للبنانيين: لا تخافوا من لقاح أسترازينيكا.. تلقيه هو الخيار الأكثر أمانا
جويل تامر-لبنان24
ساد الخوف بين اللبنانيين بعد الكشف مؤخراً عن حدوث تجلطات دماغية غير عادية لدى مجموعة من الأشخاص بعد تلقيهم جرعة من لقاح أكسفورد/أسترازينيكا. وعمد البعض الى رفض تلقي اللقاح الذي وصلت 33,600 جرعة منه الى لبنان في 24 آذار من خلال مرفق “كوفاكس” من هولندا إلى بيروت عبر دبي. وهذه أول شحنة من اللقاحات التي تصل إلى لبنان، ومن المتوقع وصول الدفعة الثانية 130 ألف جرعة في بداية شهر نيسان.
وبينما أفادت المعلومات أن جزءا من اللقاحات سيستخدم للعاملين في القطاع التربوي، ولا سيما أساتذة التعليم الثانوي، للتمكن من استئناف العام الدراسي وإجراء الامتحانات الرسمية، رفض بعض الأساتذة تلقيه خوفاً من أثاره الجانبية المحتملة.
وفي خضّم اللغط الحاصل حوال استرازينيكا، أعلنت منظمة الصحة العالمية ووكالة الأدوية الأوروبية على أن فوائد اللقاح تفوق أضراره ومخاطره.
كما حثت هيئة تنظيم الأدوية في بريطانيا على الاستمرار في أخذ لقاح أسترازينيكا لفيروس كورونا، على الرغم من الكشف عن وفاة سبعة أشخاص في المملكة المتحدة من جلطات دموية نادرة بعد تلقي اللقاح.
وقالت الوكالة البريطانية إنه لم يكن واضحًا ما إذا كانت الجرعات تسبب الجلطات، وإن “المراجعة الدقيقة لتقارير المملكة المتحدة عن أنواع نادرة ومحددة من جلطات الدم مستمرة”.
في المجمل، قالت الوكالة إنها حددت 30 حالة من حالات تجلط الدم النادرة من أصل 18.1 مليون جرعة من أسترازينيكا تم إعطاؤها حتى 24 آذار. وأضافت أن الخطر المرتبط بهذا النوع من الجلطة الدموية “ضئيل جدا”.
في هذا المجال، إعتبر الدكتور اللبناني- الأميركي الياس مارون، أخصائي أمراض معدية، وقائد فريق كوفيد- 19 في مستشفى Florida, the villages and Leesburg Hospitals في الولايات المتحدة، في حديث لـ”لبنان 24 ” إن “فوائد لقاح أسترازينيكا في الوقاية من عدوى كوفيد-19 ومضاعفاته لا تزال تفوق أي مخاطر قد يسببها، ويجب على اللبنانيين الاستمرار في الحصول على اللقاح”.
أما بالنسبة للتجلطات، فلفت مارون الى” أن استرازينيكا فعاّل، وان الحوادث التي سجلّت في مجال التجلطات لا تعتبر أرقاماً عالية للبناء عليها حتى الآن”.
وأضاف: “اللقاح قيد التحقيق للبحث فيما إذا كانت التجلطات تحدث مصادفة أو هي أثر جانبي حقيقي للقاح”.
وشدد مارون على أنهم” مازالوا يوصون بأسترازينيكا لأن فوائده تفوق مخاطره، وان تلقي اللقاح هو الخيار الأكثر أمانا”.
على صعيد متصل، أعلن وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن أمس الأحد أنّ “عدد الملقحين بجرعتي لقاح فايزر نحو 87 ألف شخص، وأكثر من 6 آلاف شخص تلقوا لقاح أسترازينيكا في لبنان”.
وكشف أنه “لم يتم تسجيل أي آثار جانبية لدى أحد من الملقحين بلقاح استرازينيكا استدعت الدخول الى المستشفى”.
ومع هذا، أشار حسن إلى أن “عدد المسجلين على المنصة لتلقي اللقاح حتى الآن بلغ أكثر من مليون شخص”، موضحاً أن “الأشخاص من الفئة العمرية فوق الـ 70 عاماً والمسجلين على المنصة سيتم تلقيحهم في شهر نيسان”.
وقد دفعت المخاوف بشأن لقاح أسترازينيكا بعض البلدان بما في ذلك كندا وفرنسا وألمانيا وهولندا إلى قصر استخدامه على كبار السن.
وتعتمد بريطانيا التي طرحت لقاحات فيروس كورونا بشكل أسرع من الدول الأوروبية الأخرى، بشكل خاص على لقاح استرازينيكا، الذي طوره علماء في جامعة أكسفورد.
وتشارك وكالة الأدوية الأوروبية وكالة الأدوية البريطانية الرأي بشأن الفوائد النسبية للقاح. وقالت إن العلاقة السببية بين تجلط الدم غير المعتاد لدى الأشخاص الذين تلقوا اللقاح “غير مثبتة، ولكنها ممكنة”، وإن فوائد اللقاح تفوق مخاطر الآثار الجانبية. كما حثت منظمة الصحة العالمية البلدان على الاستمرار في استخدام الجرعات، وفقا لأسوشيتد برس.
هذا وأعلنت وزارة الصحة العامة، مساء أمس الأحد، عن تسجيل 2388 إصابات جديدة بفيروس “كورونا” في البلاد، ليصبح العدد التراكمي للحالات المثبتة بين مقيمين ووافدين 479501 حالات.
ولفتت الوزارة في تقريرها إلى أنّ “الحالات الجديدة التي سُجلت خلال الساعات الـ24 الماضية، انقسمت بين 2345 ضمن المقيمين و43 ضمن الوافدين”، مشيرة إلى أنّ “العدد التراكمي للوفيات هو 6409، إذ تمّ تسجيل 30 حالة وفاة جديدة خلال الساعات الـ24 المنصرمة”