أيسر نور الدين-لبنان24
|03-04-2021
نحو 8 أشهر مضت على الفراغ الحكومي في لبنان، الذي كان يفترض أن لا يطول تشكيل حكومته الجديدة ليتمكن من أن يلتقط أنفاسه مجددًا بعد أن اقبضت عليها مجموعة حاكمة وتركته لا حول له ولا قوة.
8 أشهر مضت ولا يزال الشعب اللبناني “رايح كبش محرقة” في ظل استمرار اتهامات التعطيل بين الرئيس المكلف سعد الحريري وفريق رئيس الجمهورية ميشال عون، لكن يبدو اليوم بعد طول انتظار أن الأمور متجهة مبدئيًّا إلى الحلحلة إلا إذا تدخل الشيطان في التفاصيل.
ما الذي يجعل الأمور إيجابية؟
المحلل السياسي جوني منيّر أكد لـ”لبنان 24″ أن “هناك تقدمًا جديًّا في الملف الحكومي بدأ من مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي اقترح تشكيل حكومة مؤلفة من 24 وزيراً على أساس “888” بحيث لا يكون هناك ثلث معطّل لأي فريق”، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن التقدّم الجديد يكمن بالتحرّك الأوروبي مرة أخرى والذي ظهر من خلال الإعلان أن ألمانيا ستعرض على السلطات اللبنانية الأسبوع المقبل خطة مشروطة تكلف مليارات الدولارات لإعادة بناء مرفأ بيروت في إطار مساعٍ لحث المسؤولين على تشكيل حكومة قادرة أن تنقذ لبنان من لفظ أنفاسه الأخيرة”.
وأضاف منيّر” أن الأمر الآخر الذي قد يسرّع من تشكيل الحكومة هو التلويح الذي أعلن عنه وزير خارجية فرنسا، جان إيف لودريان، مساء الإثنين 29 آذار الماضي، باحتمالية فرض عقوبات بحق معطلي الحكومة وفق المشاورات التي أجراها مع نظرائه الأوروبيين والدوليين، والإقليميين في هذا الصدد”.
إضافة إلى ذلك، أشار منيّر إلى أن المكالمة الهاتفية الأخيرة بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، اللذين ربطا تقديم الدعم الطويل الأمد للبنان بتشكيل حكومة ذات ثقة، مؤشر إيجابي آخر لتشكيل الحكومة من دون أن يعني كل هذه المؤشرات وفق قوله أن الحكومة ستتشكل قريبًا جدًّا”.
وعما إذا كان اتصال ماكرون وبن سلمان كفيلاً بتليين موقف السعودية تجاه الحكومة، قال منيّر: “بالتأكيد إن هذا الاتصال يساهم بتليين موقف السعودية بحيث أنه في حال قام حزب الله بتسمية بعض الوزراء “من بعيد” في الحكومة الجديدة، تكون السعودية قادرة على التعامل معها وعدم محاصرتها والاستثمار في لبنان وتقديم المساعدات التي يحتاجها”.
ويبدو أن هذه المعطيات لا تقف وحيدة كمؤشر لإمكانية عدم التأخير أكثر في ولادة الحكومة، فمن جهة أخرى إن أهم ما يساعد في خروج الحكومة من عنق الزجاجة يكمن، وفق منيّر، بـ”الحلحلة الكبيرة على مستوى الملف النووي”، حيث وصفت المحادثات بين طهران ومجموعة “4 + 1″، بخصوص الاتفاق النووي الإيراني بالجيدة، بانتظار أن تعقد إيران والقوى العالمية الاجتماع المقبل بشأن الاتفاق النووي في فيينا يوم الثلاثاء المقبل.
ماذا عن عقدة باسيل – الحريري؟
بالتزامن مع هذا الواقع، تظهر مشكلة في التواصل بين الرئيس المكلف سعد الحريري ورئيس تكتل “لبنان القوي” جبران باسيل، إذ إن طريق اللقاء بينهما مسدود إلى حد هذه اللحظة، ولكن يرى منيّر بالنسبة إلى هذا الموضوع أنه تفصيل صغير ويمكن حله بسهولة في حال كانت كل المؤشرات الأخرى إيجابية، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن “وفق بعض المعطيات فإن هناك عقدتين أو ثلاثة قادر أن يمون بها حزب الله على باسيل”.
وبانتظار أن تتبلور الأمور أكثر، يبقى اللبنانيون يترقبون الانفراج وفق نظرية “ما تقول فول إلا تيصير بالمكيول”.