نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريراً جديداً أشارت فيه إلى أنّ “سفناً صينية استقرت في مياه متنازع عليها في بحر الصين الجنوبي، وهي مثل ضيوف غير مرغوب بهم لكنهم لم يغادروا المكان، بل مع مرور الأيام ظهر المزيد منها (أي السفن)”.
وزعمت الصين أن هذه السفن هي مجرّد قوارب صيد، رغم أنها لا تبدو وكأنها تقوم بذلك، وفق “نيويورك تايمز”. ومع هذا، فقد تجمعت العشرات من السفن في صفوف مرتبة بحثاً عن ملجأ، كما قيل، من العواصف التي لم تأتِ أبداً.
وتشير “نيويورك تايمز” إلى أنه “منذ وقتٍ ليس ببعيد، أكّدت الصين مطالباتها بمياه متنازع عليها في بحر الصين الجنوبي ببناء وتحصين جزر اصطناعية في المياه التي تطالب بها أيضاً فيتنام والفلبين وماليزيا. والآن، فإن استراتيجية بكين تتمثل ي تعزيز تلك البؤر الاستيطانية من خلال الحشد بالسفن، وتحدي الدول الأخرى بشكل فعّال لطردها”.
ويلفت التقرير إلى أنّ “الهدف من ذلك، هو تحقيق ما لم تتمكن من القيام به من خلال الدبلوماسية أو القانون الدولي، ويبدو أن سياسة القوارب والعواصف التي اتبعتها بكين مؤخراً تبدو أنها فعالة”.
وفي السياق، يقول غريغ بولينغ، مدير مبادرة الشفافية البحرية الآسيوية، ومقرها واشنطن: “هذا شيء ماكر”.
تصرفات بكين تُغضب الفلبين
وبحسب “نيويورك تايمز”، فإن تصرفات الصين تعكس الثقة المتزايد للبلاد واختبارها لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن وكذلك جيرانها في بحر الصين الجنوبي الذين يعتمدون بشكل متزايد على اقتصادها القوي وإمداداتها من لقاحات “كورونا”.
وخلال شهر آذار الماضي، أفيد بأن 220 سفينة صينية كانت ترسو حول الشعاب المرجانية، الأمر الذي أثار احتجاج فيتنام والفلبين والولايات المتحدة.
ووصف وزير الدفاع الفلبيني، ديلفين لورنزانا، وجود هذه السفن بأنه “استفزاز واضح”، كما اتهمت وزارة الخارجية الفيتنامية الصين بـ”انتهاك سيادة البلاد”، وطالبت بمغادرة السفن.
ووفقاً لصور الأقمار الصناعية التي التقطتها شركة ميكسار تكنولوجيز، ومقرها كولورادو، فإنه بحلول الأسبوع الماضي، غادر بعض هذه السفن لكن بقي الكثير.
ومع هذا، فقد انتقلت سفن أخرى إلى شعاب مرجانية على بعد أميال قليلة فقط، في حين شوهد سرب جديد من 45 سفينة صينية على بعد 160كم شمال شرق جزيرة ثيتو التي تسيطر عليها الفلبين.
وأدى تراكم هذه السفن إلى تأجيج التوترات في منطقة يمكن أن تصبح نقطة توتر أخرى في المواجهة المتصاعدة بين الصين والولايات المتحدة التي انتقدت التكتيكات العدوانية لبكين في بحر الصين الجنوبي.
ومؤخراً، أعرب وزير الخارجية أنتوني ج.بلينكين عن دعمه لموقف الفلبين بشأن وجود السفن الصينية، وقال: “سنقف دائماً إلى جانب حلفائنا وندافع عن النظام الدولي القائم على القواعد”.