة واللقاء مع الحريري من حصول “تسوية” جديدة.

حركة ديبلوماسية ناشطة باتجاه بيروت

إلى ذلك، تشهد بيروت في الأيام المقبلة حركة ديبلوماسية ناشطة فقد افيد ان وزير الخارجية المصري، سامح شكري، سيصل إلى لبنان غدا الأربعاء حاملا رسالة من الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الرئيس عون وذلك بهدف المساعدة في تذليل العقبات امام تشكيل الحكومة.

كذلك يزور بيروت يوم الخميس الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي.

كما أُعلن عن دعوة عاجلة تلقاها الرئيس المكلف لزيارة الفاتيكان سيلبيها في اليومين المقبلين.

 

رغم الأجواء التي لا تزال ملبدة على الصعيد الحكومي، يستبشر اللبنانيون خيرا بقرب تشكيل الحكومة في الأيام المقبلة حكومة تُساعد ولو جزئيا في لجم الانهيار الذي يعيشه لبنان وتطلق عجلة الإصلاحات وتخفف من الأعباء الاقتصادية وتُعيد البلد إلى السكة الصحيحة.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى