أعلنت هيئة قناة السويس، بعد ظهر السبت 3 أبريل/نيسان 2021، اكتمال عبور كافة السفن التي بقيت تنتظر في المجرى الملاحي للقناة، وذلك منذ وقوع حادث جنوح سفينة الحاويات العملاقة “إيفر غيفن”.
وأشار رئيس الهيئة أسامة ربيع إلى أن إجمالي عدد السفن التي انتظرت بالقناة منذ وقوع الحادث بلغ 422 سفينة، وقد احتاجت 5 أيام كاملة لتنظيم مرورها منذ تعويم السفينة التي كانت عالقة وتحريكها من وسط القناة.
كان رئيس هيئة قناة السويس أسامة ربيع قال أمس الجمعة إن 61 سفينة ما زالت تنتظر العبور، وذلك من أصل 422 كانت تكدست في انتظار عودة الملاحة، أثناء فترة إعادة تعويم السفينة الجانحة، وبهذا تكون الأزمة قد انتهت، وفق قوله.
أضاف ربيع، في تصريحات لقناة “إكسترا نيوز” المصرية (خاصة)، أن كل السيناريوهات كانت جاهزة، وجرى التعامل مع الأزمة وإنهاؤها خلال 6 أيام، مؤكداً أن إجراء التحقيق أمر ضروري بعد تعويم السفينة، وقال: “التحقيق يتم، والمركب (سفينة إيفرغيفن) متعاونة، والتحقيق سيأخذ وقتاً، وسنحاول بقدر الإمكان نخلّص (ننهي) بسرعة”.
حركة الملاحة منتظمة
كما أشار رئيس هيئة قناة السويس، في بيان سابق، إلى أن حركة الملاحة بالقناة تعمل بصورة منتظمة، حيث سجلت التقارير الملاحية، الجمعة، عبور 80 سفينة من الاتجاهين بإجمالي حمولات صافيةٍ قدرها 4.7 مليون طن.
ويبلغ عدد السفن العابرة من اتجاه الشمال بقناة السويس 43 سفينة بإجمالي حمولات صافية قدرها 2.5 مليون طن، ومن اتجاه الجنوب تعبر 37 سفينة بالمجرى الملاحي الجديد للقناة، بإجمالي حمولات صافيةٍ قدرها 2.2 مليون طن، وفقاً لربيع الذي أشار إلى عبور عدة سفن ووحدات بحرية عملاقة.
وأبرز هذه السفن، وفق ربيع، “حاملة الطائرات الأمريكية دوايت أيزنهاور، وناقلة الغاز الطبيعي المسال (LI JMILIYA) بحمولة 171 ألف طن، اللتان عبرتا القناة ضمن قافلة الشمال”.
المسؤول المصري ذاته اعتبر أن تلك التطورات تأتي تأكيداً لما وصفه بالثقة الكبيرة التي “يوليها المجتمع الملاحي الدولي لقناة السويس وقدرة مصر على توفير الأمن والأمان للأنواع المختلفة من السفن ولحركة التجارة العالمية المارة عبر القناة”.
توسعة قناة السويس
يُذكر أنه منذ جنوح السفينة “إيفرغيفن” في 23 مارس/آذار الماضي، متسببة بتعطيل الملاحة في قناة السويس 6 أيام، تواجه مصر دعوات من خبراء دوليين إلى توسيع مجرى القناة؛ لتفادي حوادث مماثلة في المستقبل.
في هذا السياق، صرّح ربيع، لشبكة “سي إن إن” الأمريكية، بأن بلاده تدرس بالفعل توسيع القناة؛ لتفادي حوادث مشابهة لجنوح “إيفرغيفن”، مشدداً على أن القناة ليست بحاجة إلى زيادة في عمقها (يبلغ 24 متراً) أو طولها (يبلغ 193 كيلومتراً)، “لكنها تقتصر على ممر واحد في الجنوب (بعرض 345 متراً)، وهو الجزء الذي جنحت فيه السفينة البالغ طولها 400 متر”.
لكن ربيع لم يوضح ما إذا كانت التوسعة التي يدرسونها ستشمل فتح قناة موازية للمقطع المنفرد الذي علقت فيه السفينة الجانحة أم لا.
تفريغ محتويات الصندوق الأسود
كانت السلطات المصرية قد بدأت، الخميس 1 أبريل/نيسان 2021، تفريغ محتويات الصندوق الأسود لسفينة “إيفرغيفن”.
حيث نقلت صحيفة “الشروق” (خاصة)، عن مصدر بهيئة القناة (لم تسمه)، قوله إن “عملية تفريغ محتويات الصندوق الأسود للسفينة بدأت بحضور خبراء مصريين ومندوبين عن الشركة المالكة للسفينة”، مشيراً إلى أن “السفينة لن تغادر منطقة البحيرات المتوقفة بها حالياً إلا بانتهاء التحقيقات، والتوقيع بمسؤوليتها الكاملة عن الحادث إذا أثبتت التحقيقات ذلك”.
المصدر ذاته أوضح أنه سيتم تحديد قيمة التعويضات عقب انتهاء التحقيقات، والتي ستسددها الشركة المالكة للسفينة، منوهاً إلى “عدم وقوع أي مسؤولية على هيئة القناة في هذا الحادث”، على حد قوله.
يُذكر أن الصندوق الأسود يسجل البيانات الفنية للأجهزة والمحادثات بين أفراد طواقم قيادة السفن أو الطائرات أو القطارات، ما يساعد في الكشف عن أسباب وقوع مثل هذه الحوادث.
فيما ذكر مصدر آخر من هيئة القناة، لصحيفة “البوابة” (خاصة)، أن الهيئة “بدأت بتفريغ الصندوق الأسود للسفينة الجانحة، من سجلات صوتية وإشارات وأوامر لربان السفينة”، مشدداً على أنه “لا صحة لتعرض أجهزة أو بدن السفينة الجانحة للتلفيات أو التدمير”.
تعويضات تتجاوز مليار دولار
كان رئيس هيئة قناة السويس، أسامة ربيع، قد أعلن الأربعاء 31 مارس/آذار 2021، أن الهيئة ستطالب الشركة المالكة للسفينة الجانحة بتعويضات تتجاوز مليار دولار، نظير تعطيل المجرى الملاحي 6 أيام، وتكلفة استهلاك الكراكات والقاطرات، والعمل المتواصل لفرق الفنيين والمهندسين، وتلف المعدات والآلات وغيرها.
ربيع أضاف، في تصريحات إعلامية، أن اللجنة المُشكّلة للتحقيق في جنوح السفينة تضم عضواً بحرياً، وآخر قانونياً، ومهندساً، وخبير تعويضات، لتقدير حجم الخسائر والتلفيات طوال مدة تعطيل المجرى الملاحي لقناة السويس، مؤكداً أنهم أنقذوا “السفينة الجانحة، بعد 6 أيام، دون وقوع أية خسائر في الأرواح أو تلف بأجهزة السفينة، لكن الهيئة هي من خسر ملايين الدولارات يومياً”.
لكن شركة الشحن اليابانية “شوي كيسن كيه كيه”، المالكة لسفينة “إيفرغيفن” قالت إنها لم تتلقَّ حتى الآن أي مطالبات رسمية بالتعويض عن الأضرار التي سببها الإغلاق، مؤكدةً أنها لا تعرف أساساً “المليار دولار”، التي طالب بها رئيس هيئة قناة السويس.
كما أضافت الشركة المالكة للسفينة: “نعتقد أنه يتعين علينا التحدث بحسن نية بعد تلقي أي مطالبة بالتعويض” بشكل رسمي، لافتة إلى أن لديها “تأميناً على السفن”، لكن “مبلغ التأمين يعتمد على العقد.. ومن السابق لأوانه التعليق، لأنه لم يتم تقديم أي مطالبات حتى الآن”، وفق قولها.
يشار إلى أن هيئة قناة السويس أعلنت، الأربعاء، التحفظ على السفينة “إيفرغيفن” لبدء التحقيقات في أسباب جنوحها.
جدير بالذكر أن السلطات المصرية أعلنت يوم الإثنين 29 مارس/آذار 2021، نجاح عملية إعادة تعويم السفينة الجانحة منذ 23 مارس/آذار الماضي، وتحركها صوب منطقة البحيرات.
وقناة السويس هي أحد أهم الممرات المائية في العالم، إذ يمر عبرها نحو 12% من إجمالي التجارة العالمية.